كان جالسا في بيته الكبير وفي صالة تتوسط المجلس. حاول أن ينهض ولكن لم تسعفه عضلات جسمه وعضامه اللتي أصابها الوهن لكبر سنه وحاول مرة أخرى ولم يستطع الوقوف أيضا فاستسلم للأمر ولسان حاله يقول (ألا ليت الشباب ........)وانتظر لعل أحدأولاده أوأحفاده يمر بالجوار ويساعده . أثناء ألانتظار رحلت به الافكار مرة الى الزمان وتارة الى المكان والتفت الى نافذة خلف ظهره فرأى بعضا من اولاده واحفاده وهم يلعبون ويركلون الكرة ويجرون هنا وهناك في فرح وسرور فأثار المنظر في نفسه ذكريات الشباب عندما كان في سنهم
فسالت دموعه فرحا وحزنا . فرحا بسعادة أولاده وأحفاده
وحزنا على حاله وما وصل إليه من العجز . هنا دخل أحد أولاده وقبل رأسه ويديه
وقال له هل تريد شيئا يا ابي فزادت دموعه إنسكابا واشار له بأنه يريد الوقوف
فساعده ووضع العصاة في يده .وقال في تلطف ما رأيك لو خرجنا في جولة بالسيارة
لتروح عن نفسك قليلا ؟ فأومأ برأسه موافقا وركبا السيارة وبعد أن اجتازا شوارع المدينة الى طريق بري على جانبيه بعض المزارع والمناظر الطبيعية
وفجأة تعترضهم مركبة فداس على عتلة الفرامل بقوة لتفادي الارتطام بها وبالكاد
ولكن رأس أبيه ضرب على طبلون السيارة فحصل جرح بسيط بجبهته أخذه الى أقرب مستشفى وضمد جرحه . وقال لوالده سلامات فقال الحمد لله جت سليمة
ولكن أعدني الى البيت فورا ياولدي الحياة في زمنكم أصبحت خطرة جدا
أفضل الموت على فراشي وليس بطريقة جيمس بوند ولا على مذهب الفورملة واحد
فضحك إبنه وأعاده للمنزل............................................ ......