حيرة تملؤني حزنًا كلَّما خُيِّرت بين أمرين أحلى مافيهما ( أنـت )
واخترتك..
فأين أنت ؟
برغم كل الجروووح النازفة والموجعة
تظل الذكريات تحفر نفسها داخل جدار قلبٍ تعلَّق بك
كنت أبجديته التي تهجاها ولن تكتمل إلا بلقائك !
رائعٌ عندما نقتنعُ بأن أحلى ما نُخيّرُ به هو بعضُنا الأخر
سنُهمّشُ كل الخيارات إلا أنت
وما أسعدنا ونحنُ نختاركَ بكل إعتزاز وفخر
حفظتك بأحشائي جنينًا نَسَجْتُ حوله جدار حماية وابتكرت له رقم سرِّي فريد
كي لايصل إليه أحد سوااااااااااي ،،
نظمتك أبياتًا تنساب معانيها بين دماء الأوردة والشرايين،
فنبعت أحاسيسًا نقيَّة بحجم ماتنفستك كل هذا العمر !
وكيف لا نحفظُه في أعمق نُقطة في روحنا ونفرضُ أشدَّ الحِراسات عليه
وهو كلّ الروح والهواء والماء
غاااائب.. ولكنك تنتصب أمامي برجًا عاليًا يمتلئ بالدهشة والإعجاز،
حااااضر.. في سنابل حب لاتتشابه ولاتتكرر غرَّدتْ لها النوارس،
وتبرعمت البذور فأزهرت، وترنَّمْتُ لها بأغاني ليس من أغاني أهل الأرض،
فارس.. ترجَّل ليفضح جنوني به وعشقي الأبدي له ثم تعنَّتَ وغااااب..
أحاول أن أقسو على نفسي ولكن تصرُّ الذكريات أن تتناسل لتقول لي:
كيف تضحِّين بمن عشعش بحنايا القلب والوجدان ؟!
كيف تلغين عُمُرًا وتقضين على فرحة دهر ؟!
نعم, حاضرٌ بكل ألوان طيفك ,وكل نغمات همسك
حاضرٌ في كل أرجاء روحي
هناك على أريكة شوقي وفي خِزانة حنيني وتحت وسادت فقدي وعلى شبّاك إنتظاري
مليئٌ بك المكان وروحي مليئةٌ بك أكثر
يمضغني الوجد وأنا أتحسس بأذُنَيَّ إيقاع قدميك ،،
تجتاحني جيوش الألم وأنا أتوجسك في صمت الأشياء ،،
لذا أرجو من العمر أن يتوقف حتى تعود،
فمنذ أن غبت والجسد يركض بلا روح،
والقلب عارٍ من الإحساس بالدفء،
والزمن يسرق سنيني مني لتتجمد الحياة بدونك،
فأين أنت ؟
لتقضي على حيرتي التي طفحت حزنًا في غيابك
وأختارك ( أنت ) ؟
وكيف لا يجتاحُني الفقد وكلها روحي ممتلئةٌ بك
ونبضات وجداني تحسِبُ لحظات البُعد بكل دقّة
وكلما هربتُ من ركن وجدتُني في زاويةٍ أشدُّ شوقًا إليك
ولن تهدأ أنحائي إلا بحضورك
لهفة
وحرف نابع من صميم روح
يستجدي بكل الأصوت المُثخنة بِالفراق
ويصرخ بعُمق ذلك الشُعور
ويُنادي بأنّآت فقد
هنيئًا لنا بهكذا جمال
دمت بود