الأوهام في عصر العلم
حوم طائر معمر في السماء كان قد أفلت من سفينة نوح ولم يدركه الموت
بعد ثم طاف حتى طاف أجواء الأرض كلها فلما عاد إلى عشه سأله طائر
حدث كان يحاوره:كيف وجدت الأرض بين الأمس واليوم؟قال الطائر المعمر
لقد تبدلت الأرض غير الأرض في عمرانها وحضارتها ولكنها لا تزال
كما كانت في أوهامها وخرافاتها قال الطائر الحدث :وكيف ذلك ؟
قال الطائر المعمر: لم يكن على الأرض في عهدنا أيام نوح إلا بضعة أصنام
تعبد من دون الله تعالى وكان الناس بدائيين جاهلين ولكني وجدت الأرض
اليوم بعد عهد الإنسان بآلاف السنين من العلم والحضارة تغص بملايين
التماثيل ما بين أصنام تعبد ومابين أنصاب تمجد وكانت الأصنام والأنصاب
في عهدنا ترابا وأخشابا وأحجارا فأصبحت في اليوم معادن ومبادئ
ورجالا ويخيل إلي أن الإنسان في عصر العلم ألبس أوهامه أوهامه
الجاهلية ثيابا علمية ويخيل إلي أيها الطائر الفتى أن أو هام الإنسان
كثيرا ما تغلب علمه وتوجه عقله0
من كتاب هكذا علمتني الحياة
للدكتور :السباعي رحمه الله