وإياك أخي آهات المنادي
*********************
( اقتطاف الزهور اليانعة )) من كتاب إغاثة اللهفان .... )


مقتطفات الباب الثاني من كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان من ص 50- 58
- حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها : قلب يَفْتَتِنُ به كفرا وجحودا ، وقلب يزداد به إيمانا وتصديقا ، وقلب يتيقَّنه فتقومُ عليه به الحجة ، وقلب يوجب له حَيْرَة وعمى فلا يدري ما يراد به .

- قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 57] فهو شفاء لما في الصدور من مرض الجهل والغَيّ فإن الجهل مرض شفاؤه العلم والهدى ، والغي مرض شفاؤه الرشد

- فمن استشفى به [ أي بالقرآن ] صحَّ وبرئ من مرضه .. قال تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} [سورة الإسراء آية 82]، والأظهر أن ( مِنْ ) ههنا: لبيان الجنس ، فالقرآن – جميعه – شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين .

- مرض البدن .. خروجه عن اعتداله الطبيعي لفساد يعرض له يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية [ أما فساد الإدراك ] : فإما أن يذهب إدراكه بالكلية كالعمى والصمم والشلل ، وإما أن يَنْقُصَ إدراكه لضعف في آلات الإدراك مع استقامة إدراكه وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلوَ مُرًّا والخبيث طيبا والطيب خبيثا
وأما فساد حركته الطبيعية : فمثل أن تضعف قوته الهاضمة أو الماسكة أو الدافعة أو الجاذبة فيحصل له من الألم بحسب خروجه عن الاعتدال ولكن مع ذلك لم يصل إلى حدِّ الموت والهلاك بل فيه نوع قوة على الإدراك والحركة .

- [ خروج البدن عن اعتداله لسببين] : إما فساد في الكمية أو في الكيفية :
فالأول : إما لنقص في المادة فيحتاج إلى زيادتها وإما لزيادة فيها فيحتاج إلى نقصانها .
والثاني : إما بزيادة الحرارة أو البرودة أو الرطوبة أو اليبوسة – أو نقصانها – عن القدر الطبيعي فيداوى بمقتضى ذلك

للموضوع بقية بارك الله فيكم ( يتبــــــــــــــــع )