السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنسان بطبعه فطرته كائن اجتماعي و لعل كلمة ( إنسان ) مأخوذة من ( الأنس ) بالآخرين
فهو لا يقوم وحده و لا تجود حياته إلاّ في في جماعة - مهما استغنى - يربط بين أفرادها نوع
من التعايش أو التكافل أو التنافس حتى
و في غمرة الحياة و مشاغلها و مشاكلها و مطامعها و رغائبها
قد ينسى أنه ( قليل بنفسه ) فلا ينتبه لمن حوله بل يتجاهلهم أيضا في ظل سعيه الدؤب
قد ينسى في سورته
أن له روحاً لا تغذيها المادة و نفساً توقة لا تسعدها إلاّ المشاعر و العواطف الصادقة
المتجردة من كل طمع و زيف
عجبت لأمره ( هذا الإنسان ) كيف يسعى حثيثاً في تغذية جسده و تقويته و إذا مرض بادر إلى علاجه
ويترك روحه غرثى لا تجد غذاءها من الحب و التسامح و لا تجد ماتروي به ضمأها من الحنان و الأمان
و عجبت له كيف يبني بيوتا يأوي إليها و ملاجئ تكنه وقت خوفه و حاجته
وينسى أن يبحث له عن شخص تجد نفسه ملاذاً آمناً تقصده وقت الأزمات أو أن يكون هو ذاتك الشخص لغيره
ليعود إلى طبيعته التي فطر عليها
بل العجب العجب من كونه ينسى حتى ربه الذي لم يتخل عنه قط مهما كان جحوده
متى يتذكر ( الإنسان ) أنه ( كثير بإخوانه )
متى يقول لنفسه ( أعط من نفسك لغيرك ) متى يتذكر أن (خير الناس أنفعهم للناس )
إلى متى يبقى منغلقا على نفسه و كلما حاولت أن تنفلت من أسر هذه الوحدة المقيتة
لتتواصل مع الحياة خدرها بأوهم المشاغل و المطالب التي لا تنتهي إلاّ بنتهاء العمر
تحياتي