أصل النوع وتطوّره
يفترض العلماء أن فصيلة الدبيات إنشقت عن باقي فصائل اللواحم منذ حوالي 38 مليون سنة، ومنذ قرابة 4.2 مليون سنة برزت تحت فصيلة الدببة الحقيقية (باللاتينية: Ursinae). إنفصل الدب القطبي عن الدب البني (Ursus arctos) منذ حوالي 200,000 سنة كما يظهر من سجلات المستحثات ودراسات الحمض النووي. يبلغ عمر أقدم أحفور معروف لدب قطبي أقل من 100,000 عام، وتظهر المستحثات أنه منذ ما بين عشرة إلى عشرين ألف سنة مضت، تغيّر شكل أضراس الدببة القطبية بشكل واضح عن أضراس الدببة البنية. يُعتقد أن الدببة القطبية تحدرت من مجموعة من الدببة البنية إنعزلت عن غيرها من المجموعات خلال فترة من الفترات الجليديّة العظمى خلال العصر الحديث الأقرب...
ظهرت الدراسات الوراثيّة مؤخرا أن بعض الفروع الحيوية للدب البني تعتبر أقرب إلى الدب القطبي منها إلى دببة بنية أخرى،مما يعني أن الدب القطبي ليس نوعا حقيقا وفقا لما يراه البعض من الشرّاح. وبالإضافة لذلك، فإن الدببة القطبية قادرة على التناسل مع الدببة البنية لتنتج أفراد هجينة غير عقيمة، مما يدل على أن النوعين إنفصلا منذ فترة قصيرة نسبيا عن بعضهما ولا يزالا متماثلان من الناحية الوراثية. إلا أنه وبسبب عدم مقدرة أي من النوعين على عيش نمط حياة النوع الأخر، بالإضافة لاختلاف التشكل لكل منهما، الأيض، السلوك الإجتماعي، الحمية، وغيرها من الأنماط الظاهرية، فإن كل منهما يصنّف على أنه نوع مستقل بذاته.
وفي مايو 2006 أثبتت اختبارات الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين أن دبا أبيض قتل في كندا على فروته بقع بنية هو أول دب هجين من تزاوج دببة قطبية ودببة بنية في البراري ويعتقد العلماء ان الدب القتيل كان سليل أب بني وأم قطبية وتعتبر هذه الحادثة أول تزاوج موثق بين دبين قطبي وبني بريين حيث حتى تلك اللحظة لم تكن هناك وجود للدببة الهجينة من أبوين بني وقطبي إلا في حدائق الحيوان ويعود سبب ذلك إلى أنه من النادر جدا أن يلتقي هذان النوعان ولكن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة القطبية جعل هذا اللقاء ممكنا بسبب مغامرة الدبب القطبية بالعبور إلى مناطق الدب البني و العكس لقلة مصادر الطعام. يقترح البعض إطلاق اسم الدب البنقطبي على الهجين وآخرون اقترحوا اسم نانولاك وهو اسم يجمع بين اسمي الدب القطبي والبني عند مواطني الإنويت في كندا...
صُنّفت سلالتين من الدب القطبي عندما تمّ توثيق وجوده للمرة الأولى، وهاتين السلالتين هما: السلالة البحريّة ( Ursus maritimus maritimus) التي صنفها مكتشف النوع نفسه، قسطنتين جون فيبس، عام 1774 والسلالة البحراويّة (Ursus maritimus marinus) التي صنفها عالم الحيوان الألماني بيتر سيمون بالاس عام 1776،إلا أن هذا التصنيف مرفوض اليوم ولا يؤخذ به، وبالتالي فإن الدب القطبي يعتبر حاليا أنه يشكل سلالة واحدة. إلا أنه تمّ العثور على مستحثات لسلالة منقرضة من هذه الدببة أطلق عليها اسم السلالة الطاغية (Ursus maritimus tyrannus) وهي تعتبر إحدى الدببة القطبية الأوائل التي كانت قد تحدرت لتوها من الدببة البنية، قبل أن تنقرض قبل نهاية العصر الحديث الأقرب. تظهر هذه السلالة بأنها كانت أكبر من أفراد السلالة الحية اليوم...