علي سعد الموسى/ الوطن

الوطن للجميع، ذاك إجماع القائد في كلمتين. ولكن، كيف يمكن لجملة اسمية أن تتحول إلى فعل. الجواب في العمل لا في القول. سيكون الوطن للجميع إذا عرف كل مواطن أن الوطن هوية لا وظيفة. سيكون الوطن للجميع بالوعي الذي يوازن بين الحقوق والواجبات دون تقديم لأي منهما على الأخرى فلا أحد يساوم على خريطة وطنه. الوطن خريطة قلب وسيكون الوطن للجميع حين يشعر على الدوام أن المكان للأفضل وأن الوطن جسد واحد لا مكان فيه – لأظافر – تستحق التقليم أو شعر نابت يمكن أن تزيله أمواس الحلاقة. سيكون الوطن للجميع حين يشعر كل فرد في الوطن أنه ما كان ولن يكون عضواً زائداً عن الحاجة أو مجرد خلية تصلح للتبرع. سيكون الوطن للجميع حين يشعر المواطن أن الفرصة السانحة أمامه لن يحجبها سور من الإقصاء أو التصنيف أو بوابة لا يدخلها إلا بمواصفات من لون العيون وفصيلة الدم. سيكون الوطن للجميع حين نشعر جميعاً أن خريطة هذا الوطن كانت رسالة وحدة وتوحيد وحين نشعر جميعاً أننا نعيش على ذات الخريطة الوطنية جسداً وفرصة ومجالاً متاحاً مفتوحاً أمام الجميع في سباق تحكمه قواعد التأهيل لا قاعدة – الكانتون – العرقي أو المذهبي أو المناطقي: هذه صفات لا تنطبق عليها عظمة يوم الوحدة. سيكون الوطن للجميع حين يكون كل مكتب سعودي على هذه الأرض المذهلة خريطة وطن تتناثر فوقها نجوم الأسماء من كل حدب وصوب وتعمل فيها كواكب الضياء من كل مجرة سعودية. سيكون الوطن للجميع عندما يكون السفير من جازان والوزير من حائل ورئيس مجلس إدارة الشركة من مكة ووكيل الإمارة من الأحساء ومدير الجامعة من الجوف ورئيس الهيئة (العامة) العليا من سويداء العين بالرياض. سيكون الوطن للجميع عندما ينتشر بيننا الإيمان بقيم هذا الوطن وبقمته وقاماته وثوابته وعندما نؤمن يقيناً أن كل من يحمل بطاقة الهوية الوطنية شريك في التفاصيل والخريطة والقرار والفرصة والحقوق والواجبات والمسؤولية. سيكون الوطن للجميع، فقط، إذا ما عرفنا المقصد العظيم لهاتين الكلمتين من لسان قائد ضخم.