قال بن قبم الجوزية رحمه الله في الفوائد - (ج 1 / ص 59) بتصرف يسير
فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب
مصالح الدنيا والآخرة ونعيمها ولذاتها إنما ينال بتقوى الله وراحة القلب والبدن وترك الإهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء فى طلب الدنيا إنما ينال بالاجمال في الطلب فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها ومن أجمل فى الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها فالله المستعان
قد نادت الدنيا علي نفسها ... لو كان فى ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكته ... وجامع فرقت ما يجمع
لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المأثم والمغرم فإن المأثم يوجب خسارة الآخرة
والمغرم يوجب خسارة الدنيا
قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا علق سبحانه الهداية
بالجهاد فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة فى الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلي جنته ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد 0قال الجنيد رحمه الله والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا فمن نُصر عليها نُصر على عدوه ومن نُصرت عليه نُصر عليه عدوه