هواك يقيني إن تردد مبطلُ
و حبك ديني رغم ما قال عذّلُ




و أنت لعمرالله روحي التي بها
أعيش و في أردانها البيض أرفلُ




فأنت أنا حتى تحين منيّتي
و أنت كما أنت العزيز المبجلُ




ورثتك حباً لا يموت و إنما
تَوارثُه الأجيال مجداً يؤثَلُ




نموت و تبقى للمحبين بعدنا
حياة على مر الزمان تَسلسَلُ




عليك ائتلفنا لا يفرق شملنا
شقاق و لا يعرو القلوب تحولُ




و في حضنك الدافي ارتمينا كما ارتمى
بأحضان من رباه طفل مدللُ




فمنك إليك الحب يا خير موطن
و أغلى حبيب حبه يتغلغلُ




إذا كنت في خير ففي الخير كلنا
تفيض عطاياك الغزار و ننهلُ




و إن رامك العادون بالسوء لم تذق
لنا الغمض أجفان و قلبك مثقلُ




نذود شرار الخلق عنك و نفتدي
ثراك و موتٌ دون عينيك يجمُلُ




و ما ذكر الأوطانَ أهل و أنشدوا
قصائدهم إلا و ذكرك أولُ




سكنت شغاف الروح فاخضر روضها
و سال بها من نبع حبك جدولُ




و طاب الهوى فيها و دارت كؤوسه
يعاقرها (بحري الطويلُ) فيثمَلُ




تزول رواسي الأرض ، تفنى وِهادها
و يبقى لحب الروح في الروح موئلُ






شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي )