من الغريب أن ترتبط الفضيلة في الوقت الراهن إرتباطاً وثيقا بالجلباب، حيث لم يصبح للفضيلة أي معنى سوى أنها تحمل في طياتها امرأة متدثرة بالسواد الحالك الذي يقيها من عبث العابثين واستهتار المتمردين، فأصبح التفسير مختلفاً من ثقافة إلى ثقافةٍ أخرى فأصبحوا نساء ( سبورت ) يلبسن الأحذية الرياضية والعباءات المطرزة ويركضن في أفنية الحدائق ويتسابقن في أحواض المسابح، متعذرين في ذلك الكبت الذي أقمعهم به الإسلام، فجاء لصالح القلة من الرجال و عتا على الأكثرية من النساء، فأصبحت الحياة جماعات عدة كُل منهم يبتلع في عرض الآخر مستنجدين بذلك التطور الذي طرأ على الغربيين وذلك بانحلالهم عن التقيّد والتدين منها إلى التقدم والتمدن.
ولما كانت المسيحية تنص في قوانينها على تحريم الزواج من أكثر من زيجة كان للعنصر الإسلامي من النساء لفتة واضحة في عدل الديانة المسيحية عن غيرها، وتجاهلوا أن المسيحية أيضاً تنص على تحريم الطلاق الذي هو من حق المرأة في حال تعنت الزوج وهضم حقوقها، إلا أن الأنظمة في بلادهم والقوانين التي استحدثوها تنص على إباحته تأسياً في ذلك بالدين الإسلامي الذي يضمن للجنسين الاطمئنان النفسي في العلاقة ويكفل بذلك السعادة السكنية التي هي أساس هذا المتاع.
لقد كان لاحترام المرأة في الإسلام ك كيان طاهر عفيف في أثبات أنها مخلوقه مُطهرة بخلاف ما جاءت به الأديان الأخرى فلقد نعتوها آباء الكنيسة مثلا بِ -عميلة الشيطان-، أما في اليهودية فكان فلاسفتهم يصفونها ب -اللعنة – وللأب الحق في بيع أبنته إذا كانت قاصرا كما جاء في التوراة ( المرأة أمرٌ من الموت، وأن الصالح أمام الله ينجو منها)، وأيضاً في التلمود قيل ( أن المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط)، فكان للإسلام لفتة واضحة في أثبات حقها بعيداً عن الأصوات المذاعة حاليا في تقييد المرأة والدعوة إلى تحريرها والحرب الشائعة التي ينادون بها، فجاء كلام خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم في أن ( النساء شقائق الرجال) وأعطاها حقها المكفول في حفظها وصيانتها وإنزالها منزلتها العفيفة الطاهرة فبقوامها يصلح كيان المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع بأسره، كما أنه خاطب الرجال والنساء على السواء وعاملهم بطريقة شبة متساوية تحت غاية متميزة وهي الحماية، فقدم القرآن كلاماً واضحا في الرفق والعدل بها والعطف عليها.
إلا أن ذلك كله لم يُجعل من الإسلام لديهم إلا أن الزواج هو مرحاض الرجل الذي يقذف فيه حيواناته المنوية ليتحول بذلك نفخة في البطن تأن ما تأن به المرأة و تقذف بعد تسعة أشهر إن كان ذكراً ف هو حكراً جديداً وإن كانت أنثى ف هي وأد جديد على حد زعمهم.
و ما جاؤوا بذلك كله إلا بفكر دخيل على عقول نساء وفتيات هذا العصر وعاونوهم على ذلك بعض الرجال الذي يدعون إلى تحرير المرأة من بيتها، وتفجير طاقتها في منشأه تعمل بها، داعين بذلك إلى السفور والتعري تحت مظلة الحرية الشخصية، ناهيك عن المؤلفات والكتابات المقالية والروائية التي لا تُعد ولا تحصى في قضايا التحرش والجنس والتعدي على الرجال الذي لا يحلو قلم إلا بالكتابة عنهم، مما يدخل على هذا الأمر بعضاً من الإلحاد والتعدي على أمر الرب سبحانه وتعالى، وهذا كله لِ أجل فقط الخروج بِ امرأة عصريه تتناسب طردياً مع مجريات هذا العصر الذي بِ أمكانة تحويل الجنس اللطيف الى رجُلٍ أنثوي بسبب أسلوب حياته وامتهانه بأمر لا يتناسب مع السبب الذي خلقت من أجله.
منقووول