نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الغرفة الخاصة لاحتجاز الضحايا

بقلم: محمد فودة - صحيفه الامارات اليوم - دبي


ألقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية القبض على عصابة تتكون من ستة صينيين، دأب أفرادها على استخدام العنف في خطف الفتيات الصينيات، ومطالبتهن بدفع فدية مقابل تحريرهن، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي العميد خليل إبراهيم المنصوري الذي قال إن «العصابة نفذت ثلاث جرائم، إحداهما في الخارج، وجريمتان في دبي، وطلبت فدية قدرها ثمانية ملايين درهم مقابل امرأتين، وجهزت غرفة خاصة لاحتجازهما».

وأوضح أن الكشف عن العصابة بدأ حينما أبلغت فتاة صينية عن تعرضها مع صديقتها للاختطاف من عصابة يحمل أفرادها الجنسية الصينية، إذ خرجت في نزهة مع صديقتها، وفوجئتا بأشخاص يسألونهما عن عنوان مكان قريب، وفي أثناء تبادل الحديث، دفعهما شخصان آخران إلى داخل السيارة بالقوة، وقيدوهما وعصبوا أعينهما.

وأفاد المنصوري بأن الفتاة ذكرت أن العصابة احتجزتها مع صديقتها في مكان مجهول، وطلبوا منهما مبلغاً مالياً كبيراً يصل إلى نحو ثمانية ملايين درهم نظير إطلاق سراحهما، إلا أن المبلغة استطاعت إقناع زعيم العصابة بتحريرها، لتتمكن من تدبير مبلغ الفدية، نظراً لضخامته.

وقال «فور تلقي البلاغ، تم تشكيل فريق عمل متخصص في هذه النوعية من القضايا، وأعد خطة بحث وتحرٍ، وتم تلقين الفتاة المبلغة طريقة التفاوض مع الخاطفين، ومعطيات مهمة تقنع زعيم العصابة بأنها قادرة على تدبير المبلغ الكبير»، لافتا إلى أنهم اختاروا تلك الفتاة، لأنها تملك مركزاً للمساج.

وأضاف «تفاوضت الفتاة مع زعيم العصابة، تحت إشراف مباشر من فريق العمل المكلف بالقضية، وكانت عملية التفاوض شاقة وحساسة، لأن العصابة طلبت تحويل المبلغ إلى حساب بنكي في الخارج، وهذا يفوت فرصة القبض عليهم، كما أنها أعطت الفتاة مهلة ست ساعات لتنفيذ عملية التسليم، وإلا سيقتلون صديقتها، ويتخلصون من جثتها.

وأوضح المنصوري أن المفاوضات مع العصابة أسفرت عن اتفاق على تسليم مبلغ الفدية يداً بيد، بدعوى صعوبة تحويل المبـلغ إلى الخـارج، وتحـديد مكان ومـوعد التسليم مع زعيم العصابة، من خلال اتصال هاتفي سيتم من دون سابق إنذار.

وقال «وزعت إدارة التحريات فور الاتفاق فرق العمل على مجموعات، في جميع مناطق الاختصاص في دبي، تحسباً لحدوث مفاجأة في أثناء التسليم، وتم رفع حالة الاستعداد حتى اتصل زعيم العصابة بالفتاة في نحو الساعة 11 صباح يوم السبت الأخير من سبتمبر الماضي، وطالبها بتسليم المبلغ المالي خلال 40 دقيقة في المدينة العالمية خلف سوق التنين (السوق الصيني)، وحذرها من التلاعب به، وإلا سيقتل صديقتها».

وأضاف «فور انتهاء الاتصال، تم إعادة توزيع الفريق لمراقبة المنطقة المحيطة بمكان التسليم الذي توجهت إليه المبلغة وفي حوزتها حقيبة سوداء تحوي المبلغ المالي المتفق عليه، وعند مدخل المدينة العالمية، رصدت إحدى دوريات الفريق سيارة ذات دفع رباعي، يشتبه في أن يكون الخاطفون فيها، وكانت تتجول في المنطقة بطريقة استطلاعية مريبة، توقفت ونزل منها شخص تنطبق عليه الأوصاف التي أدلت بها المبلغة، ثم تحركت تراقبها الفرق المنتشرة، وتوجه الشخص إلى الفتاة التي كانت تقف في المكان المتفق عليه، وتحدث معها لثوانٍ، وأخذ منها الحقيبة، ثم اتجه مسرعاً إلى الجهة الأخرى من السوق، إذ أطبق عليه أفراد الكمين، ونجحوا في عزله من سلاح أبيض قاوم الشرطة به، وتمت السيطرة عليه وتقييده».

وذكر المنصوري أن المتهم أقر في التحقيق معه بأنه وبقية أفراد العصابة نفذوا ثلاث جرائم، إحداها في الخارج وجريمتان في دبي، إذ خطفوا ثلاث فتيات ومازال في حوزتهم فتاتان، إحداهما صديقة المبلغة، وعملت العصابة على ابتزاز ذويهن للحصول على فدية، وأرشد رجال المباحث إلى مكان احتجاز الفتاتين في منزل في منطقة الغافية في الشارقة.

وقال «بعد إخطار مديرية شرطة الشارقة، توجهت فرق العمل مباشرة إلى مكان احتجاز الفتاتين، وشوهد الخمسة الباقون من أفراد العصابة يستقلون سيارة ويغادرون المنزل، ومعهم الفتاتان، متجهين إلى جهة غير معلومة، وتم تطبيق خطة للسيطرة على تحركاتهم، وتابعتهم فرق العمل إلى إمارة عجمان، وتحديداً في منطقة سيتي سنتر عجمان، ومن خلال التنسيق مع شرطة عجمان، تمكن الفريق من الإطباق على العصابة، وتحرير الرهينتين وضبط الجناة».

ولفت إلى أنه تم نقل الفتاتين إلى المستشفى، لتلقي العلاج اللازم والاطمئنان على صحتيهما، وأقر أفراد العصابة بارتكابهم جريمة الخطف. وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تم تفتيش مقر سكن الخاطفين، وعثر على غرفة معدة من الناحية الفنية، ومجهزة لحجز الرهائن لعزلهم عن العالم الخارجي، وبعرض المتهمين ضمن طابور التشخيص، تم التعرف إليهم جميعاً، وإحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم في الواقعة