السعاده هى جنة الاحلام التى ينشدها كل إنسان فى هذا العالم فهى غايةالانسان العامى فى بساطة
تفكيره والملك فى قصره المشيد ولانحسب أحدآ يبحث عن الشقاء لنفسه أو يرضى بتعاستها
ولكن أين السعاده
هذا السؤال الذى حير الناس منذوا القديم
لقد طلبها الاكثرون فى غير موضعها فعادوا كما يعود طالب اللؤلؤ فى الصحراء صفر اليدين
مجهود البدن كسير النفس خائب الرجاء
أجل جرب الناس فى شتى العصور ألوان المتع الماديه وصنوف الشهوات الحسيه فما وجدوها
تحقق السعاده ابدآ وربما زادتهم مع كل جديد منها همآ جديدآ
هل السعاده فى كثرة الآموال؟؟؟
لقد ظن ذلك قوم فحسبوا السعاده فى الغنى وفى رخاء العيش ووفرة النعم ورفاهية الحياة لكن
البلاد التى ارتفع فيها مستوى المعيشه وتيسرت فيها لآبنائها مطالب الحياة الماديه من مأكل
ومشرب وملبس ومسكن ومركب مع كماليات كثيره لاتزال نشكوا من تعاسة الحياة وتحس بالضيق
والآنقباض وتبحث عن طريق آخر للسعاده
نستنتج من هذا أن كثرة المال أحيانا وبالآ على صاحبها فى الدنيا قبل الاخره
لذا قال الله فى شأن قوم من المنافقين فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها
فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون
والعذاب هنا هو المشقه والنصب والآلم والهم والسقم فهو عذاب دنيوى حاضر وهذا مانشاهده
بأعيننا فى كل من جعل المال والدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ومنتهى أمله فهو دائمآ معذب النفس
متعب القلب مثقل الروح لايغنيه ولا يشبعه كثير
إلا لمن جعل المال فى يده وليس فى قلبه ومن الله عليه بإخراج الزكاه وما ينفق فى سبيل الله
وفى أعمال البر خاصة ألآقربين من ذؤى الآرحام
وفى الحديث الذى رواه أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم تصوير لهذه النفسيه المعذبه
قال من كانت الآخره همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمه
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ماقدر له
وبالمناسبه أذكر قصه حقيقيه للشيخ حافظ أخبرنى بها من أثق به الشيخ حافظ الذى يقول فى الدنيا
مالى وللدنيا فليست ببغيتى شيخنا الفاضل رحمه الله سلم له شيك بمبلغ خمسون ألف ريال من المل
سعود رحمه الله اثناء زيارته لهذه المحافظه فى عام 1374هذا الشيك وجد بعد وفاة الشيخ داخل
كتاب فى مكتبته لم يقم بصرفه لآنه كان ينظر للاخره فقط
نعود لموضوعنا هل السعاده فى كثرة الاولاد؟؟؟؟؟؟؟
حقيقه أنالاولاد زهرة الحياة وزينة الدنيا ولكن كم من أولاد جروا على آبائهم الويل وجعلوا
جزاءوهم بالعقوق والكفران بدل البر والاحسان بل كم من آباء ذاقوا عنفهم على يد أولادهم
طمعآ فى ثرؤاتهم أو لوقوفهم فى سبيل شهواتهم وكم رأينا فى الحياه صورآ غريبه وسمعنا
أحاديث أغرب من عقوق لآبناء وتعاسة ألاباء وهذا ماجعل الاباء مابرحوا على مر العصور
ينظمون أشعارهم تعبر عن جحود أبنائهم
هل السعاده فى العلم التجريبى؟؟؟؟؟
إن العلم قد كشف عن كثير مما فى الحياة وأتاح لنا الآستمتاع بنعيمها إلى حد لم يكن يخطر
بخيال أحد من قبل لكن الحقيقه المعرفه لاتكفى سببآ للسعاده بل أنها كثيرآ ماتكون داعية لقلق
النفس واضطراب الخاطر فلن نهتدى الى حل شاف لمشكلات الحياة العويصه ولن ننهل من
مورد السعاده عن طريق تقدم المعلومات والمعرفه العلميه وحدها فارتقاء العلم معناه ازدياد
الارتباك واضطرادالتخبط وما لم يتم توحيد هذه العلوم كلها تحت راية حقائق الحياة اليوميه
الواضحه وإخضاعها فلن تؤدى هذه العلوم إلى تحرير العقول التى إبتدعتها وابتكرتها
بل ستقود حتمآ إلى انهيار هذه العقول وتعفنها كما ان هذا التوحيد لابد أن يأتى عن طريق
آخر غير طريق العلم وأعنى به طر يق الايمان
هل السعاده توجد داخل الانسان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مما سبق يتضح أن السعاده ليست فى وفرة المال ولا سطوة الجاه ولا كثرة الولد ولانيل المنفعه
ولافى العلم المادى السعاده شىء معنوى لايرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا
يشترى بالريال ولا بالدينار او الجنيه او الدولار او اى عمله فى العالم
السعاده شىء يشعر به الانسان بين جوانحه صفاء نفس وطمأنينة قلب انشراح صدر وراحة ضمير شىء ينبع من داخل الانسان ولا يستورد من خار جه
إذآ السعاده شجره منبتها النفس البشريه والقلب الانسانى فإن الايمان بالله وبالدار الاخره هو
ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها
لقد فجر الايمان فى قلب الانسان ينابيع للسعاده لا يمكن أن تغيض ولا أن تحقق السعاده بغيرها