السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الشاطئ المسحور..شعر/ أحمد عكور






لكِ الرحيلُ.. وحلو الذكريـات لنـا



وإنْ سلـوتِ فإنـي ماسلـوتُ أنـا



روحي رحلتِ بها ماعدتُ أبصرُهـا



إلا سرابا وجسمـي مايـزال هنـا



ماكنتُ أعرفُ طعمَ البعد في شفتـي



حتى وقفتُ وحيدًا أسكـب الشَّجَنـا



كانتْ حيـاةً لقلبـي غيـر أنَّ يـدًا



في لحظةٍ زرعـتْ مابيننـا المدنـا



ماكنتُ أعدمُ فـي روضاتهـا فنَنًـا



والآن لم ألـقَ لا غصنًـا ولافننـا



ياكـلَّ رابيـةٍ أنشدْتُـهـا نغـمًـا



وكـلَّ قافيـةٍ أهديتُـهـا الوطـنـا



أتيتُ جازان والأشواقُ تركضُ بـي



أتيـتُ أستبـقُ الآفـاقَ والزَّمنـا



أطوي المسافات مشغوفًا بمُلهمتـي



شعرًا ترددُه الأطيـار رَجْـعَ غِنـا



أسيرُ مِلْءَ خِفافـي وهْـيَ راعفـةٌ



أطيرُ ملْءَ جناحـي أقهـرُ الحَزَنـا



يانجمةً فـي مـدار الأفـق حالمـةً



أنا الذي لم يزلْ في الحبِّ مرتهَنـا



أنا الـذي كـان مَزْهُـوًّا بفرحتِـهِ



لم يعرف الجـرحَ والآلامَ والمِحَنـا



طفلًا يداعبُ فـوق الرمـل لعبتَـه



ويرضع الحب مـن كفَّيْـكِ واللَّبنـا



وكنتِ دنيـاهُ كنـتِ الأرضَ حانيـةً



كنتِ السماء وكنتِ الطـلَّ والغُصُنـا



كنتِ الزوارقَ في عَيْنَيْـهِ مشرعـةً



وما لغيركِ يومًـا قـد هفـا ورنـا



واليوم في لَهَواتِ الموت مُحْتَضَـرٌ



يصارع السَّكْرةَ الحمـراءَ والكفنـا



أتسمعين؟ وهل مازلـتِ مصغيـةً؟



أتسمعين صراخ العشق فـي دمنـا



أتذكريـن؟ وهـل مازلـتِ ذاكـرةً؟



فتًى يحدِّثُ عنكِ الصَّحْـوَ والوَسَنـا



يبني قصورًا من الذكرى ويهدمهـا



كأنـه لخلـود العمـر قـد ضَمِنَـا



ويدفن الجرح حتـى لايحـس بـه



وجسمه من بروق الحزن قد شُحِنَـا



ما رَنَّ في مسمعَيْهِ صـوتُ طائـرةٍ



إلا تذكـر مـوجَ البحـر والسُّفُنـا



أتذكريـن شهـيَّ اللَّـوْز نجمـعـهُ



بيـن الثيـاب ونحميـه بأعيننـا؟!



أتذكرين يـدَ الأصحـابِ تسرقنـا؟



أتذكرين الفتى المسروق؟! ذاكَ أنـا



سُرِقْتُ أجملَ مافي العمر فجرَ غدي



وشمسَهُ وبـدورًا تمسـحُ الوَهَنـا



سُرِقْتُ حبي وأحلامـي وأشرعتـي



سُرِقْتُ ليـلايَ والأحبـابَ والدِّمَنـا



حوريةَ البحر هل في الحب من حرجٍ



إذا اختلى القلبُ بالأمواج واحتضنا؟!



إذا نظرتُ إلى عيْنَيْـكِ ناعسـةً ؟!



إذا تساقطَ هذا الشَّهْد مـن فَمِنـا؟!



جازانُ عفوًا فما قلبـي يطاوعُنـي



على الرحيل ولكنْ بالأسـى طُعِنـا



هاتي يديكِ أُرِيكِ الجـرحَ منبجسًـا



أريكِ شوقًا ويأْسًا فيـهِ قـد عُجِنـا



لكـنْ أمَنِّيـهِ باللُّقْيـا لعـل غــدًا



أسقيه دمعي فيسقيني شـذًا ومُنـى



يازهـرةً ضمَّهـا الأُمْلـود مائسـةً



تطوي على جانبَيْـهِ قدَّهـا اللَّدِنـا



أهديكِ ماأبقتِ الأيامُ مـن جسـدي



ومن رُؤَى حُلُمي المعسولِ ماانْدفنـا



ما أُنْسِيَتْهُ الجراحُ السودُ مـن أمَـلٍ



فظلَّ يرقبُ خلفَ اللَّيْل وَمْضَ سَنَـا



ومن فؤادي ثمـار الشِّعـر يانعـةً



جَفَّتْ عناقيدُها الخضراء دون جنـى



ومن شفاهي بقايـا قُبْلـةٍ عَبَـرتْ



وخلَّفـتْ مطـرَ الأشـواق محْتَقَنـا



أهديك روحي ولو أنَّ الحيـاةَ بهـا



أغلى من الروح لمْ أبخلْ بها ثمنـا



تأتينَ عطرًا يغارُ الوردُ فـي حَسَـدٍ



وبرقصُ الشاطئ المسحورُ مفتتنـا



تأتيـن عُمْـرًا وتاريخًـا وألويـةً



فأبصرُ الكوكبَ الـدُّرِّيَّ لـي سَكَنـا



تأتين بحرًا يَمُـدُّ النـاسُ أشرعـةً



أمـا أنـا فأمُـدُّ الـروحَ والبدَنـا










إحدى قصائد المبدع (خالي ) أحمد علي عكور ..
هو ليس خالي فقط بل قدوتي.. في الحياة..
الله يعينه في حياته الخاصه..