كرمني المستشار الادبي عبدالرحمن الجميعان
بتكرمين :
الاول : شرف المرور والقراءة
الثاني : شرف النقد للنص

شكرا و عرفانا لكل من مر من هنا

وترك همسة ونبضا
أقدمه لكم لنستفيد جميعا

شكرى الخاص لمن انتقى العنوان
***


العنوان:
تمتمة صمت
و تمتم تعني الكلام غير التام و المتقطع،
ثم الصمت:

من أنت ..
لتتسرب بمسافات بلا معابر
تستولي على العرش كحلم وردي تنغمس بقبة الروح
تميمةَ شوقٍ ,!

تسكب غصات الوجع كترياق عشق

من أين أتيت ..!؟
تبدأ بسؤال استنكاري،(من أنت؟!)...ما ماهيتك؟
سؤال يبدو بقوة في بدء الخاطرة، يلفت انتباه القارئ،
من ياهذا، حتى تتسرب، وتأتي متخفياً،لتتسرب:كالماء أو الهواء، أو المتخفي، تتسرب بمسافات، و الباء :
تستولي: تأخذه عنوة وقدرآص وقوة،ولم تقل القلب، ولكن قالت:على العرش، وعلى تعني الفوقية،و التمكن، والعرش هو سرير الملك، و هي كناية وصورة رائعة وقوية، استعاضت بالصورة عن الوصف والمباشرة.
ثم الحلم الوردي كتاية ودلالة على حلم جميل، تحلم به الفتاة، تنام عليه وتقوم عليه، تحبه وتتمناه، وتتوق لرؤياه، وهو ينغمس: دلالة التماهي والتوحد،كما يقول الشاعر الصوفي(نحن روحان حللنا جسداً)..و أري أن في أوقوى و أكثر عربية من بقبة، لأنها تدخل في صميم الجسد، و ال في للماديات...ثم ختمت: تميمة شوق...و نصبها يدل على أنها تريد القول بأنها كتميمة شوق، و التميمة ما يعلق على الصبي من آيات وغيرها وهي التعويذة، ففيها دلالة التلبس بالرقبة التي هي أغلى، ما في الجسد، و التميمة هي تميمة شوق، فالشوق معلق في رقبة العاشق والمعشوق.هذه تسكب (غصات الوجع) وفيها جمال كبير، فهي غصات وليست غصة، و الغصة معلومة في البلعوم، فجمعت بين الغصة و الوجع..تقابل جميل جداً...هذه تشبه ترياق(الدواء الناجع) وهو دواء عشق، وليس دواء للتطبيب ضد العشق، بل إن هذا ترياق للعشق، فكأن العشق هنا دواء وترياق، ثم يأتي التعجب متناسقاً كما بدأ: من أين أتيت؟؟ حقاِ فهذا السحر والعشق الذي تحمله لي، أين مصدره؟ و كيف تسللت إلى؟ سؤال تتعجب منه، لا لتجيب، بل لتدل القارئ كيف هي ملهوفة عليه، وكيف هي تفرح به، وكيف هي تريد تصوير اللحظة بعجز المشاعر و كل القلم.

تتسربل بمساءات قمري تنشد لحن غرام
بحاضر غائب مني كلغة أسقطت أبجديتها
لحظة عثورك لحرف , بحقول السوسن
تراقص أنامل النجوم و تتوحد بتعجب اليقظة
وهجرة أسراب الغفوة , تستعذب شتات الغربة


هنا في هذا المقطع تناديه:
لتقول: تتسربل ...و السربال مايغطي الجسد برمته، كما قال تعالى(سرابيلهم من قطران) و أيضاً...(وسرابيل تقيكم الحر..)،،وكما قال امرؤ القيس(...تنسيني إذا ما قمت سربالي)...فالسربال عنده -القادم-مساآت قمر، وكيف يكون مساء القمر؟ جميل وصورة جميلة رائعة!مساءات تنشد: وهي تغني(تنشد) بنشيد وهتاف لحن غرام، والغرام هو الهلاك كما قال تعالى(إن عذابها كان غراماً) أي هلاكاً، وسمي العشق غراماً لأنه يهلك صاحبه.
و الأمر يطول لو ظللت أقرأ لك هذه القراءة، ولكنها شذرات مقتطفة قليلة تسلط الضوء لتترك مساحات للآخرين للتعبير والقراءة.


يا أنت ..

إليك صمتي , مغلفا بمطري , متوسدا جمرة
دهشة إدراكِ ,!

ياأنت....!!
تناديه..ليس باسمه بل ياأنت..دون تعريف فهو يعرف نفسه تماماً، وإذا قلت ياأنت فقد عرف السامع نفسه، إليك وحدك الصمت صمتها، ليس صافياً بل مغلف بالمطر، والمطر هنا الحب والعشق ،الفرح والشوق، و المطر قطرات من الغيوم المتدفقة....و التوسد وضع اليد علي الرأس و النوم على الأرض، ولكنه على جمرة ، دليل الحرقة والشوق والوله، كناية عما يعانيه الصمت الحارق....مندهشاً بادراك اللحظة الحبيبة العاتية..!




نتطلع إلى أعمال جديدة لا تقل جمالا عن تمتمة صمت
تحية طيبة مباركة لهذا القلم

عبد الرحمن الجميعان