جاء قرار قناة الجزيرة الرياضية بتنظيم دوري سوبر عربي لكرة القدم ليكون المسمار الأخير في نعش مسابقة دوري أبطال العرب.ففي وقت تبلغ فيه جوائز دوري أبطال العرب نحو ستة ملايين دولار

خصصت قناة الجزيرة مبلغا مقدارة 30مليون دولار لبطولتها السوبر التي ستجمع أفضل 8فرق عربية تلعب ذهابا إيابا بعد تقسيمها على مجموعتين.

والمؤكد أن الجزيرة استفادت كثيرا من سلبيات دوري أبطال العرب في نسختيه الأولى والثانية وسعت إلى وضع نظم ولوائح منظمة لبطولتها الكبرى تختلف جذريا عن تلك التي جعلت من البطولة العربية نسخة مماثلة لبطولات الاتحاد العربي السابقة الباهتة.

وأهم ما لفت انتباه الجزيرة هو الهجوم المتواصل على دوري أبطال العرب بسبب كثرة مبارياته وضغط جدول مشاركات الأندية المشاركة فيه محليا وعربيا وقاريا ولذا قررت أن تقتصر المشاركة على 8فرق فقط تمثل زبدة الكرة العربية.

وفي وقت أعرب النقاد والمتابعون لدوري أبطال العرب عن استيائهم للمستوى الهزيل الذي يغلب على طابع غالبية المباريات خصوصا في أدوارها الأولى جاءت الجزيرة لتعلن أن لا مشاركة في بطولتها إلا للأندية الشعبية القوية في بلادها.

وبالرغم أن الجزيرة لم تعلن بعد عن الفرق التي ستشارك في دورتها الأولى فإن الدلائل تشير إلى مشاركة الوداد المغربي والهلال السعودي والعربي القطري والعين الاماراتي والجيش السوري والهلال السوداني وأهلي طرابلس الليبي والأهلي المصري الموقوف عن المشاركة في دوري أبطال العرب.

وكان الأهلي المصري قد انسحب من دوري أبطال العرب الموسم الماضي احتجاجا على أمور كثيرة من بينها رفض إضافة لاعبين جدد إلى لائحته المسجلة وعدم الموافقة على تأجيل إحدى مبارياته بسبب مشاركة عدد كبير من لاعبيه مع المنتخب المصري.

وعوقب الأهلي المصري بغرامة مالية والايقاف لمدة عام.

وغالب الظن أن الأندية الكبرى ستخضع فعلا لاغراءات قناة الجزيرة وأنها ستفضل المشاركة في بطولتها على المشاركة في دوري أبطال العرب خصوصا انه لا توجد في لائحة الاتحاد العربي أي قرار ملزم بالمشاركة في البطولة.

وإذا ما حققت الجزيرة هدفها ونجحت فعلاً في استقطاب الفرق الكبرى للمشاركة في بطولتها فإن دوري أبطال العرب سيفقد القليل المتبقي له من وهج ورهجة وسيصبح الأخير بطولة من الفئة الثانية حتما.

ويرى المراقبون أن دوري أبطال العرب لم يحقق الأهداف المنشودة من ورائه والمتمثلة أولاً في تطوير كرة القدم العربية وأوربتها فنيا وتنظيميا وإداريا.

وشهدت مسابقة الموسم الماضي خلافات عنيفة بين الأطراف المعنية بها.

وراح البعض إلى التأكيد أن هذه البطولة أضرت تماما بالمنتخبات الوطنية وأثرت على المستوى الفني للاعبين الدوليين بفعل الاجهاد الناجم عن المشاركة في فاعلياتها.

واحتج عدد كبير من الأندية على التفرقة في المعاملة بين فريق وآخر خصوصا في الانتقالات والاعاشة ورأى البعض أن اللجنة المنظمة عمدت إلى ذلك لترجيح كفة الفرق الشعبية التي تضمن دخلاً كبيراً للشركة الراعية سواء على صعيد حضور المباريات أو الاشتركات الخاصة باستقبال هذه المباريات تلفزيونيا.

كما أن التحكيم لم يكن على المستوى المطلوب في عدد من المباريات وتعرض بعض الحكام للسب والضرب من قبل اللاعبين والاداريين أحيانا.

وأدخل منظمو دوري أبطال العرب عدة تعديلات على لوائح نسخة العام الحالي بهدف تحسينها بيد أن الامور لم تتضح جليا حتى الآن عما إذا كانت هذه التعديلات ستحسن المستوى أم ستزيده سوءاً.


جريدة الرياض