الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فحرصاً مني لإخواني الشباب أود أن أسطر كلمات خرجت من قلب مشفق محب لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، أحذره فيها من الإصابة بالأمراض الجنسية التي انتشرت إنتشاراً عظيماً في البلاد الإباحية على وجه العموم وفي البلاد العربية على وجه الخصوص؛ حيث إن الشباب يجد المغريات الكثيرة التي تثير غرائزه في البلاد الإباحية فيختلط بأناس قد أنهكتهم هذه الأمراض، فيرجع إلى بلاده وقد حمل في جسده جراثيم الأمراض الجنسية، فيصاب بالقلق النفسي والإكتئاب والحزن والفشل في الحياة، ويكون سبباً في نقل هذه الجراثيم إلى الأسر البريئة في مجتمعاتنا المحافظة سواء الزوجة أو الأطفال عن طريق التقبيل أو اللمس أو استعمال أدواته مثل المناشف.

وإن موضوع الأمراض الجنسية له أهمية كبرى عند الأطباء لما له من خطر على الصحة الجسمية والنفسية للفرد والجماعة. وأكبر دليل على الإهتمام العالمي بهذه الأمراض هو ذلك المؤتمر الضخم الذي عقد في أمريكا عام 1974 م من أجل بحث مرض الزهري والأمراض المشابهة له، وقد حضر هذا المؤتمر ألف وخمسمائة أخصائي من خمسين دولة وجمعت محاضراتهم في كتاب بلغ أكثر من خمسمائة صفحة من الحجم الكبير.

ويقول مرجع مرك الطبي، الطبعة الثالثة عشرة 1977م: إن الأمراض الناتجة عن طريق الجنس (الزنا) والعلاقات الجنسية الشاذة هي أكثر الأمراض انتشاراً في العالم اليوم، ويزداد كل عام عدد المصابين بهذه الأمراض وذلك منذ عقدين من الزمان تقريباً؛ وتقدر هيئة الصحة العالمية عدد الذين يصابون بالسيلان بأكثر من 150 ألف شخص سنوياً كما أن عدد المصابين بالزهري المعروف عند بعض الدول العربية بإسم داء الإفرنجي يزيدون على خمسين ألف شخص سنوياً. ويقدر مركز أتلانتا لمكافحة الأمراض المعدية في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة عدد المصابين بالسيلان في الولايات المتحدة بثلاثة ملايين شخص وعدد المصابين بالزهري بأربعمائة ألف وذلك في عام 1976م، وتقول مجلة ( Gradguate Doctor) عدد مايو 1983م ومجلة التايم الأمريكية 4 يوليو 1983 أن عشرين مليوناً من الأمريكيين يعانون من مرض الهربز التناسلي ويتم تشخيص نصف مليون حالة جديدة سنوياً في الولايات المتحدة. وفي بريطانيا تم تشخيص (15،000) حالة جديدة في عام 1982م.

وعلى الرغم من الأبحاث العميقة والمبالغ الطائلة التي صرفت على الأمراض الجنسية في الغرب إلا أنها تزداد إنتشاراً يوماً بعد يوم كما تزداد الممارسات الجنسية الشاذة.

ويكمن خطر هذه الأمراض الجنسية المحرمة في أنها سريعة الإنتقال من المريض إلى الصحيح، فبعضها ينتقل عن طريق الإتصال الجنسي، وبعضها عن طريق القبلة لحامل المرض، وبعضها عن طريق اللمس أو استعمال أدوات المريض مباشرة.

وإنني في هذه السطور سوف أركز الحديث على أربعة أمراض جنسية شائعة: السيلان والزهري والهربز والإيدز وبعض الأمراض المختلفة، ورجعت في ذلك إلى بعض كتب الأمراض الجنسية والمجلات الطبية.