هيباتيا .
...
على اختلاف البدايات , تتشابه النهايات
هل ستكون نهايتينا شبهية ببعضهما إلى هذا الحد .
هيباتيا , والنورُ خلفكِ أتعذريني فيما أفعل ؟
قربكِ منّي إلى هذا الحدّ يجعلني أرتكب حماقاتٍ كثيرة , أوّلها اسمك وآخرها إيماني ويقيني التام بأنّه ليس هناك شيءٌ جميل! .
كانت لنا أيام.
21 - Sep
أتغلب على غربتي الجديدة بتكوين أكبر قدر من العلاقات وكسب أكبر عدد من الأصدقاء
وأكسر خوفي بقراءات متعددة بعيدة عن الرغبة !
أكتب الآن بعد انغماسي في رواية شيقة " اليهوديّ الحالي " وسأصفها بأنها رواية " حالية " جدّاً , صوتُ ديك جارنا يشتت تفكيري , وعقارب الساعة تشي بالملل .
الرحبانية لم يعتقوا فيروز , وروتانا لم تكُن صادقة في موعدها بإنزال جلسة طرب لعبادي
وماجدة تخلق غربات أكبر داخل صدري , وذكرى مقرونة بالموت وهذا البدر يثير الحبّ داخل رأسي , وهاوس يحثني على حماقات كبيرة ليس وقتها الآن , ودرويش يتحدث عن النسيان كثيراً لكنه يشعل الحرائق الخامدة , وهذا العود ملّني ولم أملّه لكنّه كصوتي المبحوح خائن , ومكتبتي تحمل خلفها الكثير من الغرباء وأنا أعاهد نفسي على حرق كلّ غريب , بقي السواد الأعظم رفيق الليالي الحزينة وصوتُ النّاي , وحكايات جدتي ورائحة الموت وتبغُ جدّي وصدأ الأرجوحة .
يا أصدقائي لا تخونوا.
لا يغريني صوت محمّد عبده كثيراً , ولا يهزّني بشكل عنيف أو يؤثر فيني تأثيراً مميتاً
صوتُه فقط يرتبط بالذكريات الجميلة , وابتسامة أبي حين يتأوه ويمسك بيد أمي ويقول لها أنسيتِ , آه يالسنين كيف نسيتِ .. أنا لسه فاكر , لا يهمّ إن طلب أخي الصغير بعدها من أمي أمراً أو أفسدت هذه اللحظة شقيقتي المتفلسفة , الأهم أنّها في ذاكرتي وتأثيرها على وجه أمي يمتد شهوراً طويلة ! .
صوتُه يذكّرني بطريقنا نحو الجنوب , والسماء التي تزينها النجوم على مدّ البصر , والقمر حين ينعكس على قلادتي ويبعث النّور من صدري , فيردد شقيقي يا بنت النور ما تلعبين .
صوتُه يشبه وجودي في منتصف البلد بعد صلاة الجمعة بقدمين حافيتين وشعر أشهب لا يعرف له المشط طريق , يشبه رائحة السمك المقلي ورائحة الحلبة واللحوح الذي يعمل خصيصاً لجدتي التي لم تتخلى عن عاداتها الجازانية رغم السنين و تمارسها مرة في كل شهر .
صوتُه تماماً كـ المارشميلو , لا أحبها أبداً لكني لا أقاومها حين أجدها في يد أحدهم , ألتهمها بشكل غريب , وكأني أحاول استعادة نفسي بهذا الفعل.
ويا صدى من غير صوووت , ما به حياة من غير موت
ما به حياة من غير موت !!!
http://www.4shared.com/audio/79NswbAt/__-___-_.htm
22-23 Sep
أنامُ كثيراً وأمارس عادات سيئة كثيرة
توقفتُ عن تناول الحديد والفيتامينات , أشرب الكولا بكميات كبيرة , أسهرُ طويلاً , أحضر الكثير من الحفلات , وأسمعُ الهابط جداً من الأغاني
كلّ هذه أفعال مستقلة قائمة بذاتها لا علاقة لها بأفعال خارجية ودوافع أخرى كما تظنّ أمّي
نسيت أن أقول أني حزينة , حزينةٌ جدّاً .. وقد تداركَ شقيقي هذا الحزن وبدأ يلتصق فيّ أكثر وهذا الإلتصاق يزيدُ من حُزني
أحزن أكثر حين يشعر من أحزن عليه أني حزينة , فأحزنه بهذا الحزن
أحزن أيضاً حين يتعجب الطرف الآخر من حُزني وكأني لا أليق بهذا الحزن !
حزينةٌ الآن بالقدر الذي يجعلني أرقص على أي أغنية وأضحك من أي نكتة سخيفة !
نسيتُ أن أقول أني لم أبكِ رغم هذا الحزن الذي سيقضي على صحّتي , منذ شهور طويلة لم أبكِ وهذا مُفزع .. أخشى على قلبي كثيراً .
لا شيءَ مُهم .
...
حين يكونُ للحبّ صوت ,
للحرية , للحياة للمنفى للموت للذاكرة , لهذا الحزن الذي ينمو سريعاً داخل قلوبنا للطرق التي نست معالم الفرح
حتماً سيكون هذا الصوت هو صوتُ روضة .
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي .. علقته
وكتبت محظورا على كل المشارف .. والموانئ .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمي اطل .. *
قليلٌ أن تحمل امرأة في قلبها ولسانها وعقلها كلّ هذه البلاغة !
24-25-26 Sep
ألا تلاحظون معي يا رفاقي أنّ الأيام متشابهة !
كنتُ أعتقد أنّها صُنع أيدينا , ولم أكن أُلغي الأقدار بهذا الحديث ولكنّي أزرع الفَرح وكأنّي نسيتُ أنّ زارع الورد هو أكثر من سيؤلمه الشّوك !
في 24 بكيت , بكيت وداعاً وبكيتُ ضياعاً وبكيتُ ما يصعب وصفه , الأهم أنّي بكيت
في 25 رأيتُ صديقاتي وكانت هذه الخطوة الأهم , بعدها سأعرف كيف تبدو ملامحي كيف يبدو وجهي الذي أضعته , تغيرتُ كثيراً كما تقول إحداهنّ بغمزة , ربّما أنّ هواء الديرة يُجمّل أضحكُ مجاملة على غير عادتي تضعُ أخرى يدها على شعري تقبّلني وهي تصرخ " فين متخبي " وأخجل على غير العادة أيضاً !
يا الله ,
هل الحزن يجمّل ؟!
هل الخيبة تغّير ملامح الوجه
هل الغصّة تجعل من الأصوات تغاريد !
هل الموت يجعلنا نبدو بهذا الجمال وهذه الأناقة !
أم أنّي أنا من بالغتُ في أناقتي وحزني ومخارج حروفي !
في الـ 26 أصبحتُ أكثر شراسة وتوحشاً وامتدّ الأذى إلى والديّ لذا آثرتُ أن أنام اليوم كاملاً !
مالذي تصنعه الأيام وما الذي نجنيه من الأيام ما فائدة التأريخ وما فائدة الساعات
أنتظرُ رسالةً مصيرية قد تصل اليوم وقد تصل غداً صباحاً وقد لا تصل
كعادة الأشياء المهمة التي ننتظرها تتأخر أحياناً وأحاناً كثيرة لا تجيء
لذلك أنا متوترة .
لذلك وردة تستأثر فيني بطريقة غريبة
لذلك " اسمعوني " لا تسكت أبداً
وآه لو الأيام بتتكلم
http://www.melody4arab.com/player/pl...collection.htm
التعديل الأخير تم بواسطة نيسَانْ ,! ; 27 -09- 2010 الساعة 04:24 PM
27 Sep
لا زالت رائحةُ أبي عالقةً بعباءتي وبكفّي التي قبّلها,
لازالت تدكّ رأسي هذه الرائحة التي أحبها وأهابها .
تمنّيتُ أن أركض إليه وهو يتأملني ويبحث عن آثار السنوات آثار الأيام أو آثار الآلام أياً يكن
تمنيتُ جدّاً أن يلملمني بكفيّه ويقبلُ عينيّ كما كان يفعل ,, وأقبّلُ أنا بطنه
الآن لستُ محتاجة أن أقبل بطنه لأنّي صرتُ في مستواه تماماً وبفعل الكعب سأكونُ أطول وأستطيعُ ببساطة تقبيل عينيه أو رأسه أو وجنتيه , لكنّي أشتهي جدّاً تقبيل بطنه.
أشتهي أن أعودَ سنوات إلى الوراء أن تشتدّ آلام معدتي أن أصرخ بصوتٍ عالٍ ويأخذني سريره والخوف بعينيه , أدسّ رأسي أسفل صدره وأنام كالملائكة .
أنا مُتعبة يا أبي متعبةٌ جدّاً وأنتَ من دون البشر ستعي معنى هذا الوجع وتحتويه فقط لو نسيتَ أنّي كبُرت وأنّي اتخذتُ قرارات سخيفة بعيداً عنك .
وحدك تستطيع أن تحلل كلمة " بابا " وتفهم منها ما نريد , وتجيبنا بما تقتضيه نبرة الصوت وشدة الكلمة , أنا الآن أقولها بأسى ويأس وبؤس يا أبي.
تباً لهذا الخجل الذي وضع بيننا هذه الحواجز , تباً لهذه الحياة
سأستعين برائحتك يا أبي هذا اليوم وبمعادلة رياضية سخيفة مستحيلة الحل , حتى يصلني صوتك ويطول اللقاء .. , فأنا أحتاجك كثيراً .
التعديل الأخير تم بواسطة نيسَانْ ,! ; 27 -09- 2010 الساعة 09:23 PM
28 Sep
فارغة !
29 Sep
صديقي هذا العام وعدني بأن يلتزم وينتظم في دراسته ,
أردتُ أن أشجّعه على ذلك , بعثتُ إليه بطردٍ كبير إلى مدينته كتبت بخطٍ مشتاق ومرتجف :
إلى وطني الكبير ,
صديقي الصغير الفصعون صاحب اللسان الطويل
تذكرني كثيراً تذكر أنّي أحبّك وأنّك روحُي , حين تقرأ ستعرف كم أحببتك . صديقتك التي لا تنساك / خالتو
وصلني صوتُه وصلتني دهشاته صرخاته امتنانه شكره رغم أنّه لم يقرأ رسالتي
هو الوحيد الذي أحبه ويحبني وأعرف أنّه يحبّني ويعرف أنّي أحبه
لم يسألني يوماً بسكوتة انتِ تحبيني ؟ رغم أنّه يسأل هذا السؤال لكل من يصادفه
لا يقبّلني كثيراً ولا يجلس معي دائماً لكنّه يأتيني متسللاً آخر الليل ويوقظني لينام هو محلّي يأتيني حين يأخذ أحدهم ألعابه يأتيني حين يريد قضاء حاجته
يأتيني حين يريد أن يبكي حين يجوع ويعطش يعرف مكانه جيداً لذا يتصرف على هذا الأساس .
صوتُ الفرحة جعلتني أبكي شكره وامتنانه رغم أنّه لا يفقه الكثير في هذه الأمور إلا أنه جعلني أحزن وأتألم وأشتاق أكثر
عيناه جميلتان , فمه صغير شعرُه خفيف , لسانه طويل لا يشبهني كثيراً لكنّه يحتلّ مكانة كبيرة في قلبي لم يحتلها أحد من قبله .
الشوق في هذا اليوم كان يتحدث أما أنا كنتُ نائمة .
30 Sep
لم أغضب إلى هذا الحدّ من قبل ,
دمي بارد جدّاً وأتميز باللا مبالاة في أوقات كثيرة لكنّ أعصابي خانتني وأنفي أيضاً خانني وأظهر لهم كميات الدم التي ضخّت إلى رأسي مما حصل .
ما يفعله جسدي دائماً أنّه يظهر انفعالاتي وكبتي الداخلي على صورة كدمات أو حساسية أو رعاف وهذا الأمر يوترّني , يجعلني أشعر بضعفي الشديد ويجعل أعين الشفقة تلاحقني أينما ذهبت .
أكره أن أدخل في جدالات طويلة خاصةً مع أحد والديّ لأنها معروفة مسبقاً بأنها جدالات عقيمة وأنّ ما يأمرون به سينفّذ دون أدنى اعتراض رغم ترحيبهم الدائم بالحوار وفتح أبواب النقاش , ولكنّ الخجل يحول دون ذلك .
اليوم لم ينتهي كان طويلاً وشاقاً ومملاً ولا زلت أنتظر رسالة بريدية مهمة هل ستأتي أم نفس العادة تمارسها الأمور الهامة ! :/
كانت لنا أيام.
1 Oct
انتهى سبتمبر ,
كان طويلاً جدّاً وبارداً جدّاً , لكنّه لذيذ
ما الذي فعلته في سبتمبر ؟ ما الذي أنجزته ؟ لا شيء طبعاً
لكنّي صنعتُ أمراً أفخر به كثيراً جعلتُه سرّي الكبير رغم أنّي الفتاة التي لا أسرار لها أبداً , الكتاب المفتوح دائماً .
بدأتُ باستعادة نفسي ونجحتُ بذلك تصالحتُ مع ذاتي بشكل أكبر , ومع شقيقتي التي حذفتها من جهات اتصالي في 1 أكتوبر قررت أن أنهي هذه القطيعة ,
لم آخذها في حضني ولم أمسّد شعرها ولم أقل لها عبارات اعتذار لكنّي قلتُ لها:
بأنها تبدو أجمل وأطول وأكثر نضارة رأيتُ في أعينها عبارات الشكر والامتنان , وعاتبتني قليلاً , عتابها كان مؤلم رغم أنّي كنتُ مكابرةً إلا أنه أثر فيني تأثيراً عميقاً .
والتغيير الآخر الذي حدث أنّي لن أسهر الليل بحجة المذاكرة , وأني تخلصتُ من مذكراتي وكتبي ومراجعي.. 7 رفوف أصبحت خاليه , باردة باتت مكتبتي هذه الليلة .
2-Oct
ماذا يعني لي صوتُ أمّك !
ما ذا تعني لي عبارات الثّناء التّي تدسّها في حديثها معي !
أتُراني أحببتُ أمّك أم أحببتُك أنت !
أم أنّ صوتُ أمّك امتداد لذكريات وأيام انتهت , وأنتَ لستَ سوا سبب استمرار هذا الصوت !
أتتني دعواتها صباح اليوم , حفتني بالسكينة والحبّ ولا أكذب ان قلت السّعادة
كنتُ أحتاج إلى طمأنينة كالتي زرعتها أمّكَ في نفسي اليوم , كنتُ أحتاج لدلالات واضحة على أمور لم تحدث ولم أتصورها , ولكنّي أبحث عن اشارات للقدر
طالما آذتني هذه الإشارات وجعلتني أركض خلف السّراب ,
لطالما جعلتُ من نفسي رهينةً لديها
لكنّ الإشارات التي بحثتُ عنها في صوتِ والدتك مختلفة تماماً
سعيدة هذا اليوم , الذي حمل لي صوتُ أمِك واسمك ورائحة جدتي , وتفوّق دراسي !
فخورة بنفسي .
2-3-4 Oct
إنّه الخريف !
وهذا مؤشّر سيء ,
هذا العام لم أبحث في التقاويم عن وقت الخريف , ولم أطالع الصحف ولم أستمع الى النشرات الجوية ورغم كلّ ذلك شعرتُ به , وآذاني .
متعبةٌ جدّاً , بالكاد أتنفّس , أخشى على رقبتي من رأسي الثقيل , أخاف على نفسي من نفسي ومن الاكتئاب الذي يحمله الخريف , وهذه المشاعر قضت على كريات الدمّ البيضاء
لماذا يرمزون للحبّ باللون الأحمر رغم أنّي لا أشعر أنّه مرتبطُ بهذا اللون , لو مثلاً طلبوا منّي وضع لون معين للحب لقلتُ الأبيض فالحُب يقضي على المناعة ويجعل من الجسد فريسةً سهلة للأمراض , أو من الممكن أن أقول أصفر لأنه كالموت تماماً , بالمناسبة لماذا ارتبط اللون الأصفر لديّ بالموت رغم أنّ الكفن أبيض , لا أعلم ولكنّي أجدهُ يشبه الموت , قد أقول أيضاً أنّه أسود لارتباطه بالعزلة , لماذا أحمر ؟ هل دمُ الحبيب فداءٌ للمحبوب مثلاً أو ربما يكون ذلك لارتباطه بالجرح مثلاً ! , إذاً ما الحبّ إلا جرح ! وإن لم يكن جرح فهو موتٌ وسقمٌ وعزلةٌ !
أنا أهذي وهذه الحمّى تفتكُ بي وعبادي يكملُ على ما تبقى
على ذكر عبادي لماذا أجد أنّ ألبومه الجديد ممل وكئيب وأن صوته وأداؤه وحتى موسيقاه لم تشدّني , لماذا أكره عبادي في هذه الأوقات وأنا في أمسّ الحاجة لصوته لعُودِه لمزهريته لذاكرتي .
كيف هوَ طعمُ الموت ؟
كيف هي رائحته ؟
ما لونُه ؟
أيشبه هذه الحمّى!
أم أنّه كالخريف ؟
آه كم أمقُت الخريف .
http://www.4shared.com/audio/OXoUPjGu/__-__.html
تبّاً .
تعيسة !
قاوم مرضك أرجوك دعني أفخر بكَ وقتاً أطول ,
سأحكي لأبنائي عنك كثيراً , سأقول لهم أنّك رجل عظيم , وقفت أمام المجتمع تحديت القبيلة كسرت العادات وفعلت كلّ ما يحرّمونه ومع ذلك حافظت على مكانتك كشيخ وكأبّ ورجل علم وأدب وثقافة !
سأقول لهم أنك تحبني كثيراً , وأنّي أشبهُك الى حدّ كبير وأنّك سعيد بهذا الشبه الداخليّ والخارجيّ , وأنّك تناديني من بين كلّ الصغار .. فاتنتي .
لأجل فاتنتك تحمّل هذا المرض واغلبه واقضي عليه أودّ أن أقبلك بين عينيك وفي يديك وعلى رأسك , أريد أن أرتمي في حضنك وأضع رأسي على صدرك وتحكي لي عنك ورائحة تبغك تعلق بملابسي
لا تدع هذا المرض يهزمك , الضعف لا يليق بك أنتَ قويّ دائماً وأنا أستمدّ قوتي وشراستي منك
أنت علمتني أنه باستطاعتنا هزيمة كلّ المصاعب التي تواجهنا منك تعلمتُ كيف أصل لهذه النجاحات التي أتذوق طعمها الآن لا تغادر الآن وأنا لم أكمل الحلم .
لم أخبرك أنّي متفوقة أنت تعرف ذلك لكن مالا تعرفه تفاصيل أخرى تخصّك أدون رؤوس أقلامٍ منها في دفتر صغير حتى لا أنساها حين أجلسُ الى جانبك وتأخذنا الحكايات , دفتري الصغير أوراقه ممتلئة , بداخلي الكثير جدّاً من الأحاديث والكثير من المفاجآت , ستفخر بي كثيراً كما أفخر بك ستقبلني أعرف ذلك
سيقتلني اليتم بعدك ولن أحتمل بعدك
أرجوك تغلب على آلامك , أرجوك .
لم تعُد تؤذيني فكرة الإرتباط كما في السابق , لم يعد هذا الأمر مخيفاً ,
فكرة أن يشاركني شخص عمري بالكامل بكل التفاصيل وبكل نفَس وكلّ نبضة وكلّ خفقة باتت فكرة سهلة وباستطاعتي تخيلها كما لم تكُن من قبل .
طبعاً لن أقول أن ما غيّر رأيي وسهّل فكرة الإرتباط , القول الذي تردده إحدى النساء في كلّ محفل وكل مجلس , أنّ الرجال متساوين ولا فرق بينهم أبداً أبداً وأنهم مجرد وسيلة لقضاء حاجاتنا معشر النّونات .
ولن أقول قول إحداهنّ ( ممكن تمشي حافية ؟ مشي حالك شي أحسن من ولا شي ) !
ولن أقول أنّ شخص ما أحببته لدرجة أنّي نسيتُ معه مخاوفي وقدسية الوحدة ومفردة ( Single )
ولن أقول أنّي اشتهيتُ أطفالاً وعائلة لأنّي لستُ تلك الحالمة التي تضع طفلاً في أولوياتها بدون تحديد ملامحه مسبقاً وملامح الحياة التي سيعيشها ويتعايش معها ! ثمّ أنّي بهذه المعطيات وبهذه الشخصية وبهذا الجنون وهذه اللا مبالاة قد أتقبل فكرة الـ ( Sperm Bank ) خاصةً بعد أن يمضي العمر !.
التقبل الحالي يكمن في التغيير المباغت
فأنا لم أعد أهتم بالإنجازات , بالقراءة بالكتابة بالدراسة رغم أنّها تجتاحني وتسري في دمي
لكنّي بتّ أفكّر كثيراً بضرورة غسالة صحون , وأفكر جدياً باقتناء غسالة ملابس أكبر من الحالية , أصبغ أضافري يومياً بألوان تتناسب مع ما سألبسه أضع في حقيبة يدي حقيبة صغيره تحوي مساحيق وأشياء كنت أجهل حتى كيفية استخدامها أذهب إلى السوق أكثر من ثلاث مرات في الشهر وهذا يعتبر تطور عظيم لفتاة كانت تخرج للسوق مرة كل ستة أشهر قد تزيد أرقُص بمناسبة أو بدون مناسبة , أحضر كل المناسبات الاجتماعية بكامل أناقتي وكامل الرضا وكامل الابتسامة وهذه التغييرات تجعلني أتقبل فكرة الارتباط ولا أفكر بالأشياء التي كانت أساسية لن أفكر بالانسجام الثقافي والفكري ولن أفكر بمبدأ المشاركة والمساواة ولن أفكر بأي شيء غير المنتديات النسائية التي تحمل أفكاراً رومنسية لجعل بيتك بيت العزّ وبعلك لا يرى سواك , اكتشفت مؤخراً ومتأخراً أنّ فكرة الارتباط التي رسمتها في مخيلتي وفي عاطفتي خاطئة وأنّ كل تلك الكتب التي قرأتها هباءً منثوراً أفكر جدياً ببلّها وشرب مائها !!!
لماذا يصرّون الأغلبية على مناداتي بـ ( عصفورتي ) ؟
هل أشبه العصافير إلى هذا الحد ؟ هل رأوا منّي ضعفي وهزائمي وتحدياتي التي تكبر معي ؟
أم أن أمي جعلتني عصفورتها حين أوتني إلى قلبها قبل أربع سنين أمام كلّ من يعرفني ؟
لماذا اختارت لي أن أكون عصفورتها ولم تختر أن أكون حمامتها نسرها أسدها حتى لو كلبها ؟!
لماذا اختارت لي الضعف ؟
ثمّ لماذا (ي) ؟ كيف أُنسب الى فئة الطيور ويغتصب حقي في الحرية ؟!
ثم لماذا ندامة ؟!
حتى حين الفرح والخجل نستخدم هذا اللفظ , لماذا حياتنا قائمة على ندامة !!!
على طاري الندامة
أحب هذه الأغنية جدّاً , لدرجة أني لا أستمع اليها الا في النادر وأشاهدها باستمرار !!
أفسدني أبي ،
حيث ُ جعلني أعتاد
أن أدخل غرفتي ، غاضبة .
ثمّ أخرج منها
لأجد كل الذي أريد !
...أفسدني أبي
حيث ُالدنيا لا تسمع غضبي ،
و لا تغفر حيازة آباء طيبين **
بغباء , فتحتُ قلبي لسماء جدّه , ونثرتُ كل الأحلام والأمنيات
بغباء , بسطتُ كفّي للحبّ الذي تعكسه على أرضها , فتوردت
بغباء , جعلت المنى والهوى والروح وقبر أمي ونفسي الهائمة جميعها / جدّة !
ماذا سأقول لابنتي حين تسألني
هل أقول لها أنّ أحلامُ أمك وقبر جدتك وابتسامات أبيك وقلوب أحبتك , جميعها غرقت
ولو سألتني لماذا
هل أقول لها , قطرات مطر وعقلها صغير كعقل أمها يربط المطر بالحياة والحب والأمل وعظمة الله ! وستكره بعدها كل الأشياء الجميلة ، الربيع والسماء والمطر والغيوم .., الله !
أم أقول لها أنّه "فساد" ! وستكره بعدها كل ما ينتمي للوطن !
التعديل الأخير تم بواسطة نيسَانْ ,! ; 29 -12- 2010 الساعة 01:31 PM
الأيامُ تمضي سريعاً وجميع الأحداث المتتالية بائسة
جدة تغرق وتحتضر وفي الوقت ذاته تمدّ حفرها ومستنقعاتها لـ " بن علي "
الرياض متواطئة ضدي وتظهر حقدها وتغير طقسها في اليوم ألف مرة
الثبيتي ملّ الغناء ورحل كما رحل قبله القصيبي وكما رحل الجفري ودرويش وغيرهم
تونس تثور والسودان تنفصل والرياضة السعودية في شدّ وجذب
ماذا عنّي أنا !
مالذي غيرته فيّ الأيام
كبرتُ قليلاً ! الكلّ يكبر
أصبحتُ أكثر حدة وأكثر مزاجية ! هذا أثر السنوات
لم تعد تدهشني الدنيا ولا يغريني شيء ! هذا لأني أركض في العشرين وسأنهيها !
مالذي ممكن أن تفعله الأيام وتدهشني ؟!
ربما الدهشة الكبرى هي وفاتي , ولكنّ يالتعاستي لن أستمتع بالمنظر !
ليت شعري , هذه الدنيا لمن ! *
١١- فبراير - ١١
جمعة الغضب - جمعة الرحيل - جمعة التحدي
سأحفظ هذا التاريخ أبداً وسأحكي بفخر أنّي أنتمي إلى هذا الجيل الثائر
جيل الفيس بوك وتويتر أو جيل النيدو كما كان يُقال !
مصر وفي واحد وعشرين يوماً أثبتت للعالم أنّ العرب بأيديهم الكثير لو تكاتفوا , مصر أرهبت العالم وغيرت مجرى التاريخ .
قريباً سأدوّن تاريخ تحرير القدس , وقبلها ننتظر دولة أخرى وحاكم آخر
أنا أفهمكم , أنا أعي ذلك ... ثم ماذا يا حكامنا العرب !!
كانت لنا أيام.
لا قيمة لهذه الحياة بدون ثورة
أنا أثور بطريقتي , وأفضل طريق للثورة أن تمارسها على نفسك والفتيل الذي يشعل الأمم هو أن تبدأ أنت بنفسك كما فعل بو عزيزي مثلاً !
أرتب أحزاني بطريقة أنيقة جداً وكلما أفرطتُ في هذه الأناقة ازداد ولعي بالموتى !
أفرطُ في رسم وجوه الأصحاب الذين تركتهم عمداً حتى لا أحدث فرقاً بعد مرور السنوات
يا وجيه الأصحاب أنا أشتاق والله أشتاق لكن تعس عبد المزاج أنا فعلاً عبدة مزاجي ومزاجي عربيد لا يفيق الا ويسكر وفي سكرته يتجنب كل ما يمكن أن يكدر خلوته أنا أتفهم هذه الحاجة لذا أنا أبتعد لكني أحب وأشتاق وأشعر وأتألم مثلكم تماماً حتى وإن تخمرت رسائلكم في بريدي أشهر طويله أو قطعت كل سب الإتصال فجأة , أو غيرتُ عناويني بدون إخطار , هذا لا يعني أنكم سيئين ولكني أحبكم وأخاف عليكم مني , وهذا ليس بالضرورة أنّي سيئة ولكني كما تقول إحداكن" انتِ رقيقه بشراسه ، حلوه بحموضه" .
يا ( ر.ي) أكتبي أكثر أنا أقرأ , رسائلك تصل , أحمد كاذب وأنتِ تحبين هذا الكذب لأنه يلهمك, سينجب طفل قريباً , انه خارج البلاد , قوقل يكذب عليكِ , كل القصائد التي يعلقها أعلى موقعه ويرفقها برسائل مبطنة لا يعني أنّه يحبك , بل يعني أنّكِ لازلتِ ملهمة تماماً كما يلهمكِ كذبه الحلو كما تشيرين , هذا لا يهم الأهم لديّ أني أبحث عنكِ دائماً رغم أنّ محركات البحث لا تأتيني بكل ما تكتبيه لكني أحاول أن أتخفى حتى أظفر بأكبر قدر , الجميل أنكِ بدأتِ تسيطرين على مشاعرك وأغلقتِ الباب في وجه الغرباء , أحبكِ هكذا وكما أقول لكِ دائماً اكتبيني .
ويا ( ف.ع) كل محاولاتك أقدرها لكني أكذب عليكِ أنا لم أتخلص منه رسائله لا تزال في ذاكرة هاتفي القديم وصوته لا يزال في ذات الذاكرة ويمرر علي بعد حين وآخر , صوره في ملف لا يصل إليه سوا قلبي رائحة الحياة لا تزال في يدي , وحمرة اللقاء لا تزال في وجنتي ! ألم أخبرك أنّ عطره حياة ! أقسم لكِ أنها الحياة . طعم الجالكسي لا يزال في فمي , وغلافه في صندوق أحمر سأريك إياه حين أستطيع أن أفعل . أعتذر لأني كاذبة وأعتذر لأني ضعيفة ولكنّه الحياة .
أما أنتِ يا ( م ) فأغنياتك تصيب قلبي المعطوب وزاهي وهبي يثير الحنين إلى كل الأيام الجميلة التي قضينها خلف الشاشة قبل خمس أو أربع سنوات ؟ ذكريني فقد نسيت . الأمسية الشعرية التي حضرناها سوية ونحن لا نعلم أننا سوية , الشارع الذي جمعنا صدفة , والصديقات المشتركات التي لم نعلم عنهن إلا مؤخراً , السر الذي لم نبح به لأحد ولكننا كشفنا به هو من كشفنا ولم نكشف نحن ! ربما أنّ فيروز هي من جمعتنا يوم , ولكن الموسيقى هي من فرقتنا الآن , أنا لا أحتمل كل هذا الوجع الذي تأتين به لذلك أنا أهرب منكِ , أحفظ موقعك في الأعلى ولا أجرؤ على الدخول أبداً لكنّي أحبكِ تماماً كما أحب فيروز ولارا !
أما أنتَ ياصديقي فقد اخترتُ أن تكون الأخير لأنه ترتيبك في قلبي وهذا لا يعني أني أكرهك وليس بالضرورة أن تكون الأخير يعني أنّ قبلك أحد , لكنك الأخير الذي ليس كمثلك أحد أو شيء , ياصديقي ألم أقل لكَ من قبل أنكَ تُشبه كل الأشياء الجميلة التي تعلقت نفسي بها ! أنتَ مثلاً تُشبه كل القصائد التي أحبها , تشبه مثلاً قصيدة وضاح لمحمد الثبيتي , محمد الثبيتي الذي سهرنا نبكيه قبيل وفاته وسهرنا نناجيه بعد وفاته , تشبه أيضاً قصيدة درويش أجمل حب " أتعلم عيناك أني انتظرتُ طويلاً " ! تشبه أيضاً قصيدتي التي لم أخبر أحد بها , وأرسلت لي شطراً منها في ظهرٍ بارد . معكَ أنت أعشق الظهر نعم الظهر . أليست كل لحظات صدقنا كانت في الظهر ! وتوقيت رسائلك أغلبها ظهراً , حتى لقاءنا اليتيم كان ظهراً , وتوادعنا ظهراً . لن أقول أنك تشبه الأغاني لأنك أغنية تنساب إلى روحي لا تشبهها أي أغنية . أود أن أسأل هل لا زالت حريتك خطاً أحمراً حتى بعد أن فقدتني ؟ أو أنك لم تفقدني بعد ! أقرأ رسائلك إلى أصدقائك لستَ بتلك الروح التي تركتك فيها هل هزك غيابي ؟ أعتذر لأني رحلت فجأة ، ولكني أيضاً أتيت فجأة وكل ما يأتي فجأه يرحل فجأة ككل الزهور التي تولد فجراً وتموتُ فجراً " Easy come,Easy go"كل دا كان ليه , وعارف ليه , لا تنساهما أرجوك , كما أنّي لن أنسى أن أقول لك " هات قلبي وروح " عفواً " خد قلبي وروح " مممم أحبك وإن اختلفت عقائدنا ومذاهبنا , أحبك ولك دين ولي دين , أحبك لأني لا أجد مخرجاً من حبك إلا حبك , وها أنا أتخبط في دهاليزك حتى وأنت بعيد .
بقية الأصدقاء والصديقات أنتم وشم لكني تعبت ومللت الكتابة , سأتحدث لكم ذات يوم بصوتي لتعرفوا أنّي متعبة وبائسة .
* البنت العبيطة صاحبة المزاج الجميل التي ستصبح فجأةً امرأة ناضجة .
كانت لنا أيام.
ضوابط المشاركة
رد مع اقتباس
