لم تعد تلك الساحرة المستديرة مجرد لعبة شعبية أولى أو قل لعبة شعبية وحيدة عندنا

بل تخطت تلك النقطة بالتحديد بمراحل

فلو نظرنا إليها من منطلق عقلي بحت لوجدناها مجرد جلدة دائرية منتفخة بالهواء

يتبارى 22 رجلاً يرتدون سراويلهم التحتية في كيفية القذف بها يمنياً ويساراً من أجل إيصالها إلى مكانٍ ما

يقع بالتحديد ما بين قائمين وعارضة يقف تحتهم حارس ضخم في الغالب

ولكن من يدرك هذا ,, ومن ينظر إليها بهذا الشكل الأن

أصبحت علماً يدرس , وإقتصاداً عالمياً , ومشروعاً قومياً , وهدفاً استراتيجياً

((هذا فقط لأنها كرة القدم))

ولأنها كرة القدم فقد انفردت بعدة حصريات تعجز غيرها من الأمور عن مضاهاتها فيها.

لسنا هنا بصدد الحكم علي تلك الأمور بالسلب أو الإيجاب , ولكن نحن هنا لسردها وإعادة صياغتها من جديد.



وحدها القادرة الأن علي جلب السعادة لملايين البشر في لحظة واحدة.

وحدها القادرة علي بث روح العداء بين الأخوة الأشقاء

ضاربين بتاريخهما الأخوي الطويل وتجانسهما في الدين واللون والدم واللغة والظروف عرض الحائط.

وهي أيضاً القادرة وحدها علي جمع شمل الأعداء الألداء على بساطٍ أخضرٍ واحد.

ثم أنها وحدها القادرة على إيقاف الحياة في بلدٍ كامل لمجرد أنها _أي كرة القدم_ عانقت شباك الفريق المنافس.

فيخرج أبناؤه عن بكرة أبيهم إلى الشوارع والميادين فرحين ومهللين وربما رقصوا حتى.

وهي أيضاً فقط القادرة علي إصابة نفس الشعب بالإكتئاب والحزن

لمجرد أنها ولسببٍ ما في تلك المرة قررت أن تعانق شباكهم هم.

ومن غيرها يستطيع أن يجعل تلك الشوارع المكتظة عادةً بالمارة والسيارات

تبدوا وكأنها خاويةً علي عروشها لمدة ساعتين وربما أكثر؟

ومن يستطيع سواها أن يحيي تلك المشاعر الوطنية الباهتة داخلنا

فتبث فيها الروح من جديد لنلتف حول أعلامنا وأناشيدنا الوطنية.

هذا الشباب البائس العاطل عن العمل والفاقد لكل مقومات الحياة , يسمح لنفسه أن تنسى كل همومها معها.



ولكن كل هذا لا يبرر أبداً سماحنا لها بأن تنسينا قضايانا وهمومنا المصيرية

أخواني الكرام ,,

رغم كل شيء

مازالت القدس تحت أرداف اليهود

لننزل كل شيءٍ منزلته.

اللهم ألف بين قلوبنا واجبر ما كسرته تلك (الكرة) بينا


مما راق لي من كتابات الأستاذ : ياسر عمر عبدالفتاح