السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن سألتني كيف ذلك ؟ قلت لك أني لم أقل ذلك, لكن ستجد جوابا في الأسفل:
الشيعةالزيدية من الزيدية إلى الجارودية ثم إلى الحوثية ثم إلى الإثنا عشرية الصفوية
"رحم الله عامر بن شراحيل الشعبي عندما قال:ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبير"
بسم الله الرحمن الرحيم
المبحث الأول :
في تعريف الشيعة وأصل التشيع : ولعل من أقدم من عرف الشيعة من أصحاب المقالات والفرق (من غير الشيعة) الإمام الأشعري، حيث قال:
"إنما قيل لهم: الشيعة، لأنهم شايعوا علياً - رضوان الله عليه - ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"[1]
والتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده، ولهذا كان في الصدر الأول لا يسمى شيعياً إلا من قدّم علياً على عثمان، ولذلك قيل: شيعي وعثماني، فالشيعي من قدم علياً على عثمان، والعثماني: من قدّم عثمان على علي[2]
ومن أدق التعاريف للشيعة تعريف ابن حزم رحمه الله :حيث يقول: ومن وافق الشيعة في أن علياً - رضي الله عنه - أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي، وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعياً[3]
ومن اجمع التعاريف ما جاء عن الشهرستاني حيث يقول: "الشيعة هم الذين شايعوا علياً- رضي الله عنه - على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية، إما جلياً، وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله. ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر. والقول بالتولي والتبري قولاً وفعلاً وعقداً إلا في حال التقية، ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك"[4]
ويتبين من هذا التعريف أن جميع فرق الشيعة - ما عدا بعض الزيدية - يتفقون على وجوب اعتقاد الإمامة، والعصمة، والتقية.
ويرى ابن المرتضى (ت 840هـ) - وهو من أئمة الشيعة الزيدية -، أن أصل التشيع مرجعه إلى ابن سبأ، لأنه أول من أحدث القول بالنص في الإمامة.[5] .
قال أبو محمد بن حزم رحمه الله في ((الفصل)): ذكر شنع الشيعة:
قال أبو محمد: أهل الشنع من هذه الفرقة ثلاث طوائف: أولها الجارودية من الزيدية، ثم الإمامية من الرافضة، ثم الغالية.[6]
وأما في تفصيل مقالات الروافض وبيان فضائحهم نذكر عن الإسفراييني قوله:أعلم أن الروافض يجمعهم ثلاث فرق الزيدية والإمامية والكيسانية .[7]
لكن لانستطيع أن نعمم على كل الزيدية بالرفض خاصة من لم يطعنو في الصحابة منهم.
المبحث: الثاني في تعريف الزيدية: نشرع هنا في تعريف الزيدية فمن اشمل ما وقفت عليه في تعريفهم ما انقله هنا عن أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد لمؤلفه ناصر بن عبد الله بن علي القفاري حيث يقول:
الزيدية: وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (الملل والنحل: 1/154، مقدمة البحر الزخار: ص40)، وسموا بالزيدية نسبة إليه (يحيى بن حمزة/ الرسالة الوازعة ص 28، السمعاني/ الأنساب: 6/340)، وقد افترقوا عن الإمامية حينما سئل زيد عن أبي بكر وعمر فترضى عنهما فرفضه قوم فسموا رافضة.. وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيدية لاتباعهم له وذلك في آخر خلافة هشام بن عبد الملك سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين (منهاج السنة: 1/21، الرسالة الوازعة: ص 87-88) والزيدية يوافقون المعتزلة في العقائد (انظر: المقبلي/ العلم الشامخ: ص 319، الملل والنحل: 1/162، الرازي/ المحصل: ص 247). والزيدية فرق: منهم من لم يحمل من الانتساب إلى زيد إلا الاسم فهم روافض في الحقيقة يقولون: إن الأمة ضلت وكفرت بصرفها الأمر إلى غير علي، وهؤلاء الجارودية أتباع أبي الجارود، ومنهم من يقترب من أهل السنة كثيراً وهم أصحاب الحسن بن صالح بن حي الفقيه القائلون بأن الإمامة في ولد علي - رضي الله عنه -، ويقول ابن حزم: "إن الثابت عن الحسن بن صالح هو أن الإمامة في جميع قريش، ويتولون جميع الصحابة إلا أنهم يفضلون علياً على جميعهم". (انظر: ابن حزم/ الفصل: 2/266، وانظر في اعتدال الزيدية الحقة في مسألة الصحابة: ابن الوزير/ الروض الباسم ص 49-50، المقبلي/ العلم الشامخ: ص 326)[8].
المبحث الثالث فرق الزيدية وبعض عقائدها:
وفي فرق الزيدية الذين نحن بصددهم وبعض عقائدهم ومقولاتهم بعض ما أورده الاسفراييني أيضا فيهم حيث يقول:فأما الزيدية منهم فثلاث فرق الجارودية والسليمانية والأبترية .
الجارودية: فأما الجارودية فهم أتباع أبي الجارود[9] وكان مذهبه أن النبي نص على إمامه علي بالصفة لا بالاسم وكان من مذهبه أن الصحابة كفروا كلهم بتركهم بيعة علي ومخالفتهم النص الوارد عليه وكان يقول إن الإمام بعده الحسن بن علي ثم بعده الحسين بن علي ويكون بعدهما الإمامة شورى في أولادهما فمن خرج من أولا دهما شاهرا سيفه داعيا إلى دينه وكان عالما ورعا فهو الإمام .
وزعم قوم من الجارودية أن الإمام المنتظر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويقولون أنه لم يمت ولم يقتل
وزعم قوم منهم أن المنتظر محمد بن القاسم صاحب الطالقان وأنه لم يمت ولم يقتل .
وزعم قوم منهم أن المنتظر يحيى بن عمر الذي قتل بالكوفة وهم لا يصدقون بقتله.
السليمانية :
وأما السليمانية فهم أتباع سليمان بن جرير الزيدي وكان يقول إن الإمامة شورى ومتى ما عقدها اثنان من أخيار الأمة لمن يصلح لها فهو إمام في الحقيقة وكان يقر بإمامة أبي بكر وعمر ويجوز إمامة المفضول وكان يقول إن الصحابة تركوا الأصلح بتركهم بيعة علي فإنه كان أولى بها وكان إعراضهم عنه خطأ لا يوجب كفرا ولا فسقا وهؤلاء كانوا يكفرون عثمان بسبب ما أخذ عليه من الأحداث وكفرهم أهل السنة والجماعة بتكفيرهم عثمان وربما يدعى هؤلاء جريرية .
ج الأبترية[10]
فأما الأبترية منهم فهم أتباع الحسن بن صالح بن حي[11] وكثير النواء الملقب بالأبتر وقول هؤلاء كقول السليمانية غير أنهم يتوقفون في عثمان ولا يقولون فيه خيرا ولا شرا وقد أخرج مسلم بن الحجاج حديث الحسن بن صالح بن حي في المسند الصحيح لما أنه لم يعرف منه هذه الخصال فأجراه على ظاهر الحال وأعلم أن السليمانية والأبترية يكفرون الجارودية منهم لتكفيرهم أبا بكر وعمر ومن تابعهما من الصحابة وجميع فرق الزيدية يجمعهم القول بتخليد أهل الكبائر في النار ووافقوا القدرية في هذا المعنى ووافقوا الخوارج أيضا في أن فساق الملة كفار يخلدون في النار مع الكفار ويقنطون من رحمة الله ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وهؤلاء الفرق الثلاثة إنما يسمون زيدية لقولهم بإمامة زيد بن علي ابن الحسين بن علي في وقته وإمامه ابنه يحيى بن زيد في وقته وكان أمر زيد هذا أنه بايعه خمسة آلاف من أهل الكوفة فأخذ يقاتل بهم يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام بن عبد الملك فلما اشتد بهم القتال قال الذين بايعوه له ما تقول في أبي بكر وعمر فقال زيد: أثنى عليهما جدي علي وقال فيهما حسنا وإنما خروجي على بني أمية فإنهم قاتلوا جدي عليا وقتلوا جدي حسينا فخرجوا عليه ورفضوه فسموا رافضة بذلك السبب وهجروه كلهم ولم يبق منهم إلا نضر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة مع مقدار مائتي رجل فأتى القتل على جميعهم وقتل زيد ودفن فأخرج بعده من القبر وأحرق وهرب ابنه يحيى ابن زيد إلى خراسان وصار إلى ناحية جوزجان وخرج على نصر بن سيار والي خراسان فبعث نصر بن سيار إليه سلم بن أحوز المازني في ثلاثة آلاف من المقاتلة فاستشهد يحيى بن زيد في ذلك القتال ومشهده بجوزجان[12]
وذكر أبي الحسين محمد الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أن الزيدية أصحاب زيد بن علي رضي الله عنهما هم أربع فرق :
فالأولى من الزيدية أعظمهم قولا وهم الذين يكفرون الصدر الأول وسائر من ينشؤا أبدا إذا خالفهم ويرون السيف والسبى واستهلاك الأموال وقتل الأطفال واستحلال الفروج وليس في الإمامية أكثر ضررا منهم في الناس إنما هو بقدر ما يخرج الواحد منهم يضع السيف والحريق والنهب والسبى ولا يقصدون ولا يرعون وكان منهم علي بن محمد صاحب البصرة سبي العلويات والهاشميات والعربيات وباعهن مكشفات الرؤوس بدرهم ودرهمين وأفرشهن الزنوج والعلوج واستباح دماء المسلمين وأموالهم واهراق الدماء وقتل الأطفال وأحرق المصاحف والمساجد تأول أنهم مشركون وكان يقول لا يلدوا إلا فاجرا كفارا وكان يستحل كل ما حرم الله .
والفرقة الثانية من الزيدية يكفرون السلف ويتبرؤن ويتولون ولا يرون السيف ولا السبي ولا استحلال الفروج ولا الأموال .
والفرقة الثالثة من الزيدية يقولون إن الأمة ولت أبا بكر رضي الله عنه اجتهادا لا عنادا وقصدوا فأخطأوا في الاجتهاد وولوا مفضولا على فاضل فلا شيء عليهم وإنما أخطأوا في ذلك ولم يتعمدوا فقالوا بالنص ولم يتبرؤا ولم يكفروا أحدا وتولوا وهم أصحاب سمت يظهرون زهدا وعبادة وخيرا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقولون بالعدل والتوحيد والوعيد-وهذه من أصول المعتزلة الخمسة-.
والفرقة الرابعة: من الزيدية هم معتزلة بغداد يقولون بقول الجعفرية جعفر ابن مبشر الثقفي وجعفر بن حرب الهمداني ومحمد بن عبد الله الإسكافي وهؤلاء أئمة معتزلة بغداد وهم زيدية يقولون بإمامة المفضول على الفاضل ويقولون إن عليا عليه السلام أفضل الناس بعد رسول الله لا يسبقه بالفضل أحد من الأمة وزعموا أن إمامة المفضول على الفاضل جائز لما ولى النبي عمرو بن العاص على فضلاء المهاجرين والأنصار في غزوة ذات السلاسل وقالوا لو أن رجلا عالما قارئا وآخر دونه في العلم والقراءة قدم فصلى المفضول بهم وصلى الفاضل خلفه جاز ذلك بعد أن يكون هذا الدون يعلم معالم الصلاة والقراءة قالوا فكذلك يبايع المفضول على الفاضل إذا علم أنه يقوم بالإمامة ويؤدي حقها ويعلم علمها قالوا فكذلك فعل أصحاب رسول الله رأوا أبا بكر وإن كان علي أفضل منه يصلح لهم فولوه ورضي بهم علي وتابعهم وأخذ العطاء منهم وضرب بين أيديهم بالسوط وصلى خلفهم وتزوج من سبيهم أم محمد بن الحنفية فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة وسعد وسعيد وعبد الرحمن ابن عوف وأبو عبيدة وأزواج النبي كلهم في الجنة لا شك فيهم وإن عليا أفضلهم ويتولونهم وجميع الصحابة إلا أن هؤلاء الذين شهدوا لهم بالجنة لقول النبي عشرة في الجنة وقوله عليه السلام أزواجي في الدنيا أزواجي في الآخرة ويتبرؤون من أبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة والوليد بن عقبة وطوائف زعموا أنهم مالئوا على عداوة علي مع معاوية رضي الله عنهم وركنوا إلى الدنيا وآثروها على الآخرة ويتبرؤن ممن يتبرأ من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهؤلاء العشرة الذين بشروا بالجنة ويقولون من تبرأ منهم فهو فاسق عاص ويقولون على أفضل الأمة بعد رسول الله ويعتدون بشهادته ويأخذون بقوله في العدل والتوحيد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بإحباط الأعمال والقول بالفرض ويقتدون به في قتال أهل الصلاة ويقولون هو إمامنا ومعلمنا وحجة الله علينا بعد رسوله الله وهؤلاء هم الشيعة الخلص عندهم.[13]
وذكر عنهم صاحب مقالات الإسلاميين: إن الزيدية في نشأتها الأولى أيام الإمام زيد وما بعده بقليل كانت على مذهب إمامها وهو تولي عامة الصحابة - رضي الله عنهم - وعدم الطعن في واحد منهم, ثم تغير الحال شيئاً فشيئاً وظهر الطعن في الصحابة - رضي الله عنهم - وتكفيرهم وتكفير من تولاهم.
وقال أيضا الزيدية ست فرق :
فمنهم الجارودية أصحاب أبى الجارود وإنما سموا جارودية لأنهم قالوا بقول أبى الجارود يزعمون أن النبي نص على علي بن أبى طالب بالوصف لا بالتسمية فكان هو الإمام من بعده وان الناس ضلوا وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد الرسول ثم الحسن من بعد علي هو الإمام ثم الحسين هو الإمام من بعد الحسن .
وافترقت الجارودية فرقتين فرقة زعمت أن عليا نص على إمامة الحسن وان الحسن نص على إمامة الحسين ثم هي شورى في ولد الحسن وولد الحسين فمن خرج منهم يدعو إلى سبيل ربه وكان عالما فاضلا فهو الإمام وفرقة زعمت أن النبي نص على الحسن بعد علي وعلى الحسين بعد الحسن ليقوم واحد بعد واحد.
وافترقت الجارودية في نوع آخر ثالث فرق فزعمت فرقة أن محمد بن عبد الله بن الحسن لم يمت وانه يخرج ويغلب وفرقة أخرى زعمت أن محمد بن القاسم صاحب الطالقان حي لم يمت وانه يخرج ويغلب وفرقة قالت مثل ذلك في يحيى بن عمر صاحب الكوفة والفرقة الثانية من الزيدية السليمانية أصحاب سليمان بن جرير الزيدي يزعمون أن الإمامة شورى وأنها تصلح بعقد رجلين من خيار المسلمين وأنها قد تصلح في المفضول وان كان الفاضل أفضل في كل حال ويثبتون إمامة الشيخين أبى بكر وعمر رضي الله عنهما.
وحكى زرقان عن سليمان بن جرير انه كان يزعم أن بيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خطأ لا يستحقان عليها اسم الفسق وان الأمة قد تركت الأصلح في بيعتهم إياهما وكان سليمان بن جرير يقدم علي على عثمان ويكفره عند الأحداث التي نقمت عليه ويزعم انه قد ثبت عنده أن علي بن أبى طالب لا يضل ولا تقوم عليه شهادة عادلة بضلالة ولا يوجب علم هذه النكتة على العامة إذ كان إنما تجب هذه النكتة من طريق الروايات الصحيحة عنده .
والفرقة الثالثة من الزيدية البترية أصحاب الحسن بن صالح وأصحاب كثير النواء وإنما سموا بترية لان كثيرا كان يلقب الأبتر يزعمون أن علياً أفضل الناس بعد رسول الله وأولاهم بالإمامة وان بيعة أبى بكر وعمر ليست بخطأ لان عليا ترك ذلك لهما ويقفون في عثمان وفى قتلته ولا يقدمون علياً عليه وينكرون رجعة الأموات إلى الدنيا ولا يرون لعلي إمامة إلا حين بويع وقد حكي أن الحسن بن صالح بن حي كان يتبرأ من عثمان رضوان الله عليه بعد الأحداث التي نقمت عليه .
والفرقة الرابعة: من الزيدية النعيمية أصحاب نعيم بن اليمان يزعمون أن علياً كان مستحقا للإمامة وانه أفضل الناس بعد رسول الله وان الأمة ليست بمخطئة خطأ إثم في أن ولت أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما ولكنها مخطئة خطأ بينا في ترك الأفضل وتبرءوا من عثمان ومن محارب علي وشهدوا عليه بالكفر .
والفرقة الخامسة: من الزيدية يتبرءون من أبى بكر وعمر ولا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة .
والفرقة السادسة من الزيدية: يتولون ابا بكر وعمر ولا يتبرءون ممن برىء منهما وينكرون رجعة الأموات ويتبرءون ممن دان بها وهم اليعقوبية أصحاب رجل يدعى يعقوب[14]
المبحث الرابع موقف فرق الزيدية من الصحابة عند أوائلهم وأواخرهم:
ونذكر في ذلك نقلا عن صاحب كتاب الصحابة ومكانتهم عند المسلمين عن تطور الزيدية وموقفهم من الصحابة بعضا من أمرهم :
حيث يقول إن الزيدية في نشأتها الأولى أيام الإمام زيد وما بعده بقليل كانت على مذهب إمامها وهو تولي عامة الصحابة - رضي الله عنهم - وعدم الطعن في واحد منهم, ثم تغير الحال شيئاً فشيئاً وظهر الطعن في الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم وتكفير من تولاهم.
ويقول قال الشهرستاني: (ومال أكثر الزيدية بعد ذلك إلى القول بإمامة المفضول , وطعنوا في الصحابة طعن الإمامية).
ثم يعرج على موقفهم من الصحابة بقوله: واليك موقف أهم فرقهم من الصحابة رضي الله عنهم :
1-مكانة الصحابة - رضي الله عنهم - عند الجارودية:
وهم أتباع أبي الجارود زياد بن أبي زياد , زعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عين علياً بالوصف دون الشخص وهم يرون أن الصحابة رضي الله عنهم كفروا لأنهم بايعوا أبا بكر دون علي رضي الله عنهما.
2-مكانتهم عند السليمانية:
وهم أتباع سليمان بن جرير, وهم اقل انحرافاً عن آراء الإمام زيد من الجارودية وكان سليمان هذا يقول بصحة خلافة أبي بكر وعمر وان ينزه لسانه عن الطعن بهما, غير أنه كان ينال من عثمان - رضي الله عنه - حتى أنه كفّره وكفّر معه عائشة والزبير وطلحة لأنهم قاتلوا علياً , وخطّأ الصحابة رضي الله عنهم عموماً لمبايعتهم أبا بكر دون علي, لكن من غير أن يفسقهم أو يكفرهم, ثم إنهم مع موافقتهم للرافضة في طعنهم ببعض الصحابة رضي الله عنهم نراهم يطعنون في الرافضة من ناحيتين: أولاهما القول بالبداء وثانيهما القول بالتقية لأنهم - أي الإمامية- باعتمادهم على هذين المبدأين لا يتبين صدقهم من كذبهم.
3-مكانتهم عند البترية أو الصالحية:-
وهم أصحاب كثير النووي الملقب بالأبتر, وأصحاب الحسن بن صالح بن حي وهم أكثر اعتدالاً من السليمانية فلم يحكموا بكفر عثمان - رضي الله عنه - كما أنهم لم يحكموا بإيمانه لأنهم قالوا إذا نظرنا في حاله قبل الخلافة حتمنا بإيمانه وبأنه من أهل الجنة, وإذا نظرنا في حاله بعد الخلافة رأيناه تقدم على أفعال غير صالحة حيث ولى الظالمين من بني أمية, فتحيرنا في أمره, ووكلنا أمره إلى أحكم الحاكمين.
4-مكانتهم عند النعيمية: وهم أصحاب نعيم بن اليمان(1), وهم يزعمون أن علياً مستحق للإمامة وأنه أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن الأمة أخطأت حيث تجاوزته, لكنه ليس خطأ أثم, وإنما هو من باب ترك الأولى.
وهم يتبرؤون من عثمان - رضي الله عنه - ومن كل الذين حاربوا علياً وشهدوا عليهم بالكفر والعياذ بالله.
5-مكانتهم عند الفرقة الخامسة من فرق الزيدية
وهذه الفرقة لم يسمها لنا أبو الحسن الأشعري, ولا غيره ممن تكلموا في الزيدية وفرقها وهي تتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لتقدمهما على علي - رضي الله عنه - في الخلافة و لا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة.
6-مكانتهم عند اليعقوبية:
وهم أتباع رجل يسمى يعقوب(لم يصرح ابو الحسن باسم ابيه اوجده) وهم يتولون أبا بكر وعمر غير إنهم لا يتبرؤون ممن يتبرأ منهما, وهم ينكرون رجعة الأموات ويتبرؤون ممن يدين بها.
ثم يقول بعد ذكر موقفهم من الصحابة ومن الجدير بالذكر أن الخط العام للزيدية في القرون الأخيرة قد اقترب كثيراً من الزيدية الأولى أيام زيد بن علي فلم يعودوا ينتقصون أحداً من الصحابة- رضي الله عنهم - وغاية ما في الأمر أنهم يرون أن علياً - رضي الله عنه - أفضل من بقية الصحابة- رضي الله عنهم - ,وأن الصحابة- رضي الله عنهم - تركوا الأولى حينما لم يبايعوه على الخلافة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعايشوا مع المسلمين وشاركوا في بناء الحضارة الإسلامية وأتحفوا المكتبة الإسلامية بتراث عظيم من العلوم التي خطتها أيادي جهابذة من علمائهم, كالإمام يحيى بن حمزة والصنعاني والشوكاني وغيرهم.
المبحث الخامس من الزيدية إلى الجارودية ثم الى الحوثية ثم إلى الإثنا عشرية الصفوية :
هكذا هم الشيعة والرافضة فغالب حالهم تمزق وتشرذم وغالب ذلك على من يدعون أنهم أئمتهم فغالب انقساماتهم على من يولونه الإمامة أو ينصبونه لها مما يؤكد لمن نظر في أحوالهم وانقساماتهم أن عمدتهم في شأن الإمامة والولاية وحصرها في أبناء الحسين أو الحسن والحسين رضي الله عنهما قاعدة باطلة والله لا يصلح عمل المبطلين لكن انى لهم ان يفقهون وسنذكر هنا شيئا مما يبين ويفضح الحوثية نقلا عن كتاب ماذا تعرف عن حزب الله حين ذكر مايتعلق بهم:
حيث يذكر عن حزب الله اليمني الذي ينطوي تحته الحوثيين بقوله:
كان هناك فرعٌ لهذا الحزب بهذا الاسم، ونظراً لما ارتكبه حزب الله اللبناني وفروع هذا الحزب من جرائم واغتيالات، ورفض الشعب اليمني المسلم لمثل هذا الحزب وعقائده وأجندته الهادفة للاختراق الشيعي الاثني عشري للمجتمع، تمّ إبعاد هذا الاسم، واستبداله باسم آخر، ألا وهو (الشباب المؤمن) وذلك في التسعينات الميلادية، وتمّ تجنيد عدد من الزيدية الذين تحوّلوا إلى (شيعة اثني عشرية) أو بقوا على مذهبهم الزيدي ولكن غُرّر بهم، ليكونوا أداةً وذراعاً للنفوذ الإيراني الإثني عشري في اليمن.
وعلى رأس هذا الهرم (حسين بدر الدين الحوثي) وأبوه (بدر الدين( الحوثي)، إذ إنّهم في الأصل من فِرقة: الجارودية وقد انتقل الحوثي من الزيدية الجارودية إلى الجعفرية الإثني عشرية مبكراً، وأكّد ذلك بذهابه إلى إيران والنهل من معينها الصفوي وبعض من وقعوا تحت تأثير حملته، يؤرخون العام 1997 م كعامٍ للانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية الاثني عشرية, ولذلك قام علماء الزيدية في اليمن بالبراءة من الحوثي وحركته، في بيانٍ أسموه: بيان من علماء الزيدية، وردّوا عليه دعاويه، وحذّروا من ضلالاته التي لا تمتّ لأهل البيت والمذهب الزيدي بصلة.
ويرى الشيعة الإثنا عشرية أن للمهدي ثورات تمهيدية تكون سابقة لخروج المهدي المنتظر عندهم، ويؤكّد الباحث الشيعي الإيراني: علي الكوراني أن قائد هذه الثورة من ذرّية زيد بن علي، وأنّ الروايات تذكر أن اسمه (حسن أو حسين)، ويخرج من اليمن من قرية يُقال لها: كرعة، وهي كما يقول الكوراني قرب صعدة.
وفي هذا تلميح لثورة الحوثي ونصرتها بزعم تمهيدها لثورة إمامهم المهدي!
وتدور أفكار الحوثي وأطروحاته على الدعوة إلى الإمامة والترويج لفكرة الوصية والخروج على الحكّام، والبراءة من الصحابة عموماً، ومن الخلفاء الراشدين خصوصاً لأنهم أصل البلاء - كما يزعم! - ويدعو إلى نبذ علوم الشريعة لأنها مأخوذة من علماء أهل السنة.
ولذلك فقد قال بدر الدين الحوثي: (أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله).
بل وقام بدر الدين الحوثي بإعلان وجوب قبض الخُمس وإعطائه له، ومعلومٌ أن هذه الشعيرة إحدى مفردات المذهب الشيعي الإثني عشري.
كما جلب له من الخارج (التربة الكربلائية) وصار يسجد عليها إمعاناً في الاتباع التام للعقائد الاثني عشرية.
وقد كان هؤلاء - الحوثي وأبناؤه - ينضوون تحت (حزب الحق) وهو حزب سياسي زيدي، ولكن بعد ذلك، انفصل الحوثي عن هذا الحزب وأسّس تنظيم (الشباب المؤمن) وهو الذي كان يقوم بأحداث التمرّد والفتنة في منطقة صعدة شمال اليمن.
وتقوم إيران بدعم هذا الحوثي مالياً وفكرياً وعسكرياً، وذلك نظير تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن.
وقد سبق أن قام الحوثي بالذهاب إلى لبنان لزيارة حزب الله، كما ذهب إلى إيران في التسعينات وأقام فيها حتى عاد إلى اليمن عقب وساطات عام 1997 وبلغ الدعم الإيراني عن طريق السفارة الإيرانية في صنعاء لحركة الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن - في إحدى التقارير - إلى 42 مليون ريال يمني، مفرَّقةً بين دعم مباشر لتنظيم الحوثي، ودعم غير مباشر للمراكز التابعة للحوثي في صعدة.
وهذا الدعم غير الدعم الآخر الذي يأتيه من مؤسّسات شيعية، مثل مؤسسة أنصارين في قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسة الثقلين في الكويت، ومؤسسات تابعة لحزب الله في لبنان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الشيعية. وقد أفاد مصدر مقرّب من الحكومة اليمنية بأن هناك شيعة سعوديين قاموا بدعم مالي للحوثي قبل وأثناء الأزمة.
ولذلك يتساءل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن مصدر هذا الدعم المالي الكبير للحوثي - في خطاب تلميحي إلى الدور الشيعي والإيراني في الدعم-، لأن مثل هذا الدعم والقوة المالية والعتاد العسكري لا يمكن أن يكون مصدره في اليمن.
أما بالنسبة للدعم العسكري، فقد كان يحضر أفراد من شيعة العراق ومن الحرس الثوري الإيراني للتدريب والإشراف على المناورات القتالية.
وقد ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» في أحد أعدادها أن عدداً من أتباع الحوثي الذين استسلموا أثناء المواجهات أكّدوا قيامهم بالتدرب في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر في العراق.
وقد قامت المحكمة اليمنية بإصدار حكم الإعدام على الجاسوس يحيى حسين الديلمي وذلك على إثر إدانته بتهمة التخابر مع إيران والتواصل بين إيران وتنظيم الحوثي-الا أنه خفف الحكم لاحقا- وفي هذا دليل على مدى التغلغل الإيراني الشيعي في اليمن، وهذا يعدُّ إعلاناً رسمياً من اليمن بالتدخل الإيراني في دعم الحوثي وفي تصعيد أحداث صعدة. وبدأ يُظهر الحوثي ولاءه لحزب الله اللبناني، وذلك بالثناء عليه، واعتباره المثل الأسنى، ووصل الأمر به إلى أن يرفع أعلام حزب الله اللبناني على بعض المراكز التابعة له، ورفعها أيضاً في المظاهرات.
وبسبب هذه العمالة للنظام الشيعي الإيراني، قامت الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم، بإصدار بيانين يتضمّنان الوقوف في صف حركة الحوثي والدفاع عنه، ويعترضون على أعمال الحكومة اليمنية التي تقوم بوقف هذا التمرد والتصدّي له، ويُطالبون بوجوب حرية حركة الشيعة الإثني عشرية في اليمن، وهذا يدل على التعاون الوثيق بين الحوزة العلمية والحركة الحوثية، خصوصاً وأنّنا لم نجد منهم بياناً في التصدّي لحملات التطهير العرقي والطائفي للسنة العرب في العراق، ولم نجد منهم بياناً حازماً في إيقاف حمّامات الدم التي يقوم بها جيش المهدي وفيلق بدر ضد أهل السنة في العراق[15].
ونحن الان في التمخض الحالي لهئولاء المفسدين المارقين عن الدين على يد كل من عبد الملك ويحي بدر الدين الحوثي جعلهم الله عما قريب من الهالكين وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين .
وتم الفراغ منه ليلة الاثنين:
13من شهر ذي الحجة
لعام 1430للهجرة
على صاحبها
أفضل الصلاة
وأتم التسليم.
جمعه وأعده راجي عفو ربه
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
ومن أتبع دعوته بالتأمين.
[1]مقالات الإسلاميين: 1/65.
[2]انظر: ابن المرتضى المنية والأمل ص: 81.
[3] الفصل: 2/107.
[4]الملل والنحل: 6/146..
[5]تاج العروس لابن المرتضى ص5- 6.
[6]ج4 ص179.
[7]التبصير في الدين(ج1ص27.
[8]أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد ص-100.
[9]هو ابو الجارود زياد بن المنذر توفي بعد سنة (150 هـ) اليه تنسب الجارودية, وكان من غلاة الشيعة, له كتب منها" التفسير" رواية عن محمد الباقر وكان يزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على علي - رضي الله عنه - بالوصف لا بالتسمية (اعلام: 3/39).
[10]يرى أبو حاتم الرازي صاحب كتاب الزينة أنهم سموا بالبترية لقول زيد لهم حين بلغه قول الحسن بن صالح بن حي في الفاضل والمفضول: بترتم أعمالنا بتر الله أعمالكم (الزينة: 302).
[11]هو الحسن بن صالح بن حي الهمداني (100-168)هـ كان فقيهاً مجتهداً متكلماً, أصله من همدان, وتوفي مختفياً بالكوفة , له كتب منها: التوحيد , والجامع وهو من رجال الحديث الثقات( الأعلام:2/208).
[12] التبصير في الدين(ج1ص27-28)
[13]التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ج1ص33-35.
[14](مقالات الإسلاميين –ج1ص66-69)
[15]ماذا تعرف عن حزب الله لعلي صادق ص 38-43 .