أحوال صامطة المدنية .. غير مدنية ؟؟!!


كعادتها .. تفاجؤك بتجهم مراجعيها ,, فالعرق المتقاطر جراء الزحام والحرارة يزكم المكان ...
وكعادة المراجع نفسه .. لا يدخلها إلا مضطرا غارقا في الحوقلة أينما اتجه ,,
فأول ما يطالعك بها ذلك الدكان القابع على يمينك ، والناس حول فرجته الصغيرة والتي لا تتسع إلا لرأسين يتدليان بحثا عن كرت ضائع ؟! والناس صاخبة غاضبة ، منظر يذكرني بمقصف المدرسة .. والسيد ( م ) هائج ( متنفرز) ,, ياجماعة بالدور .. صفوا طابور ,, يا أخي والله كرتك ما أدري فين ؟؟! خش جوا شوف بنفسك !..
فتذهب مغلوبا على أمرك للدخول إلى ما يسمونه بغير اسمه (الحاسب )!
وهو يفتقد إلى أدنى صور المحاسبة عليه ..
والذي يزيدك ضجرا اصطدامك بذلك ( البديغارد ) الشايب العابس والذي يجعلونه مأمورا على الباب النافذ إلى حاسوبهم ...
يا إلاهي ,, إلى أين أمضي .. لا أدري هل نحن في دائرة حكومية تعد من أهم الدوائر التابعة لوزارة الداخلية .. أم نحن في مؤسسة الضمان الاجتماعي .. أم في دار الإغاثة .. أم أين ؟؟؟!
فأنا مواطن عادي كغيري .. قدر الله علي فأضعت كرت عائلتي .. وحين مراجعتي للأحوال لاستخراج آخر ( بدل فاقد ) صرح لي مديرهم المبجل : ( عليك أن تنتظر أسبوعين .. هذا النظام ) .. قلنا: سمعا وطاعة .. وإذ بهم يعطونني موعدا بعد ثلاثة أسابيع .. قلنا لابأس .. الدنيا زحمة هذه الأيام .. لكني ذهبت إليهم في الموعد المناسب .. فقالوا موعدك في كذا كذا .. أضافوا أسبوعا رابعا ...!
وفي الأسبوع الرابع لم يجدوا مطلبي .. أين كرتي يا عالم .. لا ندري ,,أغضب أرفع صوتي ,, نبحث في كل مكان ، فالكروت البالية والملفات تملأ المكاتب والأسياب...!
وبعد تقصي شديد .. وجدوا أن الكرت طبع بموعده السابق .. لكنه ضاع للأسف ..!
يا ناس اعطوني كرتي .. فقائل يقول : الصبر زين ,, وقائل : يمكن أخذه ذلك العبد اللي أخطأنا بصورته !!,,,
ومرت الساعات .......
دخلت إليهم غرفة العمليات ،، انتظرت طويلا .. لن أخرج بغير كرتي ( هكذا صرخت )، عندها همس لي الموكل بالأمر السيد ( ع ) ..هل عندك صورة شخصية؟
-نعم في السيارة ..
-هاتها أطبع لك الآن كرت جديد ..!
وفي الحال أحضرها ,, ويطبع الكرت في أقل من دقيقة ,,,,
عندها بدأت معاتبا .. لماذا كل هذا التعب ، شهر كامل .. والأمر يتطلب دقيقة واحدة ؟؟؟!!يرد علي أحدهم .. : يا أخي .. أحمد ربك وانت حصلت كرت ..!!
وآخر : خلها على الله ,, شوف الزحمة اللي علينا ..!!
أستلم كرتي من السيد ( ع ) ثم أقول له .. مش معقوله يا أستاذ هذي الفوضوية والضياع .. فيصرح بمعاناته .. وأنه الوحيد المسؤول عن هذا المطبخ ..! وأنه لو غاب – لا سمح الله - لاتعطلت كل الأمور !!؟
وقبلها كنت مع أحد الزملاء العاملين بالأحوال .. فيشرح كم مرة تطالب الأحوال بتغير مبنى مناسب لها .. أو تجهيز هذا المبنى وإعداده ليتلاءم ومعطيات العصر و أدواته .. فيقابلون بالتطنيش والاستهتار من صاحب المبنى .. وبالمماطلة والتسويف من قبل الوزارة .....
أيها الإخوة القراء .. أنا هنا أعرض أزمة مواطن يجد معاناته للتواصل مع إدارة من أهم إدارات وطننا الغالي .. والتي تتجلى ابتداء من عدم وجود موقف لسيارته ، ومرورا بضجر موظفين ضاقت نفوسهم بكثرة المراجعين ونقص العاملين ..وانتهاء بمبنى مهترئ ، لا يصلح لسكن عمالة وافدة قياسا بمعطيات الدولة وإمكاناتها ... فأين الخلل ؟؟ وما هو الحل الناجع ,,,,
في ظل إدارة صامتة أو عاجزة ربما ... والضحية أوراقنا و أوقاتنا الضائعة !!
وختام القول .. لك أن تعجب كل العجب مما تراه واقعا يذهب بك في حيرة حد الضياع .. ففي زمن الحضارة العمرانية وفي عصر الحكومة الإكترونية .. تظل أحوال صامطة المدنية غير مدنية !!
وعندها يطيب لك أن تعود لبيتك ( مولشا ) بقول المتنبي :
ولم أر في عيوب الناس عيبا ** كنقص القادرين على التمام !!
وداعا ............