الليلْ . . . وَذكْريَاتِي . . . والهَواءُ البَاردْ
دَفَاتِرٌ مُترَعَةٌ بِتفَاصِيلِيْ !
تُذكِرُني بِأشياءٍ أُحِبها وَأفتقِدُها الآنْ .,
فَأرتَجِفُ حينَها بَرداً .,
وتَهدأُ رَجفَتي حينَ يَلفُني وجودْ مَنْ أُحِبْ حَولي ,
يُطوقُونْ مِعصَمْ أياميْ
بِالدعَواتْ ,
تُربُتُ كفوفَهُمْ الطَاهِرةْ عَلى كَتفيْ
وِأستَرِقُ بَصِيصَاً مِنَ الفَرحْ لألقَى الأمَلْ
يَمتدُ عَميقاً وَيُلامِسْ أطرافْ السَماءْ
يُصَافِحُ النُجومْ وَيُرسمني بَدْراً يتَلألاُ نُوراً
وَيشعُ ثِقةً بِالله . .







//





مَا عِلِمُوا أنَّ عَباءةْ الليلْ تُخبيءُ خَلفَهاَ
وجوهٌ مُسفراتْ , عُيونُها للهِ دَامعَاتْ
تَختَرِقُ الوَجعْ في حِينِ غَفلةْ وَيلُفُها الرِضَا بِتِرحَابْ ,
تَثِقُ أنَّ الدُنيا غُبَارٌ يَألَفهُ الإرمَادْ , إنْ لمْ تُرافِقُها مَعيةُ الله ,
تُلقي بِنَاصيتِها لِذاكْ الدِفءْ وَقَوافِلُ نَشوتِها والجَذلْ تَجعلُها
تَرغَبُ في الحياةِ أكثَرْ ,





//





إنّهُ الليلْ الذي يُسَخِنُ حَرفي البَارِدْ
يَسرِقُني مِنْ أيَقونَةِ آلميْ
فَتبْدو لِي الحُروفْ مُغريةً
وتَلتَهِمُ وَرقِي !
إنّهُ يُجرِدُني مِنْ تَعلُقي بِأي أَحدْ ,
يُبعِدُني عَنْ مَنطِقةِ الأشْيَاءْ ,
ويَجَعلُني أُمَارِسُ تَمتَماتي لِربي بِطَرِيقَتي ,
فَـ أمْلأُني حُباً وَأعَانِقُ السمَواتْ في سَجدةٍ تَطُــولْ !





//





الليلُ حِرزٌ يَقينَا مَصَارعْ السُوءْ
إنِ إمْتلأَ بِقُدسيةِ الله وَجلالِه
وَمَا أجمَلهُ حينَ تَكونُ سَكينتهُ أنْتَ وَحدَكْ
لأتنَفسَ قُربَكْ عَميقاً !
وَأدعوا حينَ ألتقيكْ , أنْ إشهَدْ لي
وَأدخلني في رَحمتِكْ .