لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مشهد الاستغفار في الحج ...!

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    Frasha مشهد الاستغفار في الحج ...!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مشهد الاستغفار في الحج

    فضيلةالشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد



    الحديث ههنا سيكون حول مشهد التقصير في أعمال الحج، ورؤية النقص فيها، والسعي في تلافي الخلل والتفريط.
    قال ربنا - جلا وعلا -: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم).
    قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "أي ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس من لدن إبراهيم - عليه السلام - إلى الآن.
    والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفاً عندهم، وهو رمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بمنى ليالي التشريق، وتكميل باقي المناسك.
    ولما كانت هذه الإفاضة يقصد بها ما ذكر، والمذكوراتُ آخرُ المناسك أمر الله - تعالى - عند الفراغ منها باستغفاره، والإكثار من ذكره؛ فالاستغفار للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته، وتقصيره فيها، وذكرُ اللهِ شكرُ الله على إنعامه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة، والمنة الجسيمة.
    وهكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادة أن يستغفر عن التقصير، وأن يشكر على التوفيق، لا كمن يرى أنه أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلاً ومنزلةً رفيعة؛ فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول حقيقٌ بالقبول والتوفيق لأعمال أخر"ا-هـ.
    الاستغفار طلب المغفرة، وهي ستر الذنوب، والعفو عنها، ووقاية شرها.
    والاستغفار من أجلِّ القربات، وأنفعِ الطاعات، وأعظمِ موانع إنفاذ الوعيد.
    والاستغفار ختام الأعمال الصالحة، فيختم به الصلاة، وقيام الليل، ويختم به الحج كما مر، وتختم به المجالس؛ فإن كانت ذكراً كان كالطابع عليها، وإن كانت لغواً كان كفارةً لها.
    ولما وفى نبينا -صلى الله عليه وسلم- تبليغ الرسالة، والجهاد في سبيل الله، وأقر الله عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين، ودخول الناس في دين الله أفواجاً - أمره الله بالاستغفار؛ فكان التبليغُ والجهادُ عبادةً قد أكملها وأداها؛ فشرع له الاستغفار عقيبها.
    وبالجملة فهذه حال العبد مع ربه في جميع أحواله، فهو يعلم أنه لا يوفي هذا المقام حقه، فهو أبداً يستغفر عقب كل عمل صالح؛ فكل أحد محتاج إلى مغفرة الله ورحمته، ولا سبيل إلى النجاة بدون ذلك.
    ولذلك ينبغي أن يختم الحج بالاستغفار، فهو يكمل الحج، ويرقع ما تخرق منه بالجدال ونحوه.
    إن من الناس من لا يعرف من موجبات سخط الله، وأسباب عقوبته إلا المعاصي التي شددت الشريعة في النهي عنها؛ فإذا تابوا من عمل سيئ فإنما يتوبون منها؛ فهذه حالة عامة المؤمنين.
    أما خاصة المؤمنين فحالهم أكمل وأتم، فهم يعرفون أن لكل عمل سيئ لوثةً في النفس تبعدها عن الكمال، ويرون أن لكل عمل صالح أثراً في النفس يقربها من الله - عز وجل - والتقصير في الصالحات يعد عند هؤلاء من الذنوب التي تهبط بالنفس، وتبعدها عن الله، فالنفس إذا قصرت فيها تتوب، وإذا استمرت لم تعمل من النقائص والعيوب.
    ويختلف اتهام هؤلاء لأنفسهم باختلاف علمهم بصفات النفس، وما يعرض لها من الآفات في سيرها، وعلمهم بكمال الله، ومعنى القرب منه، واستحقاق رضوانه.
    ولهذا ترى هؤلاء الكمَّل يسارعون في الخيرات، ويبادرون إلى التوبة والاستغفار؛ لشعورهم بالنقص في العمل، والتقصير في حق رب الأرض والسموات.
    هذا وإن للاستغفار فضائلَ جمةً,وأسراراً بديعةً، وبركات متنوعةً فمن ذلك أنه طاعة لله، وأنه سبب لمغفرة الذنوب، ورفعة الدرجات، ونزول الأمطار ، والإمداد بالأموال والبنين ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
    والاستغفار سبب في زيادة القوة، والمتاع الحسن، ودفع البلاء، وحصول الرحمة، قال ربنا - تبارك وتعالى -: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله).
    وقال على لسان هود - عليه السلام -: (ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ).
    وقال - عز وجل - ( لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون).
    قال لقمان - عليه السلام - لابنه: "يا بني عود لسانك الاستغفار؛ فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلاً".
    وقالت عائشة - رضي الله عنها -: "طوبى لمن وجد في صحفيته استغفاراً كثيراً".
    وقال أبو المنهال: "ما جاور عبد في قبره من جار أحب إليه من استغفار كثير".
    وقال الحسن -رحمه الله-: "أكثروا من الاستغفار في أسواقكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة".
    وقال قتادة -رحمه الله-: "إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار".
    وقال بعضهم: "فمن أهمته ذنوبه أكثر لها من الاستغفار".
    ومما يدل على عظم شأن الاستغفار أن الله - عز وجل - جمع بينه وبين التوحيد في قوله - تبارك وتعالى -: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ).
    وفي بعض الآثار أن إبليس قال: "أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بـ: لا إله إلا الله، والاستغفار".
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "شهادة التوحيد تفتح باب الخير ، والاستغفار يغلق باب الشر".
    وللاستغفار صيغٌ عديدةٌ أفضلها أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، كما في حديث شداد بن أوس في صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
    ومن صيغ الاستغفار: أستغفر الله الحي القيوم وأتوب إليه.
    قال - عليه الصلاة والسلام - "من قاله غُفِر له وإن كان فر من الزحف".رواه أبو داود والترمذي، وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب.
    وفي كتاب عمل اليوم والليلة للنسائي عن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله: كيف نستغفر قال: "قل "اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم".
    وفيه - أيضاً - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ما رأيت أحداً أكثر أن يقول "أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله-صلى الله عليه وسلم-".
    وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن كنا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "ربي اغفر لي وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم" رواه أحمد، وأبو داود، والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وابن ماجة، وصححه ابن حبان.
    ومن أخصر الصيغ، وأشهرها: أستغفر الله، ورب اغفر لي.
    هذا هو الاستغفار، وهذا فضله، وتلك صيغه؛ فما أحرانا في نهاية حجنا أن تلهج ألسنتنا بالاستغفار، وما أجمل أن يكون الاستغفار لنا خير دثار فيما نستقبله من أيام.
    اللهم تقبل منا، ومن المؤمنين، وتجاوز عن تفريطنا، وتقصيرنا.
    وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية zhoor
    تاريخ التسجيل
    10 2008
    المشاركات
    117

    رد: مشهد الاستغفار في الحج ...!

    جزاك الله كل خيـــر وبارك الله فيك

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    رد: مشهد الاستغفار في الحج ...!

    وإياك شكرا لمرورك

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رديمة

    *¨`*:{سيدة المكان}:*¨`*
    رحمها الله رحمة الأبرار
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    منتديات صامطة
    المشاركات
    31,152

    رد: مشهد الاستغفار في الحج ...!

    جزاك الله خير على هذا النقل القيم
    في ميزان حسناتك ان شاء الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيك حفيدي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •