حبّ

شعر : أديب كمال الدين


(1)

حلمي كان الحبّ

ولذا أردتُ لحرفي أن ينطق كلمةَ : حبّ .

قبّلتُ شفته السفلى

كانَ الحرفُ صغيراً وجميلاً

وللتوّ عادَ من طفولته المليئةِ بالجمر

قلتُ له : قلْ حبّ .

فقالَ على الفور : حرّية !

ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها

أتجلّى في طوفان الحرّية وزلازلها .

ثم قلتُ له : قلْ حبّ .

فقالَ على الفور : حماقة !

ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها

أتجلّى في كأسِ حماقاتِ الدنيا

درويشاً مهووساً بقصصِ العشق

وملاكاً مصاباً بجذامِ الرغبة .

ثم قلتُ لحرفي :

ها قد أصبحتَ كبيراً

أعني أصبحتَ من النضجِ بما يكفي

لتقول : حبّ .

فقالَ على الفور : حرب !

ولذا ضعتُ ضياعاً أسودَ أغبر

في حربِ الأجداد

وحربِ الأوغاد

وحربِ الأحقاد .



(2)

حين خرجتُ من الحرب

أجرّ هزيمتي النكراء

كانت سنواتي قد تجاوزت السبعين

ولم تعد عندي الرغبة أبداً

أن أسأل حرفي شيئاً.

ومع ذلك ،

قلتُ في لحظةِ عبثٍ ومجون :

قلْ حبّ .

فقالَ على الفور : حقد !

فضحكتُ حتى اخضلّتْ لحيتي بالدموع

ومن جديد : قلْ حبّ .

أرجوك

تعبتُ حد اللعنة

من الحرّيةِ والحماقةِ والحرب

يا حرفي ..

يا هذا ..

هيّا ..

قلْ حبّ .

وبقيتُ كمجنونٍ أصرخُ في وجهه

حتى متّ: قلْ حبّ

حبّ

حبّ!