عدد الأثنين 8/8/1426هـ
منقول من صحيفة المدينة الطبعة الثانية
المدينة تقف على حجم معاناة أهالي قرى مركز القفل
السيول والأمطار دمرت الطرق واقتلعت الأسقف والأعمدة
ووفاة امرأة صعقا بالكهرباء وإصابة آخر
حسن المازني & ماجد عقيلي / جازان
تـــصــــويــــر / حــــــســـــيــن الـــعــتـــودي
كانت المدينة حاضرة كل تفاصيل أمطار جازان وخاصة قطاعها الجنوبي والذي يشمل محافظة أحد المسارحة وصامطة ومركز القفل والحُرّث وخاضت المدينة غمار أودية خلب ووادي ليه ووادي المغيالة العملاقة في هذا القطاع ووقفت على حجم المأساة التي يعانيها الأهالي هناك
أول الطريق
وفي أول الطريق وعند قرية المقرقم الواقعة على ضفاف وادي خلب الكبير كنا حاضري مأساة أسرة يتيمة من جراء الأمطار والرياح العاتية حيث اقتلعت الرياح العاتية سقف منزل المواطنة فاطمة بنت علي عواجي الحديدية وألقت به في احد المنازل المجاورة ومن ثم قطعت أسلاك الكهرباء الممتدة حول المنزل وتركت المكان يعج بالفوضى والدمار وكذلك وجدنا أن الطريق الذي يربط بين طريق الخوبة ومصنع الاسمنت مقفل والمرور صعب بعد أن اجتاحته مياه السيول وقطع الطريق حيث أصبح السير فيه مغامرة كما شاهدنا أن السيول قد داهمت أجزاء من قرية الخسوف الأثرية الواقعة شمال وجنوب وادي خلب وبعد هذه المناظر المأساوية قررنا أن نتجه جنوبا ونتوغل في عمق المأساة وكانت وجهتنا قرى مركز القفل مرورا بقرية السودي ومنها إلى شعب آل دهمي و مركز القفل حيث كان علينا خوض مغامرة جديدة
وادي ليه
قررنا اجتياز هذا الوادي الذي يعج بمياه السيل المتدفق من أعالي جبال مران اليمنية وجبل جحفان السعودي وهناك قد وجدنا أن السد الزراعي الذي أقامه الأهالي لسقيا مزارعهم من مياه السيول وبعد سقياهم للأراضي وازدياد منسوب المياه قرروا فك هذا السد معلنين بذلك خسائر مادية لهم ولكن ليس على حساب خسائرهم البشرية وكانت مياه السيول
قد ارتفعت إلى حد غير معقول حيث داهمت الشبكة المقامة على البئر الواقع على ضفاف الوادي وهو المصدر المائي الوحيد الذي يمد أهالي قرى القفل بالمياه ووجدناه قد جرف إلى حد كبير وتم تعطيله عن العمل نهائياً.. وعلى طول مسافة رحلتنا في مركز القفل والقرى التابعة له وجدنا المستنقعات التي غاص فيها البشر والعربات في كافة أنحاء قرية القفل كل مكان نمر عليه نجده أسوأ من الذي قبله ووجدنا المعاناة ظاهرة أمام العين ولا نكاد نمر بمشروع خاص بالسقيا إلا و قد جرف أو دمر بشكل كبير
فتح الطرق بالأيدي
نعم هذا ما نجده دائما فلا احد يكترث بما يحصل لأهالي مركز القفل وما جاورها فكل الطرق التي تخترق المزارع تفتح بأيدي المواطنين وعلى نفقتهم ولا يكاد يمر سيل حتى يتم تدميره حيث يقول/ الشيخ محمد بن حسن أبو عقيل إمام وخطيب جامع شعب آل دهمي وعضو المجلس البلدي المنتخب الذي وجدناه وهو يحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه في تلك الطريق الوحيدة أن عدد قرى مركز القفل 86 قرية بها أكثر من 10 آلاف نسمة ولا يوجد بها طريق مسفلت أو خطوط هاتفية ومطالباتنا لدى الجهات المعنية تذهب سدى ولا نجد لها أي حلول وكأننا خارج دائرة عمل ومسئوليات تلك الإدارات وخاصة الطرق التي لها من شأن هذا العذاب ما الله به عليم وذهب الشيخ أبو عقيل قائلاً كل ما هو موجود في القرى الجنوبية وخاصة قرى القفل محزن جدا فمثلا خطوط الضغط العالي بعيدة كل البعد عن القرى وجميعها تمر في الأراضي الزراعية والآن وبعد هذه الأمطار والسيول انظروا ماذا حدث هناك؟. أكثر من 20 عمودا خاصة بالضغط العالي ما بين واقع على الأرض ومائل وشركة الكهرباء لا تستطيع الوصول إليها فالطريق إليها وعرة ومقطوعة بالسيول ولها الآن ما يزيد على عشرة أيام وهي بهذه الحال ولم تجد من يصلحها أو يعيدها إلى حالتها والسؤال المهم أين التخطيط من هذا الذي يحصل الآن وكيف ستعالج الأمور؟؟
وبيّن الشيخ أبو عقيل أن الطريق التي تربط بين قرى القفل وبين قرى اللقية فتحها المواطنين على حسابهم الخاص وفي مزارعهم الخاصة وهذه الطريق تتحول عند نزول الأمطار إلى أوحال لا يعبرها إلا السيارات ذات الدفع الرباعي ولعلكم شاهدتم الطريق المؤدية إلى جامع آل دهمي كيف تحولت إلى أوحال تعيق حركة المصلين من الوصول إلى المسجد.
المواطن عبد الله بن جبران صميلي مدير ابتدائية اللقيه كانت له مشكلة أخرى مع الكهرباء فقد وقع عداد منزله الكهربائي وهو دائم الاتصال بشركة الكهرباء لإعادة العداد إلى مكانه ولكن دون جدوى فهو واقع منذ أكثر من أسبوع والخوف كل الخوف أن يبتل بالماء وتحدث كارثة عظيمة في بيته أو في احد المارة بقربه ويؤكد أن
شركة الكهرباء تمر على هذا العداد أكثر من مرة ولكن لم تعمل أبدا على إعادته إلى مكانه ورفعه عن موقع الخطر إطلاقا.
مأساة امرأة
وقد قامت المدينة بزيارة لمنزل الشيخ علي بن محمد سعيد خواري لأداء واجب العزاء في وفاة زوجته /جارية بنت مقبول جابر خواري التي توفيت اثر إصابتها بصعق كهربائي أثناء وقوع أسلاك الضغط العالي عليها ووجدوها قد ماتت من الصعق الكهربائي يقول الشيخ علي خواري : كانت زوجتي ذاهبة إلى أرضها الزراعية في وقت العصر وكانت تعتمر على رأسها قبعة من الخوص والطفي بقصد الوقاية من أشعة الشمس وأثناء وقوع أسلاك الضغط العالي لامست القبعة الخوصية المبتلة نتج عنها صعق كهربائي شديد وماتت في حينها وعند محاولة أحد المواطنين لإنقاذها صعقته الكهرباء وأدخل العناية المركزة لعدة أيام وبعد ذلك هرع الأهالي لإنقاذهما وتمكنوا من سحبها من مكانها ونقلها إلى المستشفى ولكنها قد فارقت الحياة فالحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون .
خطوط مقطوعة كليا
ووقفنا في آخر المطاف على طريق اللقيه – أبو حجر الذي يمتد لمسافة 3كم والذي وجدناه يشكل حصاراً حقيقياً لأكثر من خمسون قرية ليس لها أي منفذ إلا من خلال هذه الطريق التي تعبر الوادي وتبين لنا أن عدد من الموظفين ظلوا عدة أيام محاصرين دون أن يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم في مدينة جازان وقد عرفنا من الأهالي أن المطالبات بإنشاء هذا الخط منذ عام 1402هـ وإلى الآن لم يتم عمل أي شيء في هذا المشروع وحتى الكوبري الذي هو معتمد في الميزانية هناك منذ 1404هـ لم يتم عمله أو البدء ولو في جزء يسير منه حيث وجدنا وادي المغيالة الفاصل بين قرى اللقيه وقرى أبو حجر مليء كليا بمياه السيول وبعمق يصل إلى ثلاثة أمتار وهو مقطوع نهائيا واضعا الأهالي في حصار دائم حتى يجف هذا الوادي من السيول وبدل قطع مسافة 3كم بين القريتين يتوجب قطع مسافة ما يزيد عن 20كم حتى يتم اجتياز المواطنين لهذا الحصار وقطع الطريق ومباشرة أعمالهم في الدوائر الحكومية في المنطقة عبر وادي ليه دائم الجريان بالسيول المنقولة من المرتفعات اليمنية .
•المواطن يحي بن علي محنشي أحد الموظفين في قطاع المجاهدين بجازان وأحد سكان هذه القرى يتحدث عن انقطاع الطريق ويقول نحن المواطنون بمركز القفل مقطوعون نهائيا عن أعمالنا وعن كل ما يحيط بنا وعن العالم الخارجي ومتغيبون عن أعمالنا والسبب •عدم وجود طرق وكباري من مركز القفل إلى مدينة صامطه أو أحد المسارحة ومطالباتنا دائما هي الطرق والكباري لا أكثر فمتى تتحقق الأماني والوعود لا ندري ؟•متى ننعم بما ينعم به غيرنا من طرق آمنة؟
مشروع على الورق فقط
الشيخ / محمد بن احمد سعيد محنشي شيخ قرى اللقية تحدث لنا عن مأساة المواطنين وعن معاناتهم وعن المشروع الذي يمتد من قرية اللقية وأبو حجر فقال : المسافة ما بين اللقية وأبو حجر حوالي 3 كم ويقطعها وادي المغيالة وكانت مطالباتنا بطريق مسفلت وكوبري في الطريق فانظروا ماذا حدث منذ عام 1402هـ ونحن نسمع الوعود بإنشاء هذا الطريق والميزانية تعتمد لهذا الطريق أو يدرج في الأولويات وبعد ذلك أتت شركة في عام 1404هـ لإنشاء المشروع وتوقفت من فورها وأتت شركة أخرى عام 1422هـ وهي بدورها لم تستمر وما عملته كان هباء منثورا بسبب السيل فقد جاءت بعبارات لتصريف المياه ولكن المياه كانت اكبر مما توقعوه فكان فقد جاءت الشركة هذه بأنابيب خراسانية لا تستخدم إلا في تصريف مياه المجاري فكيف بتصريف سيول أودية عملاقة من الطبيعي هو فشل المشروع ومنذ ذلك التاريخ أي منذ 24 سنه لم نجد حل لمشكلتنا أبدا وقد وجهنا خطابات لأمارة المنطقة وشكاوي لما نحن نعاني منه فكان هناك استفسار من وكيل الإمارة لمدير إدارة الطرق والنقل بجازان عن هذا المشروع فجاء رد مدير إدارة الطرق والنقل
مغايرا للواقع ولما هو عليه من مسئولية فقد قال في رده على استفسار وكيل إمارة منطقة جازان " إن المشروع قيد التنفيذ وقد وصلوا فيه إلى مراحل متقدمه!!!!... ولا شيء من هذا الكلام إطلاقا فانتم رأيتم بأم أعينكم أنه لا توجد هنا أية آثار لمشاريعهم أبدا ولكن المشكلة الكبرى هي أن جميع المقاولين تنسحبون من هذا المشروع لأن الميزانية المعتمدة للمشروع ضئيلة جدا والمقاولين الذين ترسو عليهم العملية غير مؤهلين لهذا يفشل المشروع وينسحب المقاول دون البدء فيه .. ونحن متواصلون في سلسلة الشكاوي لولاة الأمر وكل ما نقوله نحن نعاني من حصار فمن يفك عنا هذا الحصار؟ وتساءل الشيخ محمد محنشي لماذا يرد مدير عام الطرق بجازان على وكيل إمارة المنطقة بما يخالف الواقع وأين رادع الضمير وأين الوازع الديني فكيف يقول أن المشروع قيد الإنشاء وأنه قد تم قطع شوط في المشروع وأنتم ترون عدم صحة ذلك؟؟
بأي حق أن يقدم مدير عام الطرق بجازان على مثل هذا الأسلوب الذي أظهرنا أمام ولي الأمر في المنطقة في صورة غير جيدة ونحن ولله الحمد معروف عنا الصدق والوفاء لهذه البلاد وقيادتها؟.إننا نوجه سؤالنا لمعالي وزير النقل فنسأله عن الآلية التي يتم بموجبها إيكال مصالح المواطنين وهل من آلية وزارة النقل تصوير الوضع فقط للمسئولين بأنه على خير ما يرام والمواطن يبلط البحر؟؟
أعلم أن معاليه سوف يستغرب كلامي هذا ولكن وزارة النقل لم تستغرب عزلتنا عن بقية منطقة جازان لأكثر من ربع قرن ونحن نعيش الوعود المعسولة دون أن يتحقق من تلك الوعود أي شيء
أننا كمواطنين نرفع معاناتنا إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده فلم يعد لنا في طرق جازان باب نلج منه ..
هذا ولازالت قرى القفل الجنوبية محاصرة بسيول الأودية المتدفقة من الجبال اليمنية لليوم الرابع عشر على التوالي وحتى إعداد هذه المادة حيث عاودت سيول الأمطار جريانها في أودية ليه والمغيالة ما أدى إلى استمرار عزل ما يربو على ثمانون قرية وغلق طريق أبو حجر –اللقية الترابي بشكل نهائي وقد نتج عن ذلك تغيب طلاب وموظفي تلك القرى الذين يدرسون ويعملون في مدن ومحافظات جازان عن مدارسهم وأعمالهم لإغلاق السيول جميع الطرق التي تربط قرى القفل واللقية وشعب آل دهمي المغيالة ببقية المدن والمحافظات وطالب مشايخ قرى وقبائل مركز القفل التابعة لمحافظة صامطة وقرى الراحة التابعة لمحافظة الحُرّث من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان سرعة التدخل لوضع حد لمعاناتهم التي استمرت لسنوات طويلة في ظل تسويف ومماطلة طرق جازان التي لم تحرك ساكناً ولم تكلف نفسها ولو بالوقوف على هذه المعاناة ولو لمواساة المواطنين..
هذا وقد قال المواطن جابر بن علي محنشي إننا نعاني من نقص حاد في المؤن الغذائية حتى البقالات الصغيرة في هذه القرى أدراجها خاوية فالسيول تحاصرنا من كل جانب والمنفذ الوحيد لقرى اللقية على أبو حجر مغلقة حيث وكما شاهدتم قد تحول ذلك المنفذ إلى بحيرة يسبح فيها الناس وقال المحنشي كيف ننقل مرضانا إلى المستشفيات والطرق مغلقة وكيف نجلب الحليب لأطفالنا سيما وأن مركز الرعاية الأولية في اللقية يفتقر إلى أدنى المقومات مثل طبيبة نساء وولادة حيث لا يوجد سوى طبيب عام و سكان معظم القرى التابعين لهذا المركز لا يستطيعون الوصول إلى المركز بعد أن تحول السيول بينهم وبين المركز,,
__________________
حسن سلطان المازني
مدير مكتب جريدة المدينة بجازان