نشرت الشمس أشعتها بقوة , وهي تحاول جاهدة أن تخترق ركام السحاب الملوثة , لتنشر الضياء في كل مكان , وليعم النور فضاء المدينة , وبالرغم من هذا لم تستطع أن تخترق الستار المعتم المسدل على إحدى النوافذ بيت كبير في حي ( قولشان ) حيث تسكن الطبقة الثرية في الشعب , وفي داخل الغرفة جلس شخصين , كان أحدهم دائم الإشعال لغليونه الذي يأبى أن يشتعل , والآخر منهمك في تنظيف نظارته السميكة ويقول :
ـ لست أدري ما بداخل عقل ( تراسون ) ... لماذا ( سراج ) بالذات ؟
رد عليه الآخر وهو ينفث دخان غليونه :
ـ بل قل .. لماذا دائما .. , ففي كل مرة ( سراج ) , وكأنما هو الأفضل والأقوى والأكبر , بالرغم من صغر سنه , وضعفه , فهو في سن أحد أبنائي , والتابعين له في هذه المدينة لا يمثلون ربع ما لدي ... أنا الآخر لا أعلم ما يفكر به ( تراسون ) , لكني أعرف شيئا واحدا وهو أني سئمت كل هذا التدليل لهذا الطفل , ويجب أن نضع حدا لذلك .
ـ وماذا تقترح أن نفعل ... هل تنوي تصفيته ؟
استرخى في مقعده وهو يداعب فوهة غليونه بأطراف أصابعه , ويقول وابتسامة كبيرة ترتسم على شفتيه :
ـ تصفيته .. لا يا عزيزي .. لست بهذه الوحشية , بالإضافة إلى أنها ستثير حنق الجميع وكافة الزعماء ضدي , فعدائي له بات واضحا للجميع , لكن قد تسعد السلطات السعودية بمعرفة هوية القائد الجديد لعمليتنا هناك ... أليس كذلك ؟
تعالت الضحكات , وتقارعت الكؤوس في صحة الخطة الجديدة .
..........................
انتهى الفصل الثامن .