بسم الله الرحمن الرحيم

أئمةُ المساجد يتنافسون أيهم يبلغُ بعقيرته مهدَ طفلٍ فيزلزله أو أنينَ مريض فيزيد وتيرتَه أو مضجعَ عجوز فيُقِضّه أو نجوى نفرٍ فيخترمها .
بلَغَهُم خطأ ما يفعلون تلميحا وتصريحا وتعميما فلم يغير ذلك في الأمر شيئا ، وأنّى لهم أن يصغوا إلى نصح وفيهم من يعيش عند خط الفقر فِقْهًا أو وعيًا ،
وفوق خط الغلاف الجوي غطرسةً أو عنادا ؟
ألايكفي مكبراتِ الصوت وظيفةً وغايةً أن تبلّغ الأذانَ أصلاً في الشرع ؟ ولماذا لا يكون مداها بحسب الحاجة ؟
يا خادم الحرمين : بيوتنا التي خالط لبناتِها عَرَقُنا ، وصرفْنا فيها خلاصةَ كدحنا ، وقضمتْ من أعمارنا ربيعَها ،
بنيناها ولم نكن نستشعر أن حريتَنا فيها ستُغتال ثلاث مرات كل ليلة !!
أفنصبر ونحتسب ؟ ما أفظع أن يكلّم المرءُ نفسَه كلّ يوم وهو يغلي !!
لقد كفلت شريعتنا حق كف الأذى عن المسلمين ، فما الذي يَحُوْل دون الأخذ على أيدي هؤلاء لتطبيق هذا الحق ؟
أم أن حجتهم بأنهم يُسْمِعون كلامَ الله قامت بدور الغربال الذي يحجب الشمس ؟
الرحمة الرحمة يا خادم الحرمين فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، الأمر إليك وحسبنا فيه عدلُك .