نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حدثنا طيفور راوينا المعظم بكلام منظم في أثنيات ما ابتدعه الهمذاني وجماليات ما قاله الحمداني ليسمعنا من أريج لكلام ومن صرير الأقلام فيبدأ راوينا بالحديث من غير حثيث بأن قصته التي دارت في ليلة بدرية صارت وقال راوينا بأن الحديث الذي تداولته الألسن كانت عن النساء وهن لابسات أفضل كساء وقال وإذ برجل ملثم يقبل إقبال الرعديد قاطعاً حديثنا من الوريد فسلم علينا ومال إلينا وقال أيا قوم أحسبكم والله حسيبكم من الفضلاء تعلمون الجهلاء وأنا أستبيحكم العذر إن عجز لساني وخلخل بياني وتكلفت في المعاني فأنا لا أحفظ إلا السبع المثاني فأفتوني في أمري فقد تزوجت أربع لأنظر أياً منهن أوفق وأنفع فمنهن فتاة تسجد وتركع وفتاة ذات حسب ونسب وفتاة ذات جمال وفتاة ذات مال والله وهبني طول العمر والعافية وحبك الشعر بالقافية ومعضلتي أسردها من البداية إلى النهاية فالأولى طيبة ونقية واسمها رقية وطبعها ظريف وعقلها خفيف والثانية فطنة وذكية واسمها زكية فهي ذات علم منيف وعلتها تكمن في غزارة العواطف واستعجالها في المواقف وزوالها سريعاً أمام ضرورة العواصف والثالثة ذات مكر ودهاء واسمها سهاء فهي فيض من جمال وروعة رسمت من الخيال وعلتها تتبلور بأنها مشغوفة وملهوفة بحب المال وحب الدلال والرابعة كريمة وحكيمة واسمها سليمة فهي لا تفشي الأسرار وليست من زمرة الأشرار وتزداد بريقاً بأنها المضمدة للجروح والتوأم للروح وعلتها تتأوصر بأنها عقيمة من فلذات الأكباد البنات والأولاد وقال الراوي أستتب بنا السكون وما عرفنا الشخص من يكون وفي غمرة ذلك قام شخص منا يريد أن يدلوا برأيه فقال أيها الرجل إن الأخيرة هي الأميرة فأعترضه شخص آخر وقال إن الأولى هي الربح الثمين والجوهر الأمين فأعترضه شخص آخر وقال إن الثانية هي المربية الفاضلة التي تغرز في النفوس الهمم لصعود القمم وقال الراوي أما الثالثة فلم يذكروها ولم يعظموها فقال لنا كبير القوم أصمتوا وأنصتوا لهذا الرجل وقال أيا رجل أكمل وأجمل فقال الرجل أيا قوم إن الإتلاف أفضل من الاختلاف فدعونا نخرج بفكرة يفهمها الصغير والكبير والغني والفقير فالأولى هي الرباط الأقوى لكل من أراد الهدى والتقوى والثانية هي البصيرة للإيمان والطرق بإذنه إلى الجنان والثالثة هي زهرة الربيع والكون الزخم الوسيع والرابعة هي البحر عندما تجود والبدر عندما يعود وفي مسك الختام نختتم بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم - (( تنكح المرأة لأربع لمالها ولدينها ولحسبها ولجمالها فأضفر بذات الدين تربت يداك )) وريثما انتهى الرجل من قصته تركنا وسار فذهبت إليه ومثلت ما بين يديه فقلت أحلفك بالله أن تفك اللثام فقال الرجل لك ما تريد فلما فك اللثام إذ أفاجأ ببطل الرواية سامر .



نشرت في جريدة عكاظ في العدد13439 في 13/4/1424 هـ