" ‏قلنا له "

صالح ‏الشيحي


هناك حب لمصلحة، وهناك حب لقرابة، وهناك حب لله.. أنا أحب معالي ‏وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، لله وبالله.. الحب لله هو أعلى أنواع ‏الحب.
‏ولكون المثل يقول "إذا صار حبيبك عسل لا تلحسه كله".. فأنا أعمد إلى(لحس) ‏معاليه بين فترة وأخرى (لحسات) خفيفة.
‏اليوم سنلحس معاليه قليلاً .. قلت لك يا ‏وزير،"بحق الإله"، لا تخبرونا عندما تكتشفون حقولا جديدة للزيت والغاز.
‏قرأت قبل ‏فترة إعلان معاليك عن اكتشاف حقل جديد للزيت العربي الخفيف الممتاز في المنطقة ‏الوسطى.. وكيف أن الغاز أيضاً تدفّق من البئر نفسها بمعدل 3 ملايين قدم مكعبة ‏قياسية يومياً.. وكيف أن معاليكم قد توقع أن تتحقق معدلات إنتاج أعلى تحت ظروف ‏الإنتاج الاعتيادية .
‏ـ اسمع مني فأنا أحبك يا وزير لا لمنفعة أرجوها: ضربت لك ‏مثلاً مرتين، قلت لك إن الناس يستسقون الله بغية المطر، ويفرحون بهطوله وبأخباره، ‏فقط لأنهم متيقنون أن ذلك سيعود عليهم بالنفع.. لكن طالما أن تلك الاكتشافات ‏البترولية لا تنعكس على حياة الناس بشكل إيجابي وطالما أن كل شيء في البلد في ‏ارتفاع محموم فإن حديثكم هذا عن اكتشافاتكم ماله داعي من أصله.
‏صدقني ـ صاحب ‏المعالي ـ أنت كمن يتحدث على مسمع مجموعة من الجياع عن امتلاكه في ثلاجة منزله ‏أصنافاً شهيّة من الطعام مما لذ وطاب.. يسيل لعابهم على لا شيء.
‏الطريف أن بقية ‏الخبر تقول(يقدر الاحتياطي المثبت للمملكة حالياً بنحو 261 مليار برميل . ولدى ‏المملكة طاقة إنتاجية تتجاوز 11.5 مليون برميل يومياً)
‏ـ أعلم أنك لا تملك قرار ‏تخفيض الأسعار، لكن بيدك أن تحجم عن ذكر اكتشافاتكم العظيمة تلك، احتراما لمشاعر ‏الفقراء والمحتاجين والعاطلين.. تلك التي لا ينالهم منها سوى لعابهم ‏الهادر.