الحبيب المُدلل
فَرَضَ الحَبيبُ دَلالَهُ و تَمَنَّعَا
وأبَى ، بِغَيْرِ عَذَابِنا ، أن يَقْنعَا
مَا حيلَتي و أَنَا المُكَبَّلُ بالهَوى
نادَيتُهُ فَأَصَرَّ ألاَّ يَسْمَعَا
وَ عَجِبْتُ مِنْ قَلْبي يَرِقُّ لِظالِمٍ
وَ يُطيقُ رُغْمَ إبائِهِ ، أنْ يخْضَعَا
فَأَجَابَ قَلْبِي : لا تَلُمْني ، فالهَوَى
قَدَرٌ وَ لَيْسَ بأمْرِنَا أن يُرفَعَا
وَ الظُّلْمُ في شَرْع الحَبيبِ ، عَدَالةٌ
مَهْمَا جَفَا ، كنتُ المُحِبَّ المُولَعَا
وَ لَقَدْ طَرِبْتُ لِصَوْتهِ وَ دَلالِهِ
وَ احْتَلَّتِ اللفَتَاتُ مِنِّي الأضْلُعَا
الَبْدْرُ مِنْ وجْهِ الحَبِيْبِ ضِياؤُهُ
وَ العِطْرُ مِنْ وَرْدِ الخُدُودِ تَضَوَّعَا
و الفَجْرُ يَبْزُغُ مِنْ بَهَاءِ جَبِينِهِ
وَ الشَّمْسُ ذَابَتْ في العُيُونِ لِتَسْطَعَا
يا رَبُّ ، هَذا الكَوْنُ أَنتَ خَلَقْتَهُ
وَ كَسَوْتَهُ حُسْناً ، فَكُنْتَ الُبْدِعَا
وَ جَعَلْتَهُ مَلِكاً لِقَلْبِي ، سَيِّداً
لَمَّا على عَرْشِ الجَمَالِ تِرِبَّعَا
سارَتْ سَفينَةُ حُبِّنَا فى بَحْرِهِ
و القلْبُ كانَ شِراعَهَا ، فَتَلوَّعَا
لَعِبَتْ بها ريحُ الهَوَى فَتَمَايَلَتْ
ميناؤُهَا المَنْشُودُ بَاتَ مُضَيَّعَا
وَ المَوْجُ تَحْتَ شِراعِهَا مُتَلاطِمٌ
مَا صَانَ وُدَّ العَاشِقينَ وَ ما رَعَى
يَا مَوْجُ ، رفقاً بالسَّفِِينِ وَ أهْلِهِ
ما كَانَ ظَنَّي أَنْ تَكُونَ مُرَوَّعَا
يَا مَوْجُ ، نَادَاني الهوى فَأَطَعْتُهُ
فَاهْدأْ وَ قُلْ لَسَفينَتي أن تُسْرِعَا
فالوَصْلُ غَاَيةُ مَا أُريدُ ، و مَطْمَعي
و مُبرَّرٌ لكَ فى الهوى أَن تَطمَعَا
يا صاحِبي ، خُذْ للحَبيبِ رسَالتي
فَعَسى يَرَى بَيْنَ السُّطُور الأدْمُعَا
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغَرَامِ ، مُتَيَّمٌ
و القَلْبُ مَنْ حَرِّ الفِراقِ ، تَصَدَّعَا
مَا في النَّوَى خَيْرٌ ، لِنَرضى بِالنَّوَى
بَلْ إِنَّ كُلَّ الخَيْرِ أَنْ نَحْيَا مَعَا
(مانع العتيبه)
برق ورعد