العيد سمة خاصة بجميع المجتمعات العربية و الاسلامية ،ولا يخلو مجتمع

من عيد يبهج صدورهم و يشع السمة على شفاة صغارهم ،، فالعيد صلة

تجمع بين اواصل العائلات و بين محبة القلوب ، و قد تجاوز البعض و جعل

العيد شامل جامع لما يحيط حولنا ، فمثلا اصبح للفواكه عيد و للحب عيد

و للام عيد و حتى للطبيعة عيد ! و هذا بالطبع ليس موضوعنا فالاعياد لدينا

نحن المسلمين تنحصر في الجوانب الدينية و الدنيوية التى اقرها رب العالمين

و ارشدنا اليها .

وقد جعل الله لنا عيداً أسبوعياً هو يوم الجمعة وعيدين سنويين يأتيان

بعد عبادتين عظيمتين وبعد أداء ركنين من أركان الإسلام ومبانيه العظام

فالعيد الاول يوم الفطر المبارك الذي يعقب رمضان مباشرة وبه تبدأ

شهور الحج .


و العيد الثاني يوم الأضحى المبارك الذي يسمى يوم الحج الأكبر

وهو أعظم أيام السنة قاطبة ويحاط بيومي عرفة والقر اللذين يأتيان

بعده بالفضل والمكانة ،، وأي محاولة لإقحام عيد ثالث في السنة لن تنجح

في وجدان المسلمين ولا في حياتهم تماماً ،، وقد شرعت هذه الأعياد بعد

العبادات لتكون لنا فرحاً بالله وأنساً بطاعته وسروراً بالقبول المرجو

والظفر المنشود ،،، ولذا يسمى يوم الفطر بيوم الجوائز .

والعيد لنا أهل الإسلام يوم لباس وزينة وتجمل ، وموسم سرور وفرح وحبور



و يتسابق الناس في العيدين لإطعام الفقراء قبل صلاة عيد الفطر وبعد صلاة

عيد الأضحى حتى لا يبق بيت أهله جياع .

ولعل من فضل الله على المجتمعات الإسلامية أن أكثر الناس يخرجون زكواتهم

ويزيدون من صدقاتهم في رمضان وعشر ذي الحجة حتى يجد الفقراء ما

يشترون به الجديد والأنيق من الثياب والملبوسات فلا تحزن قلوبهم بتميز

أحد عليهم أوبتخلفهم عن عادة عموم الناس،، و العيد مناسبة وجيهة لاجتماع

العوائل وتصافي النفوس وإزالة ما علق بها من غبار الدنيا ، وهو فرصة

عظيمة ليتوافق مكنون القلب مع ما يظهر على المحيا من ابتسامة وصفاء .

كما أن العيد طريق لإسعاد الأطفال الذين لا يحلو عيد بدونهم فهم من أجمل

معاني العيد لأن حياتهم كلها عيد وفرح وسلامة صدر فإذا جاء عيد الناس فهو

لهؤلاء الأطهار عيدان لا عيد واحد.


وليس أغلظ من ولي أمر لا يشيع السرور في نفوس صغاره إبان هذا الموسم

البهيج ، ولا أقسى من أبٍ لا يعرف عن أطفاله شيئاً حتى في العيد.

كما أن العيد فرصة لتجديد الحب بين الرجل وزوجه وفيه سانحة لبعث

معاني الزوجية الجميلة والعشرة الكريمة خاصة إن كان ثم جفوة أو انقطاع .




وحين نستقبل العيد بما يرضي الله فعلينا أن نودعه بما يرضيه سبحانه

من عزم على استدامة الطاعات والقرب وعلى العودة لأعمالنا

ومناشطنا ونحن أقرب للمعروف وأصدق في التعامل وأحرص

على الشأن العام بما يفيد البلاد والأمة ،، كيف لا وأعيادنا مظهر

من مظاهر القوة والعزة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ما اجمل ان نستقبل العيد و قلوبنا مترابطة و صلاتنا بالارحام متصلة

و الود بيننا لا ينقطع ،، و هذا حتى نشعر بفرحة العيد بين احباء لنا

عليهم حق و لهم علينا شرع في كتابا محفوظ

اعزكم الله و جعل ايامكم و لحظاتكم اعياد تشع بالبسمة و البهجة و السعادة .




و كل عام و انتم و من يعز عليكم بألف خير