سمعتمُ ما قالهُ صديقنا الغارق في بحور الشوق
يقول أن السماء أصبحت تُمطرُ مواعيد مؤجلة للِّقاء..
و كلما حاول تأكيدها , تبددت الغيوم , وأشرقت الشمس من جديد.
على فكرة .. هو لا يعرف الصبر و سئمنا من اقناعه بذلك.
ولم أُخبركم..
أستاذنا العزيز المخلص , بعد أن رأى روُتين التلقين الذي يُمارسه في مقراراته و أغلب المدرسين
فكرَّ في توزيع مهام المقرر على الطلاب , و اكتشف أن العيب في طُرق التواصل معنا , و قرر كتابتها في توصيه إلى مسؤول التعليم هناك.
على فكرة, هو نادرٌ بين أقرانه , وما إن تراه تُدركُ مدى احتراقه على من لا يهتمون بأداء أماناتهم على الوجه المطلوب .
هو فعلًا قدوه تستحقُ التحفيز و التكريم.
أما الأمل فقد حاول الإنتحار مرَّات عدَّة , ولولا لطفُ الله بنا وبه , لاستعمر الشقاء على عُقولنا. يقول صديقُنا الأمل : أصبحتُ آخر الخِيارات لديكم وربما أُزِلتُ من القائمة , فبعد أن كُنتُ سيد أولوياتكم , أصبحتم تتنكرون لي و تدَّعون الويل, رغم أنِّي أتجاهلُ ذلك و أُحاول إعانتكم على حوائجكم , فلأجل ذلك قررتُ الرحيل , فلربما تستدركون عند افتقادي كم كنتُ أُعاني جُحُودكم.
على فكرة, هو محقٌّ في ذلك , فنحنُ من اختلق البؤس في أرواحنا حتى أصبح كالوهم اللصيق بتصرفاتنا, فلنحمد الله أنه لم يمُت بعد , ولنحاول أن نرد له بعض الجميل .
و على مثل هذه الخواطر نستطيع أن نتشاطر الحوار و نعصر التجاروب لنخرج برحيقٍ صافٍ من الأدب والمعرفة , ولا تنسوا أن تردوا الجميل لأصحابه , كي لا ينقطع حبل العطاء بيننا وبينهم.
إذًا فل ننثر ما يخطرُ على أرواحنا بلا ريب
