أسرج حروفك فالهوى ميدانُ
كم صال فيه متيماً حسانُ


و انفض يديك من الغرام لكاعبٍ
و ازهد فذلك زخرفٌ فتانُ


ولِّ القصيدة شطر طيبة و انطلق
صوب الحبيب يحفك اطمئنانُ


فهناك للحب المقدس مأرزٌ
يهفو إليه العاشق الولهانُ


و هناك يعرج بالقلوب غرامها
و يعمها بنعيمه الإيمانُ


لبيك يا خير البرية إنني
قد جئت تملأ خاطري الأشجانُ


و يضج في صدري الأسى و تهزني
تلك ( الرسوم ) فيندب الوجدانُ


بهتوك ويح الكاذبين يمدهم
فيما افترَوه أخوهم الشيطانُ


و يحرك الحقد الدفين أناملاً
فضحت حقيقة بغضها الألوانُ


و يسوؤهم دينٌ يمد رُواقه
فوق المدى و سلاحه القرآنُ


رسموك فيما يزعمون و إنما
رسموا سخيمة فكرهم و أبانوا


كشفوا اللثام عن الوجوه قبيحة
قسماتها أزرى بها الشنآنُ


متشدقين بأنها حريةٌ
للرأي , حاشا إنها بهتانُ


أمن التحرر أن يُنال محمدٌ
و يصومَ عن ذم اليهود لسانُ؟!


و تمجَّ ريشة كفرهم من رجسها
و يُقال : فنٌ صاغه فنانُ!!


هذا لعمرك باطلٌ يهذي به
متعصبٌ تقتاته الأضغانُ


ركب الهوى فهوى يصارع غله
و علا على قلب الشقيّ الرانُ


روحي فداك و دون نحرك مصرعي
يا خير من أوحى له الرحمنُ


بك حرر الله العقول فأبصرت
نور الهدى و تفتقت أذهانُ


و صنعت من بدو الجزيرة أمةً
بنت الحضارة فاعتلى البنيانُ


و جمعت بالحب القلوب على التقى
فالمؤمنون لبعضهم إخوانُ


لا فرق بين بلالهم و عليّهم
فكلاهما في أصله إنسانُ


و سموت بالخُلُق العظيم على الورى
فلأنت أشرف من رأت عدنانُ


و لأنت أجمل في العيون من السنا
و الليل سجنٌ و الدجى السجانُ


سل أم معبدَ عن شمائل طلعةٍ
نبويةٍ سارت بها الركبانُ


هل أبصرت كمحمدٍ في حسنه
لما بدا فتتابع الإحسانُ؟


تخبرْك عن خير البرية أنه
شمس الزمان و بدره المزدانُ


جبريل يعشقه و يعشق ذكرَه
أهلُ السما و يحبه رضوانُ


و الأنبياء به قديماً بشرت
فاستبشرت بقدومه الأكوانُ


و الله قلّده اللواء و شأنه
يوم القيامة عنده لَلشانُ


هو سيد الثقلين يقْصر دونه
مدحٌ و يعجز منطقٌ و بيانُ


لكنه حبٌ تملك مهجتي
لمقامه فتهادت الأوزانُ


أرجو شفاعته فأنجزْ مطلبي
يا رب إنك وحدك المنانُ



شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي )