لفت إنتباهي وأنا أسير على الوادي نمل كثير يسير على نسق واحد وبنظام صارم وكأنهم جند مدربة في صف طويل على خطين متقاربين وهناك جحر صغير يدخلون ويخرجون منه . فترى نملة وفي فمها حبة سكر والثانية تحمل كسرة من قمحة
وأخريات يحملون فتات من خبز .
يعملون بهمة ونشاط دون كلل أو ملل .
فسبحت الله على عظيم صنعه بأن جعل هذا المخلوق الضعيف يتدبر أمور حياته ويصرفها بأمر الله عزوجل . سبحان الله العظيم


وسرت قليلا وإذا بديك يجري والخوف والذعر باديان عليه و(عرفه متهدل على إحدى عينيه)وقد أعياه التعب فتساءلت من يا ترى يطلبه وماذا عساه فعل ؟ تخيلوا إنها دجاجة
نعم تلحقه وهو هارب منها والذعريغطيه من منقاره حتى أخمص مخلبيه .
فرأ الديك رجلا كان يسكن الوادي ففرح به وقال لعله يمسك الدجاجة ويأكلها ويخلصني منها .وعندما وصلا بجوار ذلك الرجل سمعت أصوات الثلاثة وكأنهم في عراك
فداست احدى رجلي ساكن الوادي بعض النمل الذي يجلب القمح فاستثار غضب النمل وذهبت واحدة منهم طلبا للعون وفي برهة وإذا بالنمل يهجم على الرجل وأوسعوه قرصا
حتى تورمت عيناه وباقي جسده وما إن وجد الفرصة حتى لاذ بالفرار وهو يقول لن أسكن هذا الوادي ما دمت حيا . وبفضل النمل سلم الديك من شر الدجاجة وسلمت أيضاالدجاجة . لأن ساكن الودي كان ينوي أكلهما.