فى ذكرى المولد النبوى الشريف ونحن ننهل من كتب السيرة النبوية العطرة
نأخذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة
الحسنة والمثل الصالح للأسرة فما رئى
خير ولا أكرم منه فى
معاملة المرأة والترفق بها...فلقد عاشت الأنثى فى كنفه أبهى
عصورها ومن بيته تلقى الدرس البليغ فى الرحمة بالكيان الانسانى للأسرة فلقد كان يساعد
أهل بيته غير متضرر وهنا
سئلت عائشة رضى الله عنها:

ماذا كان يعمل رسول الله صلوات
الله عليه فى البيت؟

قالت: كان بشرا من البشر ..يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويعمل مايعمل
الرجل فى بيته فاذا حضرت الصلاة خرج..


ويقول أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم:

خدمت النبى عشر سنين فما قال لى أف قط ولا قال لشىء صنعته لما صنعته ولا لشىء
تركته لما تركته وكان لايظلم
احدا أجره.

وقالت عائشة رضى الله عنها:

ماضرب شيئا قط ولا ضرب امرأة ولا خادما( رواه البخارى)

ولقد كان لنا فى الرسول القدوة الحسنة فى قناعة النفس وزهد الدنيا حينما يقول:

مالى وللدنيا،وانما مثلى ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
(رواه أحمد والترمزى)

وكان صلوات الله عليه وسلم يقوم الليل راكعا ساجداتفيض بالدمع عيناه من خشية الله
متهجدا يسمع لصدره
أزير بكاء الرجال فتقول له عائشة:

أتفعل ذلك يارسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبكوما تأخر؟

فيجيبها أفلا أكون عبدا شكورا؟

فلقد كان خلقه القرآن كما قال تعالى:

" وانك لعلى خلق عظيم"


مع هذا القبس القليل من أنوار النبوة المحمدية نتمنى أن نتذكر دائما قوله سبحانه وتعالى:

"وما آ تاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

وبمناسبة مولده الشريف نصلى ونسلم على سيدنا محمد أشرف المرسلين امتثالا
لقوله تعالى:

"ان الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "


كلما تحرك الزمان وحل علينا يوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول يحتفل المسلمون
فى شتى بقاع الأرض بمولد رسولنا الكريم
وفى هذا الاحتفال الكثير من المعانى والحكم
التى ينبغى علينا
أن ننتبه اليها ..ومن أهمها المستخلصة من سيرته العطرة
الحوار الحانى الذى كان منهجه فى كل شىء خاصة مع الشباب فقد علمهم أن القدوة
تأخذ من طيبات الحياة ولا تتنافى مع
الواجبات الدينية ولا تجورعلى متطلبات النفس
وعلمهم بالحوار
أن هذه هى سنته وأن من رغب عن سنته فهو خارج عن نطاق القدوة..

اللهم صلى وسلم وبارك عل الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اجمعين