(( جازان )) .. بعاداتها وتقاليدها وشعبياتها .. هنا موضوع متكامل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تحتضن منطقة جازان مجالاً خصب من التقاليد والعادات التراثية المختلفة مع انماط حياة أهالي المنطقة اليومية وقد تميزوا بالمحافظة والتمسك بالموروثات الشعبية


وسنقدم لكم هنا ملفاً كاملاً يعنى بكامل عادات وتقاليد هذه المنطقه المميزه

تحيــــــــــــــــــاتي


الأسواق الشعبية في جازان ملتقى اجتماعي وأدبي



تزخر منطقة جازان بالكثير من الموروثات الشعبية التي تتجلى فيها الكنوز الشعبية الهائلة التي تزخر بها المنطقة والتي تعد ملتقى اجتماعياً واقتصادياً وادبياً لعلية القوم واعيان البلد من التجار والشعراء الشعبيين وغيرهم من فئات المواطنين



ومازالت تلك الاسواق تجد اقبالاً كبيراً من الناس منذ زمن بعيد وحتى يومنا هذا وتتعدد تلك الاسواق وتتنوع بتنوع معروضاتها الحيوانية والنباتية والتجارية والشعبية وتجتذب هذه الاسواق المواطنين من داخل المنطقة وخارجها وخصوصاً المواطنين من منطقية عسير والمناطق القريبة من الاسواق وتقام الاسواق الشعبية في المدن والمحافظات الكبيرة واصبحت كل محافظة ومدينة تعرف بسوقها الشعبي وتقام الاسواق الشعبية في المنطقة على امتداد الاسبوع بدءاً من اول ايام الاسبوع ومن هذا المنطلق قامت "الخزامى" بجولة سريعة في الاسواق الشعبية الشهيرة بالمنطقة والتقت بعدد من رواد تلك الاسواق وممن امضوا سنوات طويلة في البيع والشراء والتجوال الاسبوعي في اسواق المنطقة وذلك على امتداد ايام الاسبوع بدءاً من اسواق تهامة وحتى الاسواق الشعبية في المناطقة الجبلية وحتى الحيوانات البرية النادرة تباع في هذه الاسواق ومنها الغزلان الصغيرة التي تباع بأسعار عالية ويقبل عليها كثيراً المتسوقون ومرتادو الاسواق الشعبية.


ويجتذب سوق صبيا الشعبي الذي يقام يوم الثلاثاء من كل اسبوع المتجولون في السوق والمرتادين حيث يعتبر من اكبر الاسواق الشعبية في منطقة جازان قاطبة ويتميز هذا السوق بالمعروضات الشعبية النادرة مثل الحيوانات المفترسة كالضباع والتي تسمى باللهجة الشعبية "الجعار" والورر ويشبه الضب، ودجاج (الحبش) والغزلان البرية والديوك الرومية وغيرها من الحيوانات النادرة اضافة الى الفواكه الجبلية النادرة والنباتات الفطرية الشهيرة والازياء الشعبية والصناعات الخزفية الشعبية مثل- الكواخي، والمظلات المزخرفة "الطفشة".


والوظينة، المصنوعة من الخوص وكذا الاواني الفخارية الشعبية كالجفرة، والمغيش، والحيتيية، والجبنة والتي تصنع فيها القهوة وتضفي عليها نكهة لذيذة ورائحة نفاذة لاتجدها في الدلال النحاسية الحديثة، من ركن اخر من السوق الشعبي بصبيا التقت الرياض بالعم احمد مغربي 70عاماً والذي يعمل في صناعة وبيع "الشوب" وهو القطران الاسود تحدث للخزامى قائلاً اني اعمل في هذه المهنة منذ اكثر من نصف قرن من الزمن حيث اقوم بصناعة الشوب، وهو القطران الاسود الذي كان يستخدم والى عهد قريب لتنظيف شعر النساء ويقوم مقام الشامبوهات الحديثة هذه الايام ويعمل على تنظيف الشعر وتلميعه وتقويتة ومنع تساقطه وكذا معالجة بعض الامراض التي تصيب فروة الشعر مثل القمل والفطريات ورغم وجود الكثير من الادوية والشامبوهات الحديثة الا ان القطران الاسود مازال مطلوباً هذه الايام ولايوجد الا في الاسواق الشعبية مثل سوق الثلاثاء بصبيا وخاصة من النساء كبيرات السن اللاتي يقدرن قيمة الشوب) والذي نصنعه من النباتات والاعشاب التي تتوفر بكثرة في وديان تهامة ويعتبر سوق الخوبة الشعبي الذي يقام يوم الخميس من كل اسبوع من اكبر الاسواق الشعبية في المنطقة الذي يجتذب المتسوقين من كافة محافظات المنطقة الذين وجدوا في هذا السوق رواجاً كبيراً لبضائعهم الشعبية الطازجة مثل السمن البلدي والعسل والموز "الزعيي" الشهير بحلاوته ولذته وكذا الاواني الفخارية الشعبية كالمواخي والتنور الشعبي الذي يستخدم لطهي اللحم والمندي والحنيذ والمغش والجرار التي تستخدم لحفظ وتبريد المياه، والقعايد وهي الكرسي الخشبي المصنوع من الطفي والجرير وكذا النباتات الفطرية الشهيرة والتقت الخزامى بأحد المتسوقين والذين يداومون على ارتياد هذا السوق والشراء منه اسبوعياً ومنذ فترة طويلة حيث يقول المواطن احمد الحكمي 60عاماً لقد تعودت منذ فترة طويلة على التسوق في سوق الخوبة الشعبي كل يوم خميس من كل اسبوع حيث احضر منذ وقت مبكر اي من الساعة السادسة صباحاً حيث يبدأ التجار في عرض افضل مالديهم من البضائع والمعروضات الشعبية مثل الفواكه الشعبية الموسمية التي تتميز بها المنطقة - ومنها- الغبروت او الباباي والشفلح وهو القشطة والليمون البلدي- بن زهير والبن الجبلي الذي تنتجه مروجات جبال فيفا وهروب الشهيرة والسمن البقري الطازج والعسل الممتاز كعسل السدرة والمجرة، والطلح، والميسني، والسمرة، وغيرها من انواع العسل الممتازة التي تتميز بها منطقة جازان.


وتلتقي باحد المواطنين من منطقة عسير من مرتادي السوق الشعبي في الخوبة حيث يقول المواطن حسن العسيري ان الاسواق الشعبية في منطقة جازان تجتذب كثيراً من المواطنين وكذلك سوق بيشه السبت، في محافظة بيش وسوق الاحد في احد المسارحة وسوق الاثنين في صامطة، وسوق الثلاثاء في صبيا وسوق الاربعاء في جبال بني مالك وسوق الخميس في الخوبة والدرب وسوق الجمعة في جبال المشرف، واحب اقتناء المعروضات الشعبية المصنوعة من الفخار والخزف البلدي والطفي المأخوذ من ورق النخل وورق الدوم وكما ان الاسواق الشعبية ساحة كبيرة للمعروضات التراثية الجميلة فهي وكذلك ساحة واسعة للشعراء الشعبيين المشهورين في المنطقة الذين يتبارون في مابينهم من اجل تقديم مالديهم من الشعر الشعبي الجميل ونورد هذه القصيدة الشعبية للشاعر الشعبي حسين النعمي الهروي رحمه الله والتي قيلت في مناظرة شعرية.


ونختار لك عزيزي القارئ بعض ابيات من هذه القصيدة وهي طويلة نسبياً تقول القصيدة


يالله طلبتوا واحد متفردي
ياذا الخلائق في سبيله تهتدي
وقد بعلموا مافي قلبي من نية
وقد يعلموا كافر والعابدي
ساميد عليهم ليوم فاردي
ماهم بوزتو ياهب اجرتهم شية
عندو موازين ماهي تتناكدي-
ذا ميد يجحد قد عليه شاهدي
قدهم علي قدر العمل مترجية
يوم القيامة قد جهن ترعدي
وقد مخازين لها تتوا قوي
الى ان يقول عودي مني هايج متمردي
والجن يملكهم في يوم واحدي
والناس منه كلهم تبرية
عزران في شبحه عيونه مرصدي
ياويل من يشبع علاك يرمدي



جازان تنعش لياليها «بالمغش والحياسي والموافي»


مع دخول ليالي وايام شهر رمضان المبارك تدب حركة غير اعتيادية في جميع ارجاء منطقة جازان, وأحد أهم هذه المظاهر انتعاش الحركة الشرائية في الاسواق الشعبية وخصوصا سوق الاواني الفخارية والتي تشتهر بها المنطقة كإرث تاريخي جميل مثل (الموافي والمغشات والحياسي والجرار)




ووفقا لما ذكره البائع ناصر جبران فإن حلول الشهر الفضيل احد أهم المواسم لتجارة بيع الاواني الفخارية في المنطقة نظراً لما يشهده السوق من اقبال كبير كونها تستخدم في الاكلات الرمضانية الشهيرة. وذكر محمد الشاذلي احد الزبائن انه اعتاد شراء الاواني الفخارية في الربع الاخير من شعبان نظراً للتزاحم الكبير الذي يشهده السوق في اخر ايام شعبان. واوضح سالم ادريس ان اسعار القطع الفخارية والحجرية تتراوح بين 40الى300ريال. فتجد (الميفا الكبير) والذي يستخدم في طهي الاطعمة ثمنه من150ريالا وصولا الى المائتين واكثر. بينما يعد (المغش) الاكثر مبيعا من بين الاواني الفخارية كذلك ينتعش سوق (الجرار الصغيرة) والتي تستخدم لتبريد الماء كمظهر رمضاني اعتاد عليه الاطفال في ايام وليالي الشهر الفضيل. وذكر احمد مجلي ان استخدام الاواني الفخارية في طهي وتجهيز اطعمة شهر رمضان المبارك بشكل عام يعد من المظاهر الرمضانية الجميلة والاصيلة لابناء المنطقة.




لكن المواطن احمد مثقب يرى ان هناك مبالغة في رفع اسعار الاواني الفخارية في هذه الأيام وقال: نظراً لحاجتنا الماسة للشراء تجدنا ندفع, ولأننا نريد ان نعايش ليالي الشهر الفضيل بلمسة قديمة اعتدنا عليها منذ القدم نحرص كثيراً على تواجد الاواني الفخارية والحجرية من أجل الحفاظ على هذا الارث التاريخي الجميل.