لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: عاشق من صـامطة *! 50 سنة

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حـــذيفــة
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    المشاركات
    6,188

    U08 عاشق من صـامطة *! حكاية الـ 50 ـــون عاماً

    يحكى أن رجلاً من إحدى قرى صامطة كان شاباً وسيماً له قيمته مذ أن كان في بداية شبابه , وكان من أشجع شبان هذه القرية وأكرمهم .

    شاء له القدر أن يرتمي في شباك حب فتاة : كان يتمناها كل من في القرية , وهي بادلته نفس ذاك الحب .

    وبما أن الحب في ذاك الزمن يعني الطاهرة , فقد قرر الشاب أن يتزوجها , ووعدها بذلك , وقال لها أنه سيسافر إلى الحجاز , ليكوّن نفسه ويعود كما يتمناه كل من يحبه .

    خرج إلى الحجاز , وعمل هناك وانقطعت أخباره وتأخر في عودته .
    قرر الشاب العودة لكنه كان متأخراً , وحين كان في طريقه لقريته ,
    كانت الفتاة متربّعة حاقنة دموعها وألمها في حفل زفافها من شاب لا يربطها به أي نوع من أنواع الحب .
    دخل الشاب القرية , وسلم على أهل بيته , ورأى أن وجوه من في البيت تتهرب من النظر في عينيه , فأحس بشيء في نفوسهم لكن لم يفهمه , وخرج ليطمئن على حبيبته التي تركها , فرأى أنهم يقيمون حفل زفاف .

    فسأل طفلاً يلعب : لمن هذا الهود " الزواج " ياولد ؟
    فأجاب إنه زواج فلان من فلانة .

    فكاد يجن , وخرج هائماً على وجهه تجاه اليمن ,
    وظل يسير يسير لا يعلم أين يسوقه القدر .

    فاستوقفته نفسه على أبواب الحبشة ,ثم واصل مسيره لأرض السودان .
    و استقر وعمل هناك واسس نفسه

    ثم تزوج من سودانية , ورُزِق بالبنين
    وآتاه الله مالاً وحلالاً .

    ونسي ورائه كل مايذكره بقريته , مدفوناً في قلبه .
    وبعد أن شاخ الرجل , وأصبح كهلاً , ساقه الحنين للوراء ليتذكر أيام عشقه الجميل ,
    وتلك الزهرة التي تركها في الجاضع .

    نعم لقد كان من قرية الجاضع كما أُخْبِرت .
    فقال لعائلته أنه حنّ لمكّة , ولأهله وعشيرته ويريد أن يزورهم .

    وحزم أمتعته وحقيبته للسفر , وعقله مازال يحاكي زهرته .
    عاد الرجل لمكة , حاجاً , وبعد أن انتهى من الحج توجه لجازان قاصداً صامطة .

    رأى الأرض غير الأرض , فتعجب لـ 50 ـــين سنة قضاها بعيداً عن هذه الأرض .
    حتى جنسيته سودانية , وزيه ولسانه , وكل شيء .

    لم يعد ذاك الشاب الوسيم , الذي يعرفه كل من في القرية ,
    لم يعد ذاك الحبّيب , الذي ساقه الزمن للسودان دون أن يخطط مسبقاً .

    لقد كان وقار الزمان يغطيه , وكل شيء غير ذاك الذي كان .

    إلا , قلبه .

    قلبه الوحيد الذي مازال كما هو ,منطبقاً على زهرته البيضاء التي حتى عوامل التعرية ما اسْطَاعَتْ لها وصولاً .

    طرق أبواب القرية , حط رحله عند أولها , وذهب بصحبته عائلته الصغيرة , ليجس النبض , هل مازال له أحد ؟ أم أن الجميع كان قد رحل ؟

    فلم يجد إلا أخته الصغرى , مغطاة بالشيب وخوف الوحدة ,
    لم تستوعب أنه هو .؟ دخل فسلم فاحتضنته شوقاً .

    دار بينهما حديث المشتاقين ,
    50 ـــون سنة أو يزيدون .

    كانت كفيلة بتعريتهما من كل شيء , حتى العقول أصبحت تتآكل .

    فهدأ قليلاً , ثم سأل .

    ما أخبار : فلانة ؟

    هل مازالت عائشة , أم أنها انتقلت لرحمة الله ؟.

    فقيل له أنها عجوز مريضة , طريحة فراشها .

    لم تنساه لحظة واحدة , ولو كانت تملك قلب رجل مثله , لرحلت إلى حيث يسوقها القدر , كما ساقك .

    فسألها أن ينظر إليها .
    فقالت له إنها مريضة ,

    فسألها أخرى أريد أن أسلم عليها , أحس أني مشتاق لها .

    كنت أسير في طريقي وأنا أتمنى أن أراها .
    فذهبت أخته المسكينة , تستأذن له .

    وكانت تلك الزهرة المريضة على شبابها , وصلها خبر أن رجل قلبها عاد .
    لكنها كانت قد قررت ألا تمنحه الفرصة برئيتها .

    لم ؟ لشيء في نفسها .
    فعادت أخته عليها آثار الحزن والقلق أن تفقد أخيها مرة أخرى .

    سألها ماذا حدث ؟
    فأخبرته ,

    فاغتم واصفر وجهه من شدة ما ألم به .

    وتسامح من أخته .

    وعاد أدراجه للسودان .

    50 ـــون سنة وحب بريء لم يمت أبداً .





    القصة : حقيقية سمعتها حين كنت إبن 11 سنة ,
    فقمت بكتابتها أخرى بتصرف .

    من قصص الجدات ,


    حـــذيفــــة ,
    التعديل الأخير تم بواسطة حـــذيفــة ; 19 -04- 2009 الساعة 01:49 AM


    يا حلوَتي ما كان بُعدٌ بيننا إلا رأيتــُكِ صابرة
    مالــي أرى بمسائنا هــذا عيونــكِ حائــرة ؟
    لابدُّ أنـّكِ قد علمتِ بقصتي,
    لا تقلقي لا تقلقي
    إني أعود,
    كفي البكاءَ ..
    عزيزتي لندنيتا
    ..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •