سألها قائلاً :
الحزن يقتل 0 وأراك حزينة ، ولا أراك مقتولة !

قالت :
الحزن يقتل عندما تكون النفس خواء

أما النفس المشبعة بعبق الهوى فلا تقتلها الأحزان

قال :
كيف تتشبع النفس بالهوى وهو يتقلب مثل الزمان

قالت :
لا أفهـــــم

قال :
نفس الإنسان هي منبت الهوى

والإنسان يرتبط بالزمان، فيتغير بتغيره

قالت :
هناك هوى ينبع من النفس ، والنفس تواقــة

وهناك هوى ينبت في الروح فيثمر عبقاً لا يموت

ومهما تقلبت الدروب أو تباعدت ، يبقى ذلك العبق بمثابة القبس الروحي

المشتعل دائماً

الذي يحافظ على الهوى في داخل هذا الإنسان

ويحميه به من وقع الأحزان

قال :
لا أفهم

قالت :
الأحزان قد تقتل الإنسان

ولكنك نسيت قدرة الإنسان على الصمود0 إن الهوى عندما يتأصل

في الروح فإنه يغذيها بقدرة فائقة على الصمود

الصمود ضد الزمن وضد النفس التواقة للرحيل خلف الزمن

قال :
أرى الحزن وقد تحول فيك إلى انتصار

هل هو انتصار الإنسان أم الزمن !؟

قالت :
إنه انتصار صمود الروح ضد أفراح الزمن !


وانتهى حــــــــــوار العقل ليبدأ حـــــــــوار القلب والروح قُبيل الرحيل تأملها
طويلاً
قال لها :

أتحبيننــــــــــي ؟

قالت :
كل الحب

قال :
الحب لا يكفي 0 أودك أن تتعودي علي ، أودك أن تدمني حــــبي !

قالت :
إن التعود على الحب هو بداية الملل والسأم
هو بداية الإفلاس واللا إحساس

أما الإدمان فهو النهاية إنه الدمار

قال لها :
وداعــــــــــــــاً

قالت : اذهب ترعاك عناية اللـــــه

قال : أراك تحتفلين بالوداع !

قالت : احتفل مع الألم

قال : لا أستشعر الألم في نبرة صوتك بقدر ما أسمع رنة الفرح

قالت : إن الألم يصهر كل ما بداخلي

خــدّره إلا من الإحساس بالفرح لأننا

استطعنا أن نفترق إنسانيين كما كنا زمن الالتقاء

كيف لا أفرح وأنا
لا أكرهك ولا أحقد عليك في هذه اللحظة بالذات !؟

قال : مازلتِ تتمتمين

تنشدين أناشيد " اللا معقول" ومازلت أنا كما أنا لا أفهمك0

وداعــــــــــــــــــاً





د / فاتنــة أمين شاكـــــر