نحنُ أبناءُ المصادفات ..
أنا , كان من المُمكن أن أكونَ ريسًا للولايات المتحدة
أو فلاحًا إسبانيًّا بائسًا ..
كان من الممكن أن أكونَ مديرَ مصرفٍ في شارعِ المال و الأعمال
أيضًا كانَ من الممكنِ أن أكونَ لصًّا و سكيرًا في شوارع شيكاغو الخلفية .
أو نادلا في مقهى بسيط يطلبُ بقشيشًا من الزبون لقاء خدمته المميزة
أو محاربًا في الجبهة يموتُ كل يوم , و تخطئه الحياة في آخر غارة
أو عصفورا تخرسُ زقزقته طلقة صيادٍ عابث
أو ريشَةً في جناح طائرٍ جريح
أو كتابًا عن الحبّ على رفٍّ مهمل
أنا قيثارَةٌ ما زالتْ تنتظرُ أصابعًا أنيقَة تليقُ بها
أنا أغنيَة تنتظرُ لحنًا خرافيًّا ترتمي بأحضانه
أنا مفترقُ طرقٍ لئيم , يفرضُ على المارّة الاختيار في أحلك الظروف .
أنا سيمفونية لم يكن في عمر بيتهوفن ما يكفي ليخرجها .
أنا لوحَةٌ تخرجُ عن إطارها .
أنا حرف الراء و الحياة طفلٌ ألثغ لا ينطقني .
أنا قصة لم تكتملْ بعد , و كلّ النهاياتِ المحتملة فاشلة .
أنا طرفةٌ مُضحكةٌ جدًّا , لكنها قيلتْ في مجلسِ عزاء .
أنا قصيدة مقفاةٌ بالألم و موزونةٌ على بحر الوجع .
أنا آخر سيجارة في علبة سجائر رجلٍ للتوّ أقلع عن التدخين .
أنا عطرٌ باريسيّ تنكره الأنوف .
أنا قنبلةٌ انتهت الحربُ و لم يُنزعْ فتيلها .
أنا خطأ إملائيّ لا يُغتفر .
أنا شريحَة لحمٍ في ثلاجَة رجلٍ نباتيّ ..!!
أنا الخطّ الفاصلُ بين دولتينِ على الخريطة .
أنا معاهدَةٌ لطرفينِ متنازعين .
أنا سطرٌ مترعٌ بالأخطاء الأسلوبيّة .
أنا رسالَةٌ غراميّة وصلت للمرأة الخطأ .
أنا قلمٌ بيدِ أميٍّ يحكُّ به جلده الأجرب .
أنا حرفٌ يترنَّحُ على سطرِ الحرمان
أنا سطرٌ أثقلتْه الجمل الركيكة .
أنا جرحٌ لم يصنعوا ضمادة بمقاسه بعد .
أنا مسدسٌ بيد رجلٍ مسالم .
قد يتبع ..


رد مع اقتباس