أحبابي جميع أعضاء ومشرفي وإداريي المنتدى إنني قد قرأت وتجولت منذ فترة في المشاركات التي كانت تتعلق في موضوع وفاة والدي رحمه الله تعالى. وفي كل مرة أتردد أن أشارك في شكر أو أرد لهم بعض القول ولكني اخترت أن يكون هذا اليوم المناسب للرد لموافقته لتاريخ وفاة والدي رحمه الله.
ففي يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 11/3/1428هـ ، في الساعة 2:20ص حدث ذلك الحادث الأليم لأسرتي الذي توفي على أثره والدي رحمه الله وأصيب البقية في الحادث والحمد لله أنهم جميعا بخير والحمد لله على مصيبتنا.

أعزائي أهالي محافظة صامطة وقراها عموما وأصدقاء والدي وزملائه في المدرسة ونادي حطين وأهالي المنتدى خصوصا...
إنني قد قرأت كل المشاركات وإنني لممتن لكم ولكم الشكر الجزيل على ما تقدمتم به من مواساة صادقة ودعائكم الصادق والمخلص.
فكم أحببتكم وكم ارتحت لما وجدت من مشاركات وتعازي وقصائد رثاء المرحوم ، في هذا المنتدى الرائع بأخلاق أهله وأخوتهم الصادقة .
فإني قد قرأت قصيدة الرثاء للشاعر الحسن مكرمي اللذي قد تقدم بنقلها المشرف الإداري فراس فجزاكم الله خيرا و أيضا قصيدة العم الفاضل الشيخ هادي محسن مدخلي والذي تقدم بنقلها بنفسه. وكل من شارك في الردود وكل من قرأ وتعاطف معنا ووقفوا في هذا الموقف المؤلم. أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن لا يريهم الله مكروها.


رحمك الله يا أبي ( الأستاذ الفاضل : محمد محسن مدخلي)...................... وبعد ؛

فكم هي عميقةٌ كلمة يا " والدي " ، وكم هي قاسيةٌ لحظة فراقك المؤلمة ، ولكني أأمن بقضاء الله تعالى وقدره ، غير أن عواطف البنوة ، وأحاسيس المحبة الأُسرية ، ومعاني الروابط الإنسانية التي جمعتنا تجعلنا لا ننسى فضلك بعد فضل الله علينا ، وتؤكد علينا دوام الاستغفار لك ، والترحم عليك ، والدعاء الصادق لك أن يُسكنك الله تعالى فسيح جناته ، إنه على كل شيءٍ قدير.

ففي هذا اليوم اكتمل عام على تاريخ وفاتك وإلى الآن وأنا أستبشر بما يسعدني فيك
فإنني في الأيام الأخيرة الماضية قد صادفت كثيرا من أهالي صامطة والجرادية من زملائك وأصحابك من عرفتهم ومن لم أعرفهم يسلمون علي ويذكروني بتاريخ وفاتك ويعدون كم تبقى لمضي سنة كاملة وهذا من معزتهم الخالصة، ويخبروني بخالص حبهم لك ودعائهم المستمر والذي لم ينقطع إلى هذه الأيام والبعض يحلف بالله أنه كل ما دعا لوالديه لابد أن يذكرك معهم فجزاهم الله خيرا على دعائهم وتقبل الله منا ومنهم ، أسأل الله العظيم أنه قد غفر لك وأنه قد جعل قبرك روضة من رياض الجنة ، وأن يُكرم نُزُلَك ، وأن يوسِّع مُدخلك ، وأن يُبدلك داراً خيراً من دارك ، وأهلاً خيراً من أهلك ، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته إنه على كل شيءٍ قدير.
تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من الناس ، حبيباً للجُلاس ، لطيفاً مع الصغار والكبار حتى أحبك الجميع واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك بكتك الأعين ، توافدت المئات ، وتتابعت الاتصالات من كل مكان، وترحم عليك من عرفك ومن لم يعرفك، تجاوز الله عنك يا من انطلقت الألسن بالدعاء الصالح لك من كل من عرفك أو سمع بخبر موتك. ونسأل الله أن يتقبل دعاء من دعا ، وأن يكتب أجره ، كما نسأله جل وعلا أن يغفر لك ، وأن يرحمك ، وأن يعفو عنك.
أحسن الله إليك يا من كنت تُحسن إلى الفقراء والمساكين ، ولا تتورع عن مد يد العون والمُساعدة لهم ولو بالقليل من المال ، وتعطف على الضعفاء و المُحتاجين ؛ فتُقدم لهم ما استطعت من الخدمات اليسيرة التي تُدخل بها على أنفسهم البهجة والسرور .
وختاماً ؛ لا يسعُني إلا أن أقول : إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقك يا أبانا لمحزونون ، ونسأل الله أن يُنزلك منازل الصالحين والشهداء ، وأن يرحمك - وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم نعرف - بواسع رحمته ، وأن يجمعنا بك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر .


اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين وارحمهم ، وعافهم واعفو عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم ، واغسلهم بالماء والثلج والبرد ، ونقهم من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم وأبدلهم داراً خيراً من دارهم ، وأهلاً خيراً من أهلهم ، وزوجاً خير من زوجهم , وأدخلهم الجنة وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار.
يا أرحم الراحمين