لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 66

الموضوع: دروس ووقفات رمضانية .. متجدد بإذن الله

مشاهدة المواضيع

  1. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    U23 وهـل يـصـوم القلب ؟!

    بسـم الله الرحمـــن الرحـــيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الدرس الرابع :

    وهل يصوم القلب ؟!


    الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :


    سألتة : ما الصيام عندك ؟

    قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة .

    قلت : هذا أهون الصيام عند السلف .

    قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .

    قلت : ونسيت القلب ؟

    قال : وهل يصوم القلب ؟

    قلت : يصوم أعظم صيام .

    قال : اشرح لي ذلك .

    قلت :

    صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى الله بالكلية .

    قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟

    قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة .

    قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟

    قلت : قولة تعالى :

    ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ـ إلا من أتى الله بقلب سليم )

    ( الشعراء : 88 , 89 )

    فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي.

    وقال النبي صلى الله علية وسلم :

    ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب "

    ( متفق علية ) .

    فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .

    قال أبو تراب النخشبي :

    ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .

    وقال أحمد بن خضروية :

    القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح .


    " صــــفة القلــــب الصائــم "

    والقلب الصائم :

    قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .

    قال رابعة :

    شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .

    والقلب الصائم :

    قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .

    قال حادث بن أسد :

    بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .

    والقلب الصائم :

    قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .

    وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال :

    " العزلة ،، والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .

    والقلب الصائم :

    قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .

    قال النبي صلى الله علية وسلم :

    " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "

    ( رواه مسلم ) .

    والقلب الصائم :

    قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .

    قال يحيى بن معاذ :

    النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .

    وقال ضيعم :

    إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم .

    فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟

    و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟

    ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟




    " عـــــــلاج القلــــــوب "

    و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة

    وعلاج القلوب يكون بأمور منها :

    1 ـ ترك الذنوب :

    ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم :

    " إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة , فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) "

    ( المطففين ) ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) .

    وقال يحيى بن معاذ :

    سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .

    رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها .

    وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها .

    2 ـ رحمة الخلق :

    فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له
    " امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين "

    ( رواة أحمد وحسنة الألباني )

    وفي رواية قال :

    " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم , وامسح رأسه و أطعمه من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك "

    ( رواة الطبراني )

    3 ـ ذكر الله :

    قال تعالى :

    ( الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم )

    ( الحج : 35 ) .

    وقال رجل للحسن :

    يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من الذكر .

    4 ـ الدعاء :

    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

    " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك "

    ( رواة مسلم )

    وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

    ( رواة الترمذي ) .

    5 ـ علاجات متفرقة :

    سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

    ما دواء قسوة القلب ؟

    فأمرته بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت .

    وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال :

    أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام .

    وسئل ابن المبارك :

    ما دواء القلب ؟

    فقال : قلة الملاقاة .

    وقال عبد الله بن خبيق :

    خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .

    وقال ابراهيم الخواص :

    دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ،،،، .


    " أعيـــــاد الصائــــمين "

    قال ابن رجب :

    " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته .

    صيد الفوائد
    التعديل الأخير تم بواسطة ا.عبدالله ; 25 -08- 2009 الساعة 12:42 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •