جميل أن نكتب ونتكلم ونشارك ، ولكن الأجمل جعل الكلمة أداة بناء وعامل إصلاح تدفع الناس للخير والاستقامة .
وجميل ذلك النقد البناء وإشعار الآخرين بأخطائهم من حولنا بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولكن الأجمل تقويم ذواتنا أولاً ومحاسبة أنفسنا ، فتعديل الشخص لهفواته وزلاته ، ونهره لنفسه خير له .
صدقوني لا أريد أن نبقى متخلفين متحجرين متمسكين بعادات قد عفى عليها الزمن وأكل وشرب عليها الدهر ، ولكن نريد أن نجمع بين الأصالة والحاضر ، وبين العادات والتقاليد من جهة والتطور والرقي من جهة أخرى .
فلقد قيل ( إن سر النجاح في الحياة أن نستمتع بنظرة مستقبلية إلى الماضي )
نعم نريد أن ننافس العالم ونسايره في تطوره ورقيه ، ولكن لا نريد أن نكون مقلدين لهم في خيرهم وشرهم ، بل نريد أن نأخذ منهم المفيد ، وننبذ الأمر المشين
والمؤسف حقاً إننا أخذنا من الغرب قصاتهم ولبسهم وكل أمر سيء فيهم ، ولم نستفد من علومهم ورقيهم وحضارتهم ، فلا نحن تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا التي هي مصدر فخرنا واعتزازنا بعد تمسكنا بديننا ولا نحن سايرنا العالم في رقيه وتطوره .
فتمثل فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )
أتعلمون أيها الأخوة ما السبب في ضعفنا نحن المسلمين ؟؟
أن ضعفنا نحن العرب والمسلمين بدأ منذ أخذنا ننسى أننا أعضاء في جسم الأمة ، وأن كل ما يقوم به أفراد الأمة من عمل لزيادة قوتها يعود عليه هو نصيب منه .
فما زلنا نمعن في هذا الباب من أبواب الضعف حتى صار كل واحد منا امة ، وخيل إلى كل واحد منا أنه رأس مستقل فأصبحنا كلنا رؤوساً وكلنا أمم .
فيجب على كل منا أن يعلم إن أمته وملته غير محصورتين بمن عاصرهم وعاش معهم ، بل هؤلاء حلقة في سلسلة ذهبية عظمى أولها أول العرب وصدر الإسلام وآخرها هذه الأمة يوم تطوى الدنيا ويتقدم الناس إلى ربهم بما قدموا من عمل طيب أو خبيث ، فانصر أيها الشاب وأيتها الشابة العربي المسلم ماضيك العربي والإسلامي كما تنصر حاضرك ، وحافظ على مستقبل العرب والإسلام كما تحافظ على حاضرهما .
إن الوضع المأساوي الذي وصلت له المرأة في المجتمع الغربي وما يحاول الكثير تعميمه في مجتمعنا إنما جاء بسبب أولئك الناعقين بالدعوة إلى التحرر الآثم ونشر فلسفة العلمانية الضالة القائمة على الحرية المنفلتة ، والتي تحول الإنسان إلى عبد ذليل لشهواته وملذاته بعيداً عن ضوابط الإسلام الداعية إلى الفضيلة والطهارة ، وفق فطرة ربانية راقية مهذبة ، فالعلمانيون هم المسئولون عن ذلك عندما قللوا من شأن الحجاب وآداب الإسلام وقيم وعادات مجتمعنا الأصيلة
ويلحون في المقابل على إيجاد جو من الاختلاط والتبذل ومحاكاة المجتمعات الأجنبية الهابطة سلوكاً ، بحجة رخيصة شيطانية هي مجاراة العصر والتمدن
وهؤلاء العلمانيون لا زالوا في مجتمعنا قلة ولله الحمد ، رغم هدمهم الضار في صروح الأخلاق والاستقامة ، وإصرارهم على تضليل النشء والمجتمع
إن هذا التغير الرهيب والمخيف في عادات المجتمع ومخالفة تقاليده
إنما مرده الحقيقي هوا للتقليد الأعمى للمجتمعات الغربية ، مع الاختلاف
بيننا وبينهم في كل أمور الحياة ، وللأسف إنا أخذنا منهم السيئ وتركنا الصالح
ولهذا لا غرابة إن أصبح مجتمعنا يطلق عليه العالم الثالث ، فلا نحن تمسكنا بعاداتنا الأصيلة ولا نحن واكبنا التطور والتقدم الذي تشهده بلاد العالم .
ولا ننسى دور التربية الصالحة والقدوة الحسنة .
مشى الطاووس يوماً باختيال ******* فقلد شكل مشيته بنوه
فقال : علام تختالون قالوا ****** بدأت به ونحن مقلدوه
فخالف سيرك المعوج واعدل ****** فإنا إن عدلت معدلوه
أما تدري أبانا كل فرع ****** يجاري بالخطى من أدبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا ****** على ما كان عوده أبوه
تحياتي لكم