استشارية نساء وولادة: الحبوب تقي من سرطان المبيض والرحم
منع الحمل.. الوسائل الطبيعية أكثر أمانا لكنها تحتاج إلى الدقة
اصبح الحديث عن ممارسة تنظيم الأسرة من الأمورالمقبولة بين أفراد المجتمع، لا سيما مع زيادة وعي الناس بضرورة مثل هذه الممارسات وزيادة تقبلهم لها لما لها من فوائد تعود بها ليس فقط على الأم أو العائلة وإنما على المجتمع ككل. لكن ما زال تنظيم الأسرة باستخدام الوسائل المختلفة عالما غامضا لكثير من السيدات سواء كانت هذه الوسائل طبيعية أو هرمونية.الدكتورة عفاف توفيق استشارية أمراض النساء والولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الحاصلة على الزمالة الكندية تكشف جوانب مهمة خلال هذا الحوار:
ما هي نظرة المجتمع لوسائل تنظيم الأسرة؟
المشكلة الأساسية التي يعاني منها المجتمع تتمثل في استقاء المعلومات عبر السمع دون الرجوع إلى الأطباء أو المراجع العلمية، علاوة أن البعض يثير بعض الشائعات التي تضر بهذا الجانب، رغم أن الدين الإسلامي حسم الجدل حول هذا الموضوع وأحل تنظيم الأسرة.. وشدد على أن قرار عدم الإنجاب أو التوقف عن الحمل لأسباب صحية أو أسرية تعود بالدرجة الأولى للزوجين معاً.
الأكثر أمانا
إذا ما هي الوسائل الأكثر أمانا في رأيك لمنع الحمل؟
هناك وسائل طبيعية لا تستعمل فيها أدوية أو أجهزة طبيعية ومنها الطريقة التي تعرف شرعيا باسم العزل. وهي طريقة غير مضمونة الفعالية ولا تصلح مع الأشخاص المصابين بمشكلة القذف المبكر، وتتراوح نسبة فشلها في منع الحمل من 4 إلى 24%، والطريقة الثانية هي طريقة عد أيام التبويض، وتعتمد على حساب فترة التبويض ويمكن منع الحمل عن طريقها بالامتناع عن المعاشرة الزوجية خلال هذه الأيام، وهذه الوسيلة تناسب السيدات اللاتي تكون دورتهن منتظمة من 28 إلى 30 يوما، وتحسب أيام الأمان كالتالي: 3 أيام بعد انتهاء الدورة، وثمانية أيام قبل موعد الدورة التالية، وحديثا توجد أجهزة لقياس موعد التبويض عن طريق تحليل البول وفحص نسبة هرمون (آي اتش)، وهنالك طريقة اخرى لمعرفة وقت الإباضة، وهي أخذ حرارة الجسم طوال فترة الحيض باستعمال (المحرار) في الوقت نفسه، ويفضل عند الصباح. وبعدها يلاحظ أن درجة حرارة المرأة ترتفع نصف درجة مئوية قبل الإباضة بيوم واحد تقريباً وتبقى على هذا المستوى المرتفع إلى ما قبل الحيض بيوم واحد أو يومين، وبالتالي يتم تحديد موعد الإباضة ويتم الامتناع عن الجماع لمدة 3 أيام قبل الإباضة و3 أيام بعدها، ونسبة فشل هذه الطريقة مع الاستعمال المنتظم 3%.
الوسائل غير الطبيعية
وما هي الوسائل الميكانيكية أو غير الطبيعية لمنع الحمل؟
أولها (العازل) وهي وسائل تعتمد على منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة، وبالتالي منع التلقيح، وأنواع العازل منها الطبيعي للرجال (الشائع الاستعمال) ويستخدمه 6 مليار رجل في أنحاء العالم سنويا، وهو مصنوع من مادة البلاستيك المطاطية، وبالإضافة إلى منع الحمل يعطي وقاية من الأمراض التناسلية ولا يوجد به أي أضرار صحية، ونسبة فشله تتراوح بين 3 إلى 14%.
وهناك العازل الطبي للسيدات وهو يشبه كيس البلاستيك الرقيق، يوضع في المهبل قبل الجماع ويحتوي على حلقة مطاطية داخلية تثبت عند عنقه، وحلقة خارجية عند فتحة المهبل، ولكن قد يكون استعماله صعبا للسيدة، علما أنه ليست له أضرار صحية.
وهناك ايضا مستحضرات قتل الحيوانات المنوية، وعادة ما تكون على شكل تحاميل مهبلية أو جل أو رغوة أو رقعة نحيفة Thin Sheet توضع قبل المعاشرة الزوجية بربع ساعة ويتم الجماع في خلال نصف ساعة من وضعها حتى لا تتأثر فعاليتها ونسبة فشلها 25%. وأيضا من الوسائل المتاحة حاجز عنق الرحم ونسبة فشله من 6 إلى 12%، وهو عبارة عن حاجز على شكل Dome Shaped يغطي عنق الرحم ما يمنع وصول الحيوانات المنوية إليه، ومن عيوبه انه يوضع قبل حدوث الجماع ويتم اخراجه من المهبل بعد 6 ساعات ولا يترك لمدة أكثر من 24 ساعة، لكنه يزيد من نسبة إلتهابات البول، ولا بد من استعماله مع مستحضرات قتل الحيوانات المنوية.
وهناك أيضا (اللولب) وهو عبارة عن جسم صغير يترك في داخل الرحم لمنع الحمل، ويوجد منه عدة أنواع لكن أكثرها شيوعا هو اللولب النحاسي، وهناك الشكل البلاستيكي ويمتد استعماله إلى ما يقارب 10 سنوات، وتتراوح نسبة فشله من 1 إلى 2%.
ويوجد (اللولب الهرموني) الذي يحتوي على هرمون البروجستون وله فوائد أخرى غير منع الحمل حيث يستعمل في حالات النزيف الحيضي كبديل لعملية استئصال الرحم، ويعالج حالات ازدياد كثافة بطانة الرحم وفعاليته لمدة 5 سنوات، ونسبة فشله من 1 إلى 5%، ومن أعراضه الجانبية نزول دم بين الدورة والأخرى خلال أول 3 أشهر من إدخاله ولكن بعد 6 أشهر تختفي عادة وتكون دورة السيدة خفيفة.
حبوب منع الحمل
وماذا عن حبوب منع الحمل التي تعتبر أكثر الوسائل شيوعا؟
بالفعل تعتبر حبوب منع الحمل المركبة والمصغرة من أكثر الوسائل استخداما خاصة أنه بدأ استعمالها عام 1960م وأبحاثها بدأت قبل ذلك بعشر سنوات، فالمركبة تحتوي على نوعين من الهرمونات وهما: الايستروجين والبروجستوجين وهما يساعدان على منع التبويض عن طريق إحداث تأثيرات معينة على الغدة النخامية. ويؤدي ذلك في النهاية لتوقف إفراز ذلك الهرمون اللازم لتنشيط المبيض. وبالتالي لا يتم خروج البويضة لإحداث التلقيح بالصورة الطبيعية.
وأكدت الأبحاث العلمية المتتالية فعالية هذه الحبوب الأمر الذي ساعد على ارتفاع معدلات الإقبال النسائي عليها. وفي الواقع تحقيق هذه الفعالية يتوقف إلى حد بعيد على الانتظام في تناول الحبوب المعينة من جانب المرأة. وتجاهل هذه الحقيقة الهامة ولو على سبيل اللهو يمكن أن يؤدي إلى حدوث الحمل على نحو غير متوقع. أما في حالة حدوث ذلك بالفعل ـ أي إغفال تناول الحبة في موعدها المحدد ـ فإنه ينصح عادة باستعمال أي وسيلة وقائية أخرى من جانب أحد الجنسين وذلك بالإضافة إلى الاستمرار في تناول كافة الحبوب الأخرى المتبقية. أما الحبوب المصغرة وهي تحتوي على عكس الحبوب المركبة ـ على هورمون الروجستوجين فقط. ويذكر أن نسبة فعاليتها تصل إلى حوالى 98% في جميع الحالات. ويتعين تناولها يومياً بصورة منتظمة وفي نفس الموعد المحدد. ويذكر أن تأثيراتها الجانبية المتعلقة بارتفاع ضغط الدم وحدوث تجلط الدم تقل خطورتها عن تلك التأثيرات الناجمة عن الحبوب المركبة. ولكن هذه الحبوب هي الأخرى لا تقل خطورة من حيث المضاعفات عن النوع الأول من الحبوب.
وعلى كل حال فإن الطبيب يعد الجهة الوحيدة القادرة على تجويز النوع والمقدار اللازم لكل امرأة تريد أن تتعاطى مثل هذه الحبوب. وهي على وجه الإجمال تأخذ ابتداءً من اليوم الخامس على بدء العادة الشهرية حبة واحدة يومياً ولمدة واحد وعشرين يوماً متتالية. وتتوقف بعدها فترة قصيرة لتبدأ من جديد في اليوم الخامس من العادة التالية، وهكذا دواليك.
السرطان وزيادة الوزن
يتردد ان حبوب منع الحمل تؤدي إلى زيادة الوزن أو بعض الأمراض؟
من الأخطاء الشائعة ما يتردد بأنها تسبب مرض السرطان والعقم وهي أمور خاطئة تماما، حيث أثبتت الأبحاث التي جرت أخيرا أنها تقي من سرطان المبيض والرحم والقولون والغدة الدرقية، كما تقي من التهاب الحوض والأمراض الحميدة في الثدي، والحمل خارج الرحم كما تقلل من النزيف، وهي أيضا حماية من أمراض هشاشة العظام، وتستعمل أحيانا في علاج حالات خاصة.
وهل هناك وسائل أخرى؟
نعم آخر المطاف هو التدخل الجراحي، ولكن لها ضروريات وأولويات، فهي توصف للمرأة عندما يكون الحمل خطراً على حياتها، وعندما تكون مصابة بأمراض تمنعها من الحمل كأمراض الكلية وما شابه ذلك وأمراض الرئة والقلب. وكذلك في الحالات التي قد تتعرض فيها حياة الطفل للخطر، عندها قد يصبح التعقيم الدائم بعملية جراحية ضرورياً.