وكيف قرت لأهل العلم أعينهم *** أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا

والموت ينذرهم جهرا علانية *** لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا

والنار ضاحية لا بد موردهم *** وليس يدرون من ينجو ومن يقع

والآدمي بهذا الكسب مرتهن *** له رقيب على الأسرار يطلع

حتى يوافيه يوم الجمع منفردا *** وخصمه الجلد والأبصار والسمع

إذ النبيون والأشهاد قائمة *** والأنس والجن والأملاك قد خشعوا

وطارت الصحف في الأيدي منشرة *** فيها السرائر والأخبار ُتطلع

يود قوم ذوو عز لو أنهم *** هم الخنازير كي ينجو أو الضبع

كيف شهودك والأنباء واقعة *** عما قليل ولا تدري بما يقع

أفي الجنان وفوز لا انقطاع له *** أم الجحيم فما تبقي ولا تدع

تهوي بهلكاتها طورا وترفعهم *** إذا رجوا مخرجا من غمها وقعوا

طال البكاء فلم ينفع تضرعهم *** هيهات لا رقة تغني ولا جزع

هل ينفع العلم قبل الموت عالمه *** قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا