عندما تعتقد أنك أحسن الناس
الكل منا له من حب نفسه لنفسه نصيب ولا غرابة فهذه جبلة وخلقة فطرنا المولى عليها
ولكن الغريب عندما ينسى ذلك المخلوق الضيف نفسه ويبدأ يرى فيها نفسه فقط
ولا يرى سواها وينسى أنه مهما بلغ ومهما وصل من عظمه في نفسه يبقى إنسان ضعيف
سيحتاج يوماً من الأيام إلى من حولة حتى وإن يكن في أبسط الأمور
وعندها سيعلم أنه خسر الكثير ..
فإن رجع عما يرى فذاك خير وإن استمر فأظنه سيحتاج أكثر من ذلك
سيحتاج أن يرى أن كل من حوله بدأ ينفر منه ويكره مجالسته
سيجد أن كل من حوله لا يحترمه ولا يقدره لسبب بسيط أنه كسر المرآة وهنا جنى على نفسه بنفسه
فأنت يا من ترى في نفسك أنك أحسن الخلق
فيضيق بك الوجود ذرعاً عندما ترى غيرك قد تفوق عليك في أمر ولو كان تافه
ولا تستريح نفسك حتى ترى أن فلاناً قد خسر أو فقد ما يعز عليه
وتجد في نفسك الحنق والضيق عندما ترى فلاناً قد رزقه الله مالاً أو منصباً أوجاه
إحذر إن هذا شر في نفسك فاكبحه قبل أن يقضي عليك
إن ما في نفسك ما هو إلا الأنا والأنا هي بذرة الحسد الذي إذا تسلل للنفس بدأ بها فقضى عليها
((ولله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله ))
فاحذر من هذا الداء الفتاك والذنب الأثيم الذي يقضي على عملك الصالح وحياتك الطيبة
ويحولها إلى جحيم في الدنيا والآخرة وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم
((إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ))
فوطن نفسك على حب الخير للغير فمن أعطى أخاك اليوم قادر سبحانه وتعالى أن يعطيك غدا ولن يأخذ أحد رزق آخر مهما فعل من خير أو شر
ومهما أضمر في نفسه من حب أو بغض
واجعل نصب عينيك دائما
(( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ))
يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))))
صلى الله عليه وسلم أنه قال: وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي لاتباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا))))
ولما سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أفضل ؟ قال : ((كل مخموم القلب صدوق اللسان )) قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال صلى الله عليه وسلم
هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولاغل ولا حسد )) رواه بن ماجه
ولا كلام بعد كلام الله ورسوله صلى اله عليه وسلم متى ما وعينا ذلك
|
 |
رد مع اقتباس
