بسم الله الرحمن الرحيم
الشيزوفرنيا أو الفصام الذهاني
ميز الله البشر وكرمهم على غيرهم من المخلوقات بالعقل، الذي بفقده يفقد الإنسان جزءا من تكريمه وتميزه، وعلى الرغم من أن الاضطرابات العقلية كانت موجودة منذ وجود الإنسان نفسه إلا أن عددها وأنواعها زاد في عصرنا الحالي نتيجة طبيعية لنظام الحياة العصري الملئ بالتوتر والقلق من كل شئ وعلى كل شئ، وسنتحدث اليوم عن أحد هذه الاضطرابات وهو ما يسمى "الفصام الذهاني أو الشيزوفرنيا".
عرفت الأجيال السابقة هذا المرض منذ تاريخ بعيد ووصفوه بعدة طرق، وكانت تسميه المجتمعات الغربية " الجنون" وكانوا يعدونه نوعا من أنواع السحر حتى بداية القرن التاسع عشر .
وكثير من الناس يعتقدون أنه تقلب شخصية المريض .
وأول من أطلق مصطلح الفصام العقلي على هذا المرض سنة 1911 هو عالم النفس السويسري "يوجن بلوير".
ويشكل المصابون بهذا المرض أكثر نزلاء مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية، ففي كل عام هناك حوالي 2 مليون حالة فصام تكتشف على مستوى العالم، وتتساوى نسبة إصابة الرجال والنساء به، وتعتبر الفترة ما بين 15 و 35 عاما ذروة الإصابة بالمرض , تتراوح نسبة حدوث المرض 1.33 % من سكان العالم وتعتبر نسبه كبيره جدا ً !!
تعريف الفصام الذهاني
الفصام الذهاني أو الشيزوفرنيا أحد الاضطرابات العقلية الذي يؤدي إلى اضطرابات في التفكير والعواطف والحواس والتصرف والسلوك، ويبدأ ظهوره غالبا في سن المراهقة.
أنواع الفصام الذهاني:
1. الفصام البسيط Simple Schizophrenia: يظهر في سن المراهقة وفترة الشباب، ويسير ببطء فتكون الأوهام والهلوسة فيه نادرة أو غير موجودة، ، ويصاب المريض بحالة من تبلد الإحساس ويكون فاشلا في التحصيل التعلم، ومن أمثلته المجرمون والشاذون.
2. الفصام المبكر أو الهيبفريني Disorganized Schizophrenia: يظهر في سن مبكرة وبشكل مفاجئ، لذا يسمي أحيانا فصام الشباب، وفيه يصاب المريض بحالة من اضطراب التفكير، أو الضحك الهستيري.
3. الفصام الكتاتوني أو الجامودي Catatonic Schizophrenia: يظهر في نهاية المراهقة وسن الشباب، وله شكلان:
• تصلبي: يكون فيه المريض في وضع تخشبي، أي كالميت ولفترة طويلة.
• هياجي: يكون المريض فيه في حالة هياج حركي غير مستقرة.
4. الفصام البارانوي Paranoid Schizophrenia: يظهر بعد سن الثلاثين، وله شكلان:
• العظمة: وجود نوبات من أفكار العظمة وأوهام السلطة وتشتت في تداخل المواضيع .
• الاضطهاد: يتصور فيه المريض أنه مضطهد وهناك من يود أن يؤذيه.
الأعراض الملاحظة على مريض الفصام الذهاني
الفصام الذهاني ليس مرضا بذاته، بل هو مجموعة أعراض إذا اجتمعت كلها أو بعضها لفترة محددة ـ شهر واحد ـ بوجود شروط محددة شُخّص الفرد على أنه مصاب بالفصام، ومن أهم هذه الأعراض:
• اضطراب عاطفي: وفيه يكون المريض بارد الإحساس متبلد الشعور، فلا يفرح إذا كان هناك خبرا مفرحا، ولا يحزن إذا سمع أخبارا حزينة.
• الاضطراب الفكري: فالمريض هنا يفقد التسلسل الفكري المنطقي عند التفكير في أمر ما، وهو يفكر ويتوهم أفكارا خاصة لا يشاركه فيها أحد.
• اضطراب الحواس: ويشمل هلوسة في الحواس الخمس البصرية أو السمعية أو الشمية، فهو يشم رائحة الأكل مثلا بالرغم من عدم وجوده، ويتخيل أشياء تحدث ليس لها أي أساس من الصحة.
• اضطراب في الشخصية والإرادة: فهو يحس بأنه شخص مسير بعوامل خارجية، كذلك يكون سلبيا في تفاعله مع المحيطين، وغير قادر على التعاون معهم.
• اضطراب في الهيئات الجسمية: فالمريض يتخشب ويتصلب بشكل معين فلا يتحرك لمدة طويلة.
• اضطراب في الحديث: فكلام المريض غير مفهوم مضمونا وتسلسلا.
أسباب الإصابة بالفصام الذهاني
لا توجد أسباب معروفة بصورة دقيقة لمرض الفصام، ولكن المعروف أن اجتماع مجموعة من العوامل تؤثر في حدوث المرض ومنها:
• العوامل الوراثية: مرض الفصام لا يورث ولكن الاستعداد والقابلية للإصابة به هي التي تورث، ويقول العلماء أن هناك عاملا وراثيا متنحيا يرثه الفرد من أبويه يهيؤه للإصابة بالفصام.
[COLOR="Red"]• العوامل العضوية: مثل بعض التغييرات التي تحدث في تركيب الدماغ، أو اختلال وظائف بعض الأجزاء في الدماغ. [/COLOR]
• الضغوط والإحباطات الحياتية المختلفة، والضغط النفسي المزمن.
• عوامل خاصة في شخصية المريض كالانطوائية والعزلة.
• البنية الجسدية، فقد بينت الدراسات والأبحاث أن غالبية المصابين بهذا المرض لهم تكوين عضلي ضعيف ووجه مستدير، طويلو القامة أو الأطراف.
• الإصابة ببعض الأمراض العضوية.
• الصدمات النفسية كالفشل المتكرر والحرمان وعدم نضج الشخصية.
• عوامل أسرية: كالمشاكل الأسرية مثل الانهيار الأسري واضطراب العلاقة بين الطفل والوالدين.
• عوامل بيئية مثل الهجرة إلى بيئات وثقافات مختلفة تماما عن الثقافة والحضارة الأصلية.
• استخدام المخدرات وخاصة الحبوب المنشطة المعروفة علميا باسم "امفيتامين"، ويمكن لهذه الحبوب أن تسبب مرض الفصام، أو تؤثر على خلايا الدماغ وتسبب أمراضا عقلية شبيهة بالفصام.
• أسباب غير معروفة.
خطوات العلاج
أولى خطوات العلاج تكون بالتشخيص المبكر لهذا المرض، ويقع على عاتق الأهل المسؤولية الأولى في ملاحظة التغيرات التي تطرأ على سلوك أبنائهم، وتتم خطوات العلاج بما يلي:
• العلاج الطبي باستخدام الأدوية المناسبة، أوالصدمات الكهربائية في حالات الفصام الحركي.
• العلاج النفسي الذي يصعب في الحالات الحادة من الفصام، وذلك لعدم وعي المريض بذاته، ويخفف العلاج النفسي من قلق المريض.
• العلاج الاجتماعي، بزيادة التوافق والانسجام الاجتماعي للمصاب مع الآخرين، كإشراكه في رياضات جماعية مثلا.
• العلاج السلوكي ويهدف إلى زيادة ثقة المريض بنفسه، وتشجيعه على ممارسة السلوك الجيد.
• العلاج الأسري، فللأهل دور في تعديل البيئة المحيطة بالمريض، التي قد تكون أحد أسباب إصابته بالمرض.
ونشير إلى ضرورة العمل على علاج المريض باستخدام جميع العلاجات السابقة، فلا تثمر طريقة واحدة فقط في العلاج.
ونذكر أخيرا أن هذا المرض ممكن العلاج، ومن الممكن أن يتعرض له أي شخص، وكلما كان التشخيص مبكرا كان العلاج أسهل وأفضل، ويقع على عاتق الأهل متابعة ومراقبة سلوك أبنائهم، وعدم تجاهل أي ملاحظة مهما كانت صغيرة.
في ختام الموضوع
فهذا المرض كما قرأنا أسبابه غير معروفه أو أسباب عضويه لا نتحكم بها إطلاقا ً ويمكن أن تصاب
بهذا المرض !! . فما يسعنا إلا أن نحمد الله ونشكره على نعمة العقل والتفكير .
أرجوا من الله أن يتم علينا نعمة العقل والتفكير .
|
 |
رد مع اقتباس