مواقف مؤثرة في جامعة الإمام
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه ...أما بعد:
فإن الواجب على المسلم تجاه من أحسن إليه وأسدى إليه معروفاً أن يعامله بالمثل , فإن لم يستطع فلا أقل من الدعاء له بظهر الغيب , وإنا في هذه البلاد المباركة لنجد الرعاية والاهتمام من قبل ولاة أمورنا – حفظهم الله - , ومظاهر عنايتهم بالمسلمين عموما , وبالمواطنين خصوصا كثيرة جدا , ومنها عنايتهم بتولية الأمور من يكون كفؤا لها , ومن ذلك توليتهم إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمعالي الأستاذ الدكتور / سليمان أبا الخيل , وإن الناظر في الفترة التي تولى فيها معاليه إدارة الجامعة ليعلم أنه أهل لهذه الثقة الكريمة , وفي هذا المقال المختصر أذكر شيئا يسيرا مما رأيته في هذه الجامعة العريقة , والذي شدني لكتابة هذا المقال هو زيارة معاليه المفاجئة والمتكررة لجامع إسكان الطلاب بالجامعة , ولما رأيته من مواقف أثرت علي شخصيا , وأثرت على كثير من الطلاب , وقد تكررت زيارة معاليه للإسكان أكثر من مرة , يتفقد فيها معاليه أحوال أبنائه الطلاب ويلامس حاجاتهم , ويستمع لرغباتهم مما جعل الطلاب يحسون بقربه منهم, ويلهجون بأسمى آيات الشكر والتقدير لحرصه عليهم , وأذكر شيئا يسيرا مما حدث في بعض هذه اللقاءات التي كان آخرها يوم الجمعة الموافق 21/11/1431هـ .
كان لزيارة معاليه لإسكان الطلاب في غير وقت الدوام الرسمي أثر على كثير من الطلاب لأنهم يسمعون بعض الشائعات التي تذكر أن مكاتب أصحاب المعالي مغلقة ولا يكاد يظفر بهم الطلاب , فإذا بمعاليه يحضر بينهم ليستمع إلى حاجاتهم ورغباتهم , كما أن الزيارة كانت بشكل متواضع جدا , فالذي ينظر إلى معاليه يظن أنه والد أحد الطلاب, ولم يكن معاليه مجرد مستمع لهذا الرغبات , بل تفاعل مع جميع الرغبات التي طرحت له , مع شرح وتوضيح بأحسن الأساليب .
كما تفقد معاليه في زياراته مطعم الجامعة الذي يرتاده الطلاب , وذلك ليطمئن بنفسه على جودة الطعام الذي يقدم للطلاب , مما كان له الأثر الإيجابي على أبنائه الطلاب .
وضرب معاليه مثالاً رائعا للتواضع , وحسن الخلق , فكان يستمع إلى رغبات الطلاب بكل إنصات , كما كان يمازحهم , ويحرص على إدخال السرور في نفوسهم , وذلك حرصا منه على تخفيف الغربة عليهم .
كما ضرب معاليه مثالا للكرم والجود , فقد تكفل بسداد رسوم الإسكان الجامعي من حسابه الخاص عن أكثر من طالب , لعدم قدرتهم على السداد , وقد رأيت الدموع في عين أحد الطلاب فرحا بهذا الأمر .
وبين لهم فرحه بتواجده بينهم , فقد طلب منه أحد الطلاب زيارة معاليه لمنزله الشخصي , فلبّى معاليه الدعوة في موعد لاحق .
كما بين معاليه للطلاب أن بابه مفتوح لهم في أي زمان ومكان , وذلك بتطبيق عملي, فعندما ذكر له بعض الطلاب مشكلة له يواجهها ؛ وعده معاليه بحلها , ثم أملاه معاليه رقم جواله الخاص أمام الطلاب , وطلب منه إفادته إن لم تنته المشكلة .
هذه بعض المواقف التي كان لها الأثر الكبير على نفوس طلاب جامعة الإمام , حتى زارني بعض الطلاب ودار بيني وبينه بعض الأمور في الجامعة , فقال لي : إني لأدعو لمعالي المدير في خاصة دعائي في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي , مع أن هذا الطالب ليس له أي علاقة بمعالي المدير , إلا أنه جاءه يشكو إليه كربة من كرب الدنيا , ففرجها عنه معاليه بكل تواضع واحترام , وأجزم أن معالي المدير لو رأى الطالب لم يعرفه , ولكنه غرز في قلبه معروفا قد لا ينساه طيلة حياته .
وما ذكرته شيء يسير مما رأيته ورآه إخواني , وأتمنى من الإخوة نشر هذه المحاسن كي نرتقي بأنفسنا ومجتمعنا , بدل أن ننشر الشائعات والسلبيات , ولا شك أن كل مخلوق يخطئ ويصيب , فواجبنا نشر المحاسن , وستر المعايب , والنصح والتوجيه بالأساليب الحسنة.
والحمد لله أولا وآخرا ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
كتبه
ماهر بن عبدالرحيم خوجه