//
مَا عِلِمُوا أنَّ عَباءةْ الليلْ تُخبيءُ خَلفَهاَ
وجوهٌ مُسفراتْ , عُيونُها للهِ دَامعَاتْ
تَختَرِقُ الوَجعْ في حِينِ غَفلةْ وَيلُفُها الرِضَا بِتِرحَابْ ,
تَثِقُ أنَّ الدُنيا غُبَارٌ يَألَفهُ الإرمَادْ , إنْ لمْ تُرافِقُها مَعيةُ الله ,
تُلقي بِنَاصيتِها لِذاكْ الدِفءْ وَقَوافِلُ نَشوتِها والجَذلْ تَجعلُها
تَرغَبُ في الحياةِ أكثَرْ ,
//
إنّهُ الليلْ الذي يُسَخِنُ حَرفي البَارِدْ
يَسرِقُني مِنْ أيَقونَةِ آلميْ
فَتبْدو لِي الحُروفْ مُغريةً
وتَلتَهِمُ وَرقِي !
إنّهُ يُجرِدُني مِنْ تَعلُقي بِأي أَحدْ ,
يُبعِدُني عَنْ مَنطِقةِ الأشْيَاءْ ,
ويَجَعلُني أُمَارِسُ تَمتَماتي لِربي بِطَرِيقَتي ,
فَـ أمْلأُني حُباً وَأعَانِقُ السمَواتْ في سَجدةٍ تَطُــولْ !
//
الليلُ حِرزٌ يَقينَا مَصَارعْ السُوءْ
إنِ إمْتلأَ بِقُدسيةِ الله وَجلالِه
وَمَا أجمَلهُ حينَ تَكونُ سَكينتهُ أنْتَ وَحدَكْ
لأتنَفسَ قُربَكْ عَميقاً !
وَأدعوا حينَ ألتقيكْ , أنْ إشهَدْ لي
وَأدخلني في رَحمتِكْ .