هدوء الليل ونسائم الهواء وضوء القمر
المنسكب عبر تلك النافذة متخذاً له ركناً
في زاوية الغرفة رائحة العطر المنبعثة
من باقة زهور وضعت على أحد الرفوف
تأملات وإبحار في بحور الذكريات
أرتقي ذلك المركب وأبحر علني أجد شواطئ
أحببت أن تحتويني مدى العمر أصبحت
أجول بين أحلامي وأمنياتي كلها سلسلة مفقودة
لاحلقت تجمعها أغلى أمنياتي قربك أبي
ولكن القدر أبعدك عني بقيت دونك
تلك الشجرة المغروسة والممتدة جذورها
في أرض بستان أنت قد حرثته ولكن شجرة ٍ
عصفت بها رياح الشتاء البارد وساقطت أوراقها
هواءات ذلك الخريف الذي عانقها بكل حب ليجعل مني لاشيء ..!!
هتفت صارخة ً أين أنت أبي ..!!
أتوق لأن أقبل رأسك ويديك أحادثك حديث مسائي
تداعبني كما كنت طفلة وقت
كنت بين أحضانك ..!!
أبي كلي الأن يفتقدك يفتقد حسك الحنون
وعطفك المعطاء يفتقد يدا لطالما عانقها الدفء دوماً ..!!!
أبي صباحاتي عبقها دونك لارائحة له
فمن أنفاسك كان عطر الصباح يروق لي ..!!
أبي تضيق بي الأنفاس وتتحجر الدمعة في المحاجر
وتخنقني عبرة الحنين والشوق للحضن الحنون
كل صَحبي يتحدثون عن أبائهم بالأمس
ماذا قال وماذا أحضر ولماذا تعالت ضحكة منه
بين جنبات أبنائه سعيد وهم أسعد به ..
أين أنا اليوم من ذلك الحديث سوى صمت يعتليني
وخفقان قلب يأخذني إلى الماضي الجميل
كل يوم يمر أحتاجك أكثر وتحرقني الأشواق إليك ..
لاأملك إلا دعاءً أهديه لك كل وقت تخالطه دمعة وفاء لك أبي ..!!
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
أحبك أبينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





إنسكابات نبض بعثتها تلك السكينة وتلك البرودة التي انسابت من دواخل روح يتيمه