قال ابن قيم الجوزية في الفوائد رحمه الله1 / 33)
طوبى لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل فى علمه والآفات فى عمله
والعيوب فى نفسه والتفريط فى حقه والظلم فى معاملته فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأي فضله وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه فإن قبلها فمنه وصدقة ثانية وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به
وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه وذلك من عدله فيه فيرى فى ذلك فقره إلى ربه وظلمه فى نفسه فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه
ونكتة المسألة وسرها أنه لا يري ربه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصرا فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوءه من ذنوبه وعدل الله فيه