هنا قصيدة حفل جائزة أبها لهذا العام 1429هـ وقد ألقيتها بين يدي أميرها ونخبة من المفكرين والمثقفين

http://samtah.net/vb/uplooaded/91_11216898544.doc




على روْضةِ الإحساسِ أجْريتُ أحرِفي
وروَّيت ُ للشِّعْـرِ الأصِيْـلِ حَدائِقَـهْ
وَأَنْبَـتُّ للبَـوْحِ الجَنُوِبيِّ دَوْحَـةً
على ِظلِّها لِلنَّـاسِ أحْـلامُ شائِقـةْ
فأغْرَيْتُهمْ بالبَـوْحِ حتى تَجاوَبَـتْ
حَنَاياهُـمُ للشعْـرِ والـرُّوحُ تائِقَـةْ
تُرَجِّي مَلاذاً مـنْ غِوايـاتِ عَالـمِ
أَناخَ عَلى ظهْرِ الطَّريـقِ عَوائِقَـهْ
ولِيْ فيْ رِحابِ الحلْمِ غاياتُ دائِـبٍ
أُضِيءُ بها عُمْري وَأُثْرِيْ دقائِقَـهْ
فمنْهـا مُوشَّىً بالضيـاءِ وآخــرٌ
لَهُ في سَدِيمِ الغيبِ نَفْـسٌ مُلاحِقـةْ
ومَنْ لمْ يكنْ للبوحِ في نفسِهِ مَـدَىً
تَشَظَّتْ وباتتْ في الأَضاليلِ غَارِقَةْ
كذلكَ بـاتَ الشعـرُ قلبـاً لشاعـرٍ
يَبُوحُ لَهُ إنْ أَحْكَمَ الليلُ غاسِقَـهْ

وفي صيفِ أبْها لي مَعَ الشِّعْرِ مَوْعِدٌ
تَهِيْمُ بهِ رُوْحِـي فَتَشْـدُو مُسَابِقَـةْ
فيا شِعْرُ هَذِّبْ مِنْ قوافِيْـكَ إنما
لأبها يُزَكَّى القولُ فاخترْ سوامِقَـه
لَكِ الحسْنُ يا أبها تَجَلَّـى بِمُلْتَقـىً
لهُ في فضاءِ الفكْرِ أنـوار ُ دافقـة
لَكِ الحبُّ يَسْتَولِي على كُـلِّ زَائِـرٍ
فيبنِيْ مِنَ الأحـلامِ أعـلامَ شاهِقـةْ
لَكِ العِشْـقُ إجلالاً وشوْقاً ولوْعةً
وهذيْ وُفُودُ الفكرِ جاءتْكِ عاشِقـةْ
حنانيكِ ما كُلُّ المدائِـن تَزْدَهِـيْ
كمـا تزدهِيْـنَ اليـومَ باللهِ واثِقـةْ
هُنا مُجْتَنى الآمالِ والحبِّ والـرؤى
هُنا قبلة ٌ للفـنِّ والفكـرِ سامِقَة ْ
لأنْتِ مرايا الفـنِّ جَلَّيْتِـهِ لنـا
كما أنَّـك استوفيـتِ فينـا حقائقـهْ
أَلَسْنـا السُّعودييـنَ فيْنـا تَعَتَّقَـتْ
رُؤى الحَقِّ فالأرواحُ بالخيرِ عابِقـةْ

أَلَسْنا السُّعوديينَ مِنْ شَمْسِ عِزِّنـا
تُضاءُ مَعانِي العِـزِّ بالحـقِّ ناطِقـةْ
أَلَسْنا السُّعوديينَ نَمْشِي على هُـدَى
يُضِيءُ لهذا الكـوْنِ طُـرًّا طرائِقَـهْ
كأنَّا خُلِقْنا كـي نَكـونَ تَوَهُّجـاً
كما الشمسِ لكنْ دونَ أضواءَ حارقِةْ
وفي موكب للصُّبْحِ سِرْنـا ضِياؤُنـا
لَـهُ ألـقٌ فيـهِ الملائِـكُ بَـارِقَـةْ
ومَنْ لمْ يَسِرْ في دربه فَهْوَ للـرَّدى
تَبِيْـتُ عَلَيْـهِ الجاهِلِيَّـةُ ناعِـقَـةْ
سُئِلْتُ عَنِ الدُّنيـا وأبْهـى جَمالِهـا
وَعَنْ جَنَّةٍ تَخْتالُ بالحُسْـنِ رائِقَـةْ
وعَنْ روضة للشعرِ ترسو بها النهى
لَها في سماءِ الفَنّ ِحـسٌّ وذائِقَـةْ
فَقُلْتُ ورَبِّ العَرْشِ أبْها ومن رأى
كأبها على دَرْبِ التَّفُرُّدِ سابقة ْ