عندما نفقد الاستشعار؟!
كثيرة هي الدروس والعبر التي تستوقف المار بها في الحياة فقد يقف ويعتبر ولكنه في أحيان كثيرة يمضي ولا يكترث أو يرتدع إنها الحياة بأمر الله تقلب المرء من تجربة إلى نتيجة .. ومن سعي إلى نجاح أو فشل والبصير من رزقه الله حياة البصيرة ولو كان أعمى البصر فتجده ساكن القلب مطمئن النفس راسخ العقيدة ثابت الإيمان .. يستوقفه تسارع الأيام وتلاحق الأحداث فيتمهل عند عجائبها ويقف عند دقائقها ليعتبر بكل نظرة ويدكر بكل عبرة فيرى لله في كل شيء حكمة
ولكن الواقع يشهد أن الكثير منا بعيد عن هذه النظرة المثالية .جاف الطبع مع نفسه وقلبه لاهثا وراء الحياة يقودها وهي تجره مرهق الفكر والبدن متشعب الأعمال متشتت الأفكار لا يرتاح إلا في أوقات محدودة وحتى لو أرتاح جسده فقلبه وعقله في كبد وكمد
أي أخوتي :
أن تكون مشاغل الحياة وأعبائها محور الاهتمام .. أمر قريب معقول ..لكن أن تكون هي الحياة ؟! هذا هو الإفلاس بعينه 0
ولو أن الإنسان سعى لإنجاز كل أعماله ورعاية كافة مسؤولياته لفني عمره ثم وسد قبره وهو لم ينتهي بعد ...
إن الوقوف مع القلب وترويح النفس وإمتاع النظر واستلهام العبر أمر حتمي يقوم حياة الأرواح ويزيح عن الحياة ذلك الروتين المتراكم جراء المتاعب والأعمال 0
وليس هذا النظر والتأمل حين تقع الكوارث أو تستحكم الملمات فحسب .. بل الأمر أوسع وأقرب .فيشمل دقيق الحياة وجليلها 0
ويعني أن تفتح صفحة في ضميرك لترى عجيب الصنائع الإلهية في بدنك ومن حولك ..
نعم عندما نفقد الاستشعار تكون الحياة أشبة بسفر بلا زاد .. الاستشعار هو الذي يوقد في القلب شعلة الإيمان ويحيي في النفس حقائق التوحيد والإستسلام ويجدد للروح طعم الحياة
الاستشعار أن تقف متأملا في كل شؤون الحياة منذ أن تستيقظ صباحا إلى أن تهجع مساءاً إلى فراشك 0